Site icon صحيفة الوطن

الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال (6) … النسخة الثانية عشرة 2004- فلاسفة الإغريق سطّروا آخر المعجزات

| محمود قرقورا

ترفع الستارة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري إيذاناً بافتتاح النسخة السابعة عشرة لكأس أمم أوروبا على الأراضي الألمانية، وعلى مدار النسخ السابقة احتل الألمان والإسبان الصدارة بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لفرنسا وإيطاليا ولقب لكل من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والدانمارك واليونان والبرتغال.

كعادة «الوطن» في البطولات الكبرى تسلط الضوء على مسار البطولات السابقة لتكون مادة دسمة تعد أرشيفاً وخليلاً ودليلاً لمن يريد الإبحار، واليوم نتناول البطولة الثانية عشرة التي عرفت تتويجاً يمكن تصنيفه بخانة المعجزات والبطل فلاسفة الإغريق وإلى التفاصيل.

لم يكن مفاجئاً وقوع الخيار على البرتغال لتستضيف الحلقة 12 من عرس القارة، حيث منتخبها بصم في المونديال قبل نحو أربعة عقود كما أنها لم تكن نكرة في البطولة الأوروبية في مشاركاتها الثلاث السابقة، ولأجل هذا العرس استقدمت المدرب البطل للعالم كله قبل عامين سكولاري على أمل تسيد القارة وهذا حق مشروع، وبالفعل أسقطت كل المنتخبات الكبرى التي واجهتها دون أن تفك اللغز المحير الذي أعيا أطباء الكرة في العالم وهو فيروس اليونان التي سطّرت معجزة في زمن انتهت فيه المعجزات، حيث خيّل للكثيرين أن أحلامها تحققت من خلال الصعود ليس إلا، ولاسيما أنها تأهلت رغم خسارتها في أول مباراتين مع أربعة أهداف في مرماها دون أن ترد ولو مرة واحدة، ولكنها تداركت الموقف متصدرة بفضل تحقيقها ستة انتصارات متتالية.

وطبق النظام المتعارف عليه منذ يورو 1996 القاضي بتوزيع المنتخبات الستة عشر إلى أربع مجموعات يتأهل الأول والثاني من كل منها للأدوار المتقدمة التي تقام بطريقة الإقصاء.

التصفيات

وزعت المنتخبات على عشر مجموعات يتأهل أبطالها ثم يتأهل خمسة منتخبات بموجب البلي أوف بين أصحاب المراكز الثانية والمجموعات هي:

مج1: فرنسا، سلوفينيا، الكيان الصهيوني، قبرص ومالطا.

مج2: الدانمارك، النرويج، رومانيا، البوسنة واللوكسمبورغ.

مج3: تشيكيا، هولندا، النمسا، مولدافيا وبيلاروسيا.

مج4: السويد، لاتفيا، بولندا، المجر وسان مارينو.

مج5: ألمانيا، اسكتلندا، ايسلندا، ليتوانيا وجزر فارو.

مج6: اليونان، إسبانيا، أوكرانيا، أرمينيا وإيرلندا الشمالية.

مج7: إنكلترا، تركيا، سلوفاكيا، مقدونيا وليشتنشتاين.

مج8: بلغاريا، كرواتيا، بلجيكا، استونيا واندورا.

مج9: إيطاليا، ويلز، صربيا ومونتينيغرو، فنلندا وأذربيجان.

مج10: سويسرا، روسيا، إيرلندا، ألبانيا وجورجيا.

والمنتخبات المتأهلة إضافة للبرتغال وزعت في النهائيات وفق التالي بعد ترؤس البرتغال المستضيفة وفرنسا حاملة اللقب إضافة لتشيكيا والسويد:

مج1: البرتغال، إسبانيا، روسيا، اليونان.

مج2: فرنسا، إنكلترا، كرواتيا، سويسرا.

مج3: السويد، إيطاليا، الدانمارك، بلغاريا.

مج4: تشيكيا، ألمانيا، هولندا، لاتفيا.

شبح اليونان

عندما أطلق الحكم حليق الرأس كولينا صافرة البداية، كان العالم كله ينتظر فوزاً برتغالياً على اليونان التي تشارك في بطولة كبرى للمرة الثالثة، بعد أمم أوروبا 1980 ومونديال 1994 وكل ما حصدته نقطة وهدف مقابل 14 هدفاً بمرماها، ولكن بعد سبع دقائق هرعت البرتغال بكل ما أوتيت للتعديل دون جدوى، حيث امتاز الإغريق بالرشاقة وخفة الحركة، فسجل الأرشيف أن البرتغال أول منظم يخسر في الافتتاح بالشكل الجديد للمسابقة، وبناء على ذلك تحسب الإسبان لأي مفاجأة روسية لكنهم تعذبوا حتى سجلوا هدف النقاط الثلاث عبر البديل فاليرون الذي سجل بعد 36 ثانية من دخوله المستطيل الأخضر، والفوز لم يكن سهلاً لأن كاسياس رد هدفين محققين.

شبح اليونان استمر في المباراة الثانية حيث لم تتعلم إسبانيا من درس التصفيات فخطفت اليونان التعادل الذي وضع إسبانيا بموقف صعب، يتمثل بتجنب الهزيمة أمام المستضيفين المطالبين بالفوز ولا شيء سواه بعد أن أسقطوا الدب الروسي معيدين الابتسامة للشفاء.

جولة توزيع الجلاءات عرفت انتصاراً صعباً للبرتغال على الماتادور الذي بدا في طريقه للتأهل مستفيداً من سقوط اليونان للمرة الأولى في تسع مباريات رسمية خلال التصفيات والنهائيات غير أن هدف التقليص بمرمى روسيا أعطاها البطاقة.

1077 دقيقة

فرنسا وإنكلترا كانتا من ضمن أربعة منتخبات لم تهزم في التصفيات، غير أن فرنسا كانت تنفرد بكونها فازت بكل مبارياتها ودخلت البطولة غير متلقية أي هدف خلال 1039 دقيقة متتالية إلا أنها تلقت هدفاً بعد 38 دقيقة برأسية لامبارد، وبدت فرنسا في طريقها لخسارة، ولكن قائد إنكلترا بيكهام أخفق في ترجمة جزاء فدفعت إنكلترا فاتورة صحوة زيدان في الوقت القاتل فسجل من ركلة حرة أولاً ومن علامة الجزاء جاعلاً فرنسا في موقع مثالي للعبور، وبعد أداء سلبي في كل شيء صمتت الشباك في لقاء سويسرا وكرواتيا.

وفي المشهد الثاني وجدت إنكلترا نفسها بثلاثية بمرمى سويسرا سجل اثنتين منها روني وتجنبت كرواتيا الهزيمة أمام فرنسا التي خدمتها الظروف لتخرج بنقطة.

المشهد الثالث دخلته فرنسا بحاجة للتعادل لتتأهل وللفوز لتبقى متصدرة، وتعاونت إنكلترا وكرواتيا على تقديم وجبة كروية ساخنة شهدت ستة أهداف أربعة لإنكلترا التي سجل لها روني ثنائية.

مباراة مثار جدل

سيناريو المجموعة الثالثة بدأ بتعادل سلبي بين الدانمارك وإيطاليا والسبب تألق الحارسين بوفون الذي رد كرتي توماسون وروميدال، وسورنسن الذي رد كرتي توتي وديل بييرو، وسحقت السويد بلغاريا بخماسية نظيفة هي الأعلى للسويد والأثقل لبلغاريا بتاريخ البطولة.

السيناريو الثاني عرف فوز الدانمارك بهدفين سجل أحدهما الهداف الأعلى للدانمارك توماسون فحزمت بلغاريا حقائبها، وكان لهدف ابراهيموفيتش البهلواني بمرمى بوفون مفعول السحر من أجل التأهل بخلاف إيطاليا التي لم تعد تملك مصيرها بيدها، وهذا ما تأكد في السيناريو الثالث حيث لم ينفع إيطاليا فوزها على بلغاريا في مباراة عرفت الهدف الدولي الأول لبيروتا لأن النتيجة التي تُخرج إيطاليا من خلال التعادل الإيجابي بأكثر من 1/1 تحققت في لقاء الجارتين، حيث بدا للمتابعين أن النتيجة مدبرة وخارج إطار النزاهة، لكن دون دليل.

تشيكيا عال العال

بدأت تشيكيا غير المهزومة في التصفيات بانتصار صعب على لاتفيا التي حضرت للمرة الأولى والأخيرة في بطولة كبرى، في حين انتهت مباراة المرشحين بأنصاف الحلول، وتأكد أن الألمان عاديون جداً عندما تعادلوا مع لاتفيا دون أهداف بعد أداء هزيل لحكم اللقاء الإنكليزي رايلي، حيث أظهرت كاميرات الإعادة أن هناك حالات عدة تستوجب ركلات جزاء فأنجزت ألمانيا مباراتها الخامسة على التوالي في النهائيات دون فوز!

ووجهت تشيكيا صفعة قوية لهولندا التي تقدمت بهدفين ولكنها خرجت خاسرة فباتت هولندا على مشارف الخروج في وقت كانت فيه تشيكيا أول المتأهلين متصدرة أياً كانت نتيجتها في الجولة الثالثة، في حين كانت ألمانيا تحتاج للفوز فذاقت علقم الخسارة رغم تقدمها فأدركت تشيكيا ثأراً عمره ثماني سنوات علماً أنها لم تبدأ بتسعة لاعبين ساهموا بالفوز على هولندا التي تأهلت بالفوز المتوقع على لاتفيا الذي لم يكن ينفعها لولا تعثر ألمانيا التي خرجت من دور المجموعات للمرة الثانية توالياً.

سكولاري يقصي إنكلترا

قضى تموضع البرتغال وإنكلترا في دور المجموعات مواجهتها، بمعنى أن سكولاري واريكسون يتنازعان على بطاقة المربع الذهبي كما حدث قبل عامين في المونديال الآسيوي، ومرة أخرى افتتح أوين أهداف الإنكليز والمباراة ولكن أولى الصدمات تلقاها إريكسون بإصابة روني وخروجه بمنتصف الشوط الأول.

وبقي بين إنكلترا والمربع الذهبي سبع دقائق وهي تدافع عن هدفها دون فيرديناند الذي كان ينفذ عقوبة الإيقاف الطويلة عندما سجل أصحاب الأرض هدف نقل المباراة للتمديد، فسجلت البرتغال أولاً وعدلت إنكلترا فاحتكم الفريقان للترجيح فأضاع بيكهام للمرة الثالثة خلال فترة وجيزة.

وإذا كانت ركلات الترجيح أبعدت إنكلترا فإن اليونان أقصت فرنسا محققة فوزها الأول على الديوك، حيث دخل الفرنسيون مستهزئين متعالين مقابل انضباط تكتيكي عالٍ ودفاع صلب متماسك، وحقيقة لم يكن زيدان عنده الإلهام والتبديلات الهجومية بدخول ساها وويلتورد لم تعط المفعول فكانت الهزيمة الأولى لفرنسا في 22 مباراة متتالية.

السويد نجحت بإيصال المباراة مع هولندا لركلات الترجيح التي أبعدت هولندا عن أربع بطولات كبرى ولكن الابتسامة كانت استثناء للطواحين، وقاومت الدانمارك شوطاً وانكشفت في الثاني أمام المد التشيكي فحققت تشيكيا الفوز التاسع توالياً في التصفيات والنهائيات.

هدف فضي وتتويج استثنائي

رغم الفوز الضئيل للبرتغال إلا أنها لم تجد صعوبة في تحقيقه على الطواحين فاحتفل البرتغاليون كما لم يحتفلوا من قبل وكيف لا يكون ذلك وهم سيخوضون نهائياً كبيراً للمرة الأولى، وبات العالم يترقب تشيكيا كطرف ثان استناداً للنتائج المقرونة بالعروض، ولكن اليونان مارست دور رسم السيناريوهات الغريبة وحسمت المباراة بهدف فضي سجله ترايانوس ديلاس وهو هدفه الدولي الوحيد في مسيرته، وعندما حانت ساعة الحقيقة وتأهب العالم لتتويج برازيليي أوروبا وليصبح مدربهم سكولاري ثاني مدرب يتوج بلقب المونديال ولقب اليورو بعد هيلموت شون، تأكد للجميع أن الوصول لمرمى نيكوبوليدس أصعب من الوصول لقمة جبل إيفرست، فتسابق اللاعبون البرتغاليون على إهدار الفرص وعندما سجل خاريستياس هدف التقدم في الدقيقة 57 عضّ أبناء الإغريق على الهدف بالنواجذ فذرفوا دموع الفرح تاركين أصحاب الأرض وعلى رأسهم رونالدو يذرفون دموع الحزن، وإليكم النتائج:

المجموعة الأولى

* 12/6/2004: اليونان × البرتغال 2/1 كاراغونيس وبازيناس من جزاء (7 و51)/ كريستيانو رونالدو (90).

* 12/6/2004: إسبانيا × روسيا 1/صفر فاليرون (60).

* 16/6/2004: اليونان × إسبانيا 1/1 خاريستياس (66)/ موريانتس (28).

* 16/6/2004: البرتغال × روسيا 2/صفر مانيش وروي كوستا (7 و89).

* 20/6/2004: البرتغال × إسبانيا 1/صفر نونو غوميز (57).

* 20/6/2004: روسيا × اليونان 2/1 كيريشينكو ودميتري بوليكين (2 و17)/ فريزاس (43).

المجموعة الثانية

* 13/6/2004: سويسرا × كرواتيا صفر/صفر.

* 13/6/2004: فرنسا × إنكلترا 2/1 زيدان (90)/ فرانك لامبارد (38).

* 17/6/2004: إنكلترا × سويسرا 3/صفر روني (23 و75) وجيرارد (82).

* 17/6/2004: كرواتيا × فرنسا 2/2 رابيتش من جزاء ودادو بريسو (48 و52)/ ايغور تيودور بمرماه وتريزيغيه (22 و64).

* 21/6/2004: إنكلترا × كرواتيا 4/2 سكولز (40)، روني (45 و68) ولامبارد (79)/ روبرت كوفاتش (5) وايغور تيودور (73).

* 21/6/2004: فرنسا × سويسرا 3/1 زيدان (20) وتيري هنري (76 و84)/ يوهان فونلانتين (26).

المجموعة الثالثة

* 14/6/2004: الدانمارك × إيطاليا صفر/صفر.

* 14/6/2004: السويد × بلغاريا 5/صفر ليونبيرغ (32)، هنريك لارسن (57 و58)، إبراهيموفيتش من جزاء (78) وماركوس ألباك (90).

* 18/6/2004: الدانمارك × بلغاريا 2/صفر يون دال توماسون وغرونكيار (44 و90).

* 18/6/2004: إيطاليا × السويد 1/1 أنتونيو كاسانو (37)/ إبراهيموفيتش (85).

* 22/6/2004: إيطاليا × بلغاريا 2/1 بيروتا وكاسانو (48 و90)/ بيتروف من جزاء (45).

* 22/6/2004: الدانمارك × السويد 2/2 يون دال توماسون (28 و66)/ هنريك لارسن من جزاء وماتياس يونسون (47 و89).

المجموعة الرابعة

* 15/6/2004: تشيكيا × لاتفيا 2/1 باروش ومارك هاينز (73 و85)/ ماريس فيرياكوفسكيس (45).

* 15/6/2004: ألمانيا × هولندا 1/1 فرينغز (30)/ نيستلروي (81).

* 19/6/2004: ألمانيا × لاتفيا صفر/صفر.

* 19/6/2004: تشيكيا × هولندا 3/2 يان كولر وباروش وسميتشر (23 و71 و88)/ بوما ونيستلروي (4 و19).

* 23/6/2004: هولندا × لاتفيا 3/صفر نيستلروي (27 و35 والأول من جزاء) وماكاي (84).

* 23/6/2004: تشيكيا × ألمانيا 2/1 مارك هاينز وباروش (30 و77)/ مايكل بالاك (21).

الدور ربع النهائي

* 24/6/2004: البرتغال × إنكلترا 2/2 ثم 6/5 بالترجيح بوستيغا وريكاردو كوستا (83 و110)/ أوين ولامبارد (3 و115).

* 25/6/2004: اليونان × فرنسا 1/صفر خاريستياس (65).

* 26/6/2004: هولندا × السويد صفر/صفر ثم 5/4 بالترجيح.

* 27/6/2004: تشيكيا × الدانمارك 3/صفر يان كولر (49) وباروش (63 و65).

الدور نصف النهائي

* 30/6/2004: البرتغال × هولندا 2/1 رونالدو ومانيش (26 و58)/ اندراده بمرماه (63).

* 1/7/2004: اليونان × تشيكيا 1/صفر بالهدف الفضي ديلاس (104).

النهائي

* 4/7/2004: اليونان × البرتغال 1/صفر خاريستياس (57).

Exit mobile version