Site icon صحيفة الوطن

بدءاً من 26 الشهر الجاري 44 مركزاً لاستلام المحصول … عرنوس: لاسـتلام كل حبة قمح وتقديم جميع التسـهيلات … رئيس اتحاد الفلاحين لـ«الوطن»: تأمين المحروقات للحصادات والآليات الناقلة للأقماح

| هناء غانم

خرج المؤتمر السنوي للحبوب الذي عقد أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس بالعديد من التوصيات تركزت في مجملها على ضرورة استلام كامل محصول القمح من الفلاحين للموسم الزراعي الحالي، وتقديم كل التسهيلات المتاحة للفلاح من مراكز الحبوب لتسهيل عمليات استلام القمح بيسر، بشكل فوري ومن دون أي تأخير.

ووجه رئيس مجلس الوزراء الجهات المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاستلام كل حبة قمح منتجة وتقديم جميع التسهيلات، مؤكداً أن الزراعة شكلت العنوان الأساسي للعمل الحكومي خلال الفترات الماضية، واصفاً الاجتماع بأنه من الاجتماعات المهمة لأنه يضم جميع الجهات المعنية بملف القمح من الحكومة والاتحادات والنقابات بهدف مناقشة التحضيرات والاستعدادات لاستجرار محصول القمح من الفلاحين.

وأشار عرنوس إلى أنه تم التنسيق الكامل مع الاتحاد العام للفلاحين واتحاد غرف الزراعة وكل المفاصل الفاعلة في القطاع الزراعي لتأمين كل مستلزمات الإنتاج، وتم اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتذليل الصعوبات وتسهيل عمليات استجرار المحصول، منوهاً بأن استجرار أكبر كميات من محصول القمح يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي ونسعى أن يكون موسم حصاد القمح لهذا العام أفضل من العام الماضي.

وأشار إلى أن الجهات الحكومية المعنية تبذل جهوداً مضاعفة واستكملت التحضيرات والاستعدادات لاستجرار المحصول والاستعداد لتقديم المؤازرة والدعم في هذا المجال، مبيناً أن هناك توافقاً بين الحكومة واتحاد الفلاحين بخصوص سعر شراء محصول القمح من الفلاحين ما يساهم في تأمين دخل مناسب لهم.

الذهب الأصفر

بدوره وزير الزراعة محمد حسان قطنا قال: إن المؤتمر يعقد سنوياً لتحديد أسس استلام محصول «الذهب الأصفر» الذي يعتبر أحد أهم محاصيل الأمن الغذائي الرئيسة في سورية، مضيفاً: خرج المؤتمر بجملة من القرارات تؤكد على أن يتم استلام المحصول في مراكز الاستلام التابعة للمؤسسة العامة للحبوب بسعر 5500 ليرة سورية لمحصول القمح وفق المواصفات القياسية المعتمدة لدى وزارة التجارة الداخلية، كما قرر استلام محصول الشعير في مراكز المؤسسة العامة للأعلاف بسعر 3000 ليرة سورية.. وسيتم بذات التاريخ استلام نحو 100 ألف طن كمخزون إستراتيجي لتأمين احتياجات المؤسسة وتوفير الأعلاف للمربين.

وأشار الوزير إلى أنه تمت مناقشة كافة السبل اللازمة لتوفير فرص تسويق المحصول وزيادة الحمولات المحورية للسيارات الشاحنة بتأمين أكياس الخيش اللازمة للتسويق وتشجيع تسليم الدوكما لأن ذلك يوفر على الفلاحين الوقت والجهد والمال وضرورة تسديد قيم المحاصيل فور تسليمها للمؤسسة العامة للحبوب أو مؤسسة الأعلاف..

كميات متوقعة

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مدير عام السورية للحبوب سامي غسان هليل أن المؤسسة قامت بكل الاستعدادات لاستقبال موسم الشراء ٢٠٢٤ وفتح جميع مراكز الاستلام البالغة 44 مركزاً موزعة في كل محافظات القطر جاهزة لاستقبال الأقماح الموردة إليها بشكل مشول (ضمن أكياس) أو الكميات الموردة بشكل دوكمة لافتاً إلى أن الكميات المتوقع استلامها لهذا الموسم نحو ٧٠٠ ألف طن في كل فروع المؤسسة.

وأضاف: إن الاستلام سيكون في جميع المحافظات طوال فترة استلام محصول القمح، وأنه تم تزويد المراكز بكل الاحتياجات للعمل بأقصى طاقة. والعمل على تنظيم دورات فنية محاسبية على مستوى كافة مراكز فروع المؤسسة في المحافظات بغية تأهيل الكوادر الجديدة وفتح المراكز بشكل مبكر عن السنوات السابقة لبيع الأكياس الجديدة والصالحة لتعبئة القمح للمنتجين إضافة إلى تجهيز وتعظيم كافة السعات التخزينية من صوامع إسمنتية بطاقة 1.2 مليون طن والصويمعات المعدنية بطاقة ١٣٧ ألف طن لتخزين القمح الوارد بشكل دوكمة وكذلك المستودعات بطاقة ٤٣٥ ألف طن لتخزين القمح الوارد بشكل مشول.

وأشار إلى أنه يتم العمل على تجهيز ومعايرة كل القبابين الأرضية والروافع الهيدروليكية وكاميرات المراقبة لهذه القبابين وتأمين كل مستلزمات الإنتاج والتخزين من رقائق بلاستيكية وشوادر تعليم. كذلك تجهيز برامج قوائم الشراء إلكترونياً ليتم إنجاز صرف قيمة المستحقات للفلاحين بشكل سريع عن طريق المصرف الزراعي التعاوني.

ولفت إلى أنه تم العمل على تجهيز مركز البوكمال بمحافظة دير الزور ومركز خان شيخون بمحافظة إدلب بألواح الطاقة الشمسية لتأمين استمرارية العمل دون توقف على ضوء ما تم إنجازه.

وذكر مدير عام المؤسسة أنه تم العمل على فرز الأكياس المفرغة الموجودة في فرعي حمص وحلب من اللجان المشكلة لهذا الغرض للاستفادة من الأكياس الصالحة منها لتعبئة القمح والنخالة الناتجة عن طحن الأقماح لما في ذلك من توفير للمال العام لكون مادة أكياس الخيش يتم استيرادها حصراً من الخارج وبالتالي توفير القطع الأجنبي اللازم لها.

وبين أن التسهيلات المقدمة من المؤسسة لضمان تسليم الأقماح من الفلاحين هي اعتماد مبدأ الدور المسبق في كل مراكز الشراء إضافة إلى استقبال كل الآليات والجرارات أياً كانت حمولتها ولو كانت الآلية تحوي ذمة صغيرة لأحد المنتجين وكذلك استقبال كامل الإنتاج من الفلاحين كما يتم فتح باب مراكز المؤسسة لاستقبال الأقماح الموردة إليها من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة السابعة مساء والأهم تسليم الفلاحين إنتاجهم في أي مركز يرغبون به ضمن المحافظة الواحدة.

تجاوب حكومي

رئيس اتحاد الفلاحين أحمد صالح إبراهيم قال: لـ«الوطن» كان هناك تجاوب حكومي هذا العام لتلافي كل الأخطاء والهفوات التي حدثت في الموسم الماضي لاستلام الحبوب.

وأكد أن المؤتمر السنوي للحبوب هذا العام اتخذ العديد من الخطوات المهمة التي طالب بها اتحاد الفلاحين ووافقت عليها الحكومة لجهة تسديد كافة قيم المحصول للفلاح دفعة واحدة من دون تقسيط إضافة إلى تسهيل مرور الآليات الناقلة لمحصول القمح بيسر وسلاسة من دون أي اعتراض من أحد كذلك تمت الموافقة على تأمين المحروقات للآليات والحصادات الناقلة للأقماح إضافة لغيرها من الأمور ولاسيما إعطاء ثمن أكياس الخيش بشكل قرض وبكفالة الاتحاد العام للفلاحين مطمئناً الفلاح بأن الأمور هذا العام ستكون أفضل من العام الماضي بكثير كما وجهت الحكومة كل الجهات والوزارات المعنية بتقديم وتسهيل كل الإجراءات لتسليم المحصول واستلام قيم محاصيلهم..

ولدى سؤاله هل هناك مكافأة للفلاحين بعد تسليم المحصول أكد أننا كنا نأمل ذلك لكن الحكومة كانت قد حددت السعر النهائي لكيلو غرام القمح بعد دراسة كل التكاليف مؤكداً أنه لا يوجد أي مكافأة للفلاح هذا العام باعتبار أن السعر مجزٍ.

بدوره أكد محافظ الحسكة لؤي صيوح أن المؤتمر جاء إيجابياً وبناء في مجمل المقترحات والطروحات التي تنم عن حرص واهتمام ومسؤولية من الجميع.. حيث شدد رئيس الحكومة على ضرورة الأخذ بكل التوصيات الناتجة عن المؤتمر واستلام كامل موسم القمح لأن الأسعار مجزية وحيث يكون الاستلام مباشراً من الفلاحين ورفض رفضاً قاطعاً أي تبرير لعدم استلام كامل الموسم وتقديم كافة التسهيلات المتاحة للفلاح من خلال استلام المحصول في مراكز مؤسسة الحبوب.

وأشار المحافظ إلى الموضوع الأهم الذي تناولته الحكومة خلال الاجتماع وهو تسليم الأموال للفلاح والتأكيد على وزارة المالية ومصرف سورية المركزي بالتعاون مع المصرف الزراعي لإيلاء هذا الموضوع الأهمية القصوى وتسليم الفلاحين قيم المحصول فوراً.

صرف قيم الحبوب

وفي السياق ذاته أكد مدير عام المصرف الزراعي التعاوني أحمد الزهري في تصريح لـ«الوطن» أن المصرف بكل فروعه جاهز لصرف قيم الحبوب للفلاحين على غرار السنوات السابقة وخلال 48 ساعة بمجرد وصول قوائم الشراء من السورية للحبوب موضحاً أن المؤسسة اليوم طلبت سلفة مقدارها 4 آلاف مليار ليرة كمبلغ أولي لصرف قيم الحبوب مؤكداً أن هذه السلفة قابلة للزيادة والنقصان في ضوء الكميات المسلمة من الحبوب مبيناً أن هذه السلفة تمنح بقرارات مجلس النقد والتسليف.

رئيس اتحاد غرف الزراعة محمد الكشتو قال لـ«الوطن»: إن الحوار كان نوعياً وايجابياً هذا العام من كل الجهات حيث تم الاتفاق على تذليل جميع الصعوبات لتسهيل عمليات تسويق الأقماح مبيناً أن التقديرات الأولية مبشرة للمحصول الحالي والسعر مقبول للجميع.

نقيب المهندسين الزراعيين في سورية عبد الكافي الخلف أوضح لـ«الوطن» أن الاجتماع كان نوعياً حيث تم الاتفاق بين كل الجهات المعنية على تسهيل وتبسيط عملية تسويق محصول القمح على أكمل وجه مشيراً إلى أن العمل وضع كافة الخدمات في كل محافظة في خدمة الفلاحين لتسهيل عمليات التسويق وتخصيص الكتل المالية من المصرف الزراعي..

قرارات المؤتمر

وأقر المؤتمر السنوي للحبوب حزمة من الإجراءات والقرارات لتأمين استلام موسم القمح من الفلاحين، وتم التأكيد على الوزارات والجهات المعنية بتقديم التسهيلات اللازمة لاستلام أكبر كمية ممكنة من المحصول.

وتضمنت الإجراءات فتح كافة مراكز الاستلام البالغة 44 مركزاً في جميع المحافظات يوم الـ26 من شهر أيار الجاري من الساعة السابعة صباحاً حتى الثامنة مساءً طوال فترة استلام المحصول، وتزويد المراكز بكل الاحتياجات للعمل بأقصى طاقة، مع تأمين متطلبات استلام المحصول بدءاً من الحصاد وأماكن التخزين والمحروقات وآليات النقل والحصادات.

ووافق المؤتمر على تأمين التمويل اللازم لتمويل شراء موسم القمح بمبلغ 4000 مليار ليرة سورية مبدئياً منعاً لأي تأخير في تسديد ثمن الأقماح للفلاحين، وتسهيل عمليات تحويل الأثمان إلى الفلاحين عبر الحسابات المصرفية.

وحدد المؤتمر نسبة الأجرام والشوائب بـ23 بالمئة، ووافق على استلام الكميات الدوكمة من الفلاحين وتأمين أكياس الخيش اللازمة لذلـك، واستثناء السيارات الناقلة للحبوب من الحمولات المحورية على الطرق الرئيسية بنسبة 25 بالمئة، والسماح بنقل القمح والشعير والتبن ضمن المحافظة الواحدة من خلال شهادة المنشأ فقط على أن يتم إحضار وثيقة نقل في حال نقل المحصول بين المحافظات.

كما وافق المجتمعون على تشكيل لجنة مراقبة مركزية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ولجان مراقبة فرعية بالمحافظات لمراقبة عمليات الاستلام وضمان معالجة أي صعوبات بشكل مباشر.

ومن الجدير ذكره أنه وخلال الاجتماع استعرض المجتمعون مذكرة وزارة الزراعة حول واقع محصول القمح للموسم الحالي وتقديرات الإنتاج، كما تم استعراض مذكرة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بخصوص استعدادات المؤسسة السورية للحبوب لاستلام محصول القمح.

وكان مجلس الوزراء حدد خلال جلسته المنعقدة بتاريخ 23 نيسان الماضي سعر شراء كيلو القمح من الفلاحين للموسم الزراعي الحالي بـ5500 ليرة سورية.

Exit mobile version