Site icon صحيفة الوطن

وحده الفوز.. لانتزاع الجدارة

| غسان شمه

هل سيتمكن المدرب كوبر ولاعبو المنتخب من تفكيك شيفرة الكمبيوتر الياباني، واختراق مصفوفاته الكروية، وبعثرة خططه الفنية والتكتيكية غداً، وبالتالي اجتراح معجزة «تصدم» الجميع بفرح كروي يهيم في ضباب الخيال والوهم؟

بعد الخسارة أمام الكوري الشمالي، الموغلة في وجعنا الكروي، لا نظن أن ثمة مشروعية حقيقية لمضمون السؤال، وخاصة في شقه التفاؤلي، قياساً إلى الواقع بكل معطياته وإلى روح لاعبينا المعنوية التي لا تسر أحداً.. إلا إذا أردنا لخيالنا أن يشطح في حدائق الحلم المشتهاة على أمل أن تحدث معجزة تفوق إمكانات وتخيلات الكادر الفني والإداري، ومعهم أعضاء اتحاد الكرة الذين كانوا غارقين في نفق من العسل، ما أغرق به الكثير من عشاق كرتنا، قبل أن نصحو على مرارة خسارة أطاحت «بالأوهام» وآلمت القلوب..!

المدرب كوبر صرح لصفحة اتحاد الكرة، قبل مواجهة الكوري، بأنه «لدينا ثقة كبيرة بأنفسنا»، وأنهم يرفضون تقديم أي أعذار بسبب السفر لمسافات طويلة وبسبب الرطوبة بل «ننظر إليها كأمور محفزة لنا»، وأن التفكير ينحصر بشيء واحد هو الفوز، ولكننا كجمهور لا نعرف إن كان خاض المباراة بنفس الروح أم بالروح «الدفاعية» التي عرفت بها قيادته لمباريات المنتخب في معظم المناسبات السابقة لأننا حرمنا فعلياً من المشاهدة وبالتالي القدرة على طرح وجهة نظر في أداء لاعبي منتخبنا، لكننا متأكدون من شيء واحد وهو قسوة النتيجة وصمت المعنيين الذين «ربما» يكون حلم العراضة المنتظرة ضاع عليهم وهو ما يؤلم بعضهم بشدة..!!

وفي السياق الفني أيضاً أشار كوبر إلى انضمام عدد من اللاعبين الجدد، وأن هؤلاء بحاجة إلى «التأقلم السريع والدخول في أجواء المجموعة»، ومع التذكير بأن هناك من وصل قبل يوم أو يومين من موعد المباراة.. يحق لنا «الظن» بأن هذه لفتة احترفية غير مسبوقة!!

الآن.. هل نستطيع القول إن كل ما جرى بات خلف ظهورنا ومن الماضي؟

نظرياً.. الأمر كذلك، لكنه يجثم فوق صدورنا وأرواحنا مثل كابوس ثقيل لن يزيله سوى الفوز على المنتخب الياباني الكبير الذي سيلعب أمام جمهوره بروح الساموراي التي لا تعرف التهاون، لذلك ارموا ببقية الاحتمالات في سلة المهملات. ولو حدثت معجزة وخسر الكوري أمام ميانمار وتأهلنا من هذه البوابة، فسنفتقد طعم الانتصار الحقيقي رغم فرحتنا بالتأهل تحت أي عنوان، لكن التقدير شأن آخر تماماً..!

الفوز، والفوز وحده، هو من يمنح كرتنا أجنحة لتحليق أعلى.. وعندها سنتحمل خطبكم الرنانة!!

Exit mobile version