Site icon صحيفة الوطن

المنتخبات المشاركة في كأس أمم أوروبا – يورو 2024 (5) … سلوفاكيا ورومانيا وأوكرانيا تحلم بتغيير التاريخ … شياطين بلجيكا الحمر… هل حان وقت الأمجاد؟

| خالد عرنوس

أيام قليلة ويبدأ العرس الكروي الأوروبي بمشاركة أربعة وعشرين منتخباً تمثل النخبة في القارة العجوزة وبين أهم منتخبات الصفوة العالمية يجمعها حلم التتويج بلقب قاري يوازي بطولة كأس عالم مصغرة، وعلى مدار شهر كامل تلتقي هذه المنتخبات في النسخة السابعة عشرة من البطولة الأهم على مستوى القارات الكروية الست حيث الأضواء والنجوم والأموال، وكالعادة منذ النسخة الخامسة عشرة قسمت المنتخبات المشاركة إلى ست مجموعات تلعب فيما بينها على أن يتأهل بطل كل مجموعة ووصيفه إلى الدور الثاني إضافة إلى أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث، ونحاول في «الوطن» ومن خلال حلقات مختصرة التعرف على المنتخبات المشاركة في البطولة.

ونتعرف اليوم على منتخبات المجموعة الخامسة التي لا تضم أي بطل ويترأسها المنتخب البلجيكي الذي كان وصيفاً للبطل يوماً والذي يعتبر من فرسان الرهان الخاسرين طوال العقد الماضي حيث كان مرشحاً لكل بطولة دخلها لكنه أخفق بذلك، وتنافسه ثلاثة منتخبات تتوق لدخول عالم الكبار هي: سلوفاكيا التي لم تسجل أي إنجاز يذكر منذ انفصالها عن تشيكيا وتتساوى في هذا الأمر مع أوكرانيا التي تعاني الأمرين بسبب الحرب، أما الفريق الرابع فهو الروماني الذي لم يجد نفسه في البطولة بعد خمس مشاركات سابقة وتتشابه المنتخبات الثلاثة الأخيرة في غيابها عن المونديال في النسخ الثلاث الأخيرة على الأقل.

الشياطين والنحس

اكتسب منتخب بلجيكا شهرة عالمية مبكرة عندما توج بذهبية أولمبياد 1920 من خلال ثلاثة انتصارات فقط على إسبانيا وهولندا وتشيكوسلوفاكيا واكتسب بعدها لقب (الشياطين الحمر) بسبب طريقة اللعب غير المعروفة آنذاك والتي أبهرت الجميع، وغاب بعدها المنتخب البلجيكي عن الساحة خمسة عقود كاملة لعب فيها أدواراً ثانوية في المونديال حتى يورو 1972 عندما احتل المركز الثالث في بلاده ثم بلغ نهائي يورو 1980 وخسر يومها بصعوبة أمام المانشافت الألماني ليستعيد الشياطين بعضاً من سمعتهم وبعضاً من حضورهم الإيجابي فتجاوز الدور الأول لمونديال 1982 للمرة الأولى ثم أنهى مونديال 1986 بالمركز الرابع واستمر بالظهور في كأس العالم وبطولة أوروبا لكن دون أي بصمة حتى 2014 الذي شهد عودة الشياطين إلى البطولات الكبيرة بعد غياب 12 عاماً.

ففي مونديال البرازيل دخل المنتخب البلجيكي كمرشح للمنافسة لوجود نخبة من اللاعبين المتألقين على رقعة واسعة من الأندية الكبيرة وعلى رأسهم هازار وكومباني وفان بويتن والشاذلي وفلاييني وكورتوا وألديرفيلد إلى جانب عدد من اللاعبين الذين مازالوا يرتدون القميص الأحمر حتى الآن وسيكون معظمهم حاضرين في البطولة الحالية، بلغ الفريق يومها ربع النهائي ومنذ ذلك الحين أصبح مرشحاً للمنافسة في كل بطولة، فبلغ ربع نهائي يورو 2016 والدور ذاته في 2020 وبينهما حل ثالثاً في مونديال روسيا قبل أن يغادر مونديال قطر من الباب الخلفي مخيباً آمال أنصاره وكذلك توقعات النقاد كالعادة.

عصر جديد

لم يعد الشياطين الحمر مرشحاً للقب يورو لكنه مازال مرشحاً للسير بعيداً في البطولة تحت قيادة المدرب الإيطالي دومينكو تيديسكو الذي تسلم المهمة عقب مونديال 2022 ورغم اسمه المغمور كلاعب أو كمدرب إلا أنه لم يخسر حتى الآن خلال 14 مباراة (10 انتصارات و4 تعادلات) وربما يكون من حسن حظ تيديسكو أنه يدخل البطولة وفريقه خارج القائمة الرئيسية للمرشحين للتتويج باللقب، ويعتمد المدرب الشاب (38 عاماً) على بقايا جيل 2014 أمثال أكسيل فيتسل (أتلتيكو مدريد) كيفين دي بروين (مان سيتي) وروميلو لوكاكو (روما) وتوماس مونييه (ترابزون سبور) ويانيك كاراسكو (الشباب السعودي) وبان فيرتونخين (أندرلخت)، وتوابع هؤلاء مثل: يوري تيلمان (أستون فيلا) وتيموثي كاستاني (فولهام) ووت فايس (ليستر سيتي) وواوريل مانغالا (ليون) ولياندرو تروسار (الآرسنال)، وبعض الشباب جيريمي دوكو (مان سيتي) وتشارلز دي كيتيلاري (أتلانتا) ولويس أوبيندا (لايبزيغ) وأرتور فيرمرين (أتلتيكو مدريد) وآمادو أونانا (إيفرتون)، علماً أن المدرب استغنى عن الحارس الأساسي تيبو كورتوا لعدم الجاهزية، وربما يغيب توماس مونييه جزئياً أو كلياً عقب إصابته الأخيرة في ودية لوكسمبورغ.

* خاض المنتخب البلجيكي 22 مباراة في النهائيات خلال 6 مشاركات (11 فوزاً وتعادلين و9 هزائم) والأهداف 31/28، أفضل إنجازاته ثاني نسخة 1980 وثالث نسخة 1972.

النصف الخائب

من المعروف أن دول المعسكر الشرقي عاشت أياماً زاهية لعقود طويلة حتى عن أول نهائي لكأس أوروبا كان بين الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا وكان الأول أول بطل للقارة العجوز وكلاهما توج بالذهب الأولمبي، واحتلت المجر وصافة بطل العالم مرتين حالها كحال تشيكوسلوفاكيا التي احتل منتخبها الوصافة عامي 1938 و1962 فتوج بطلاً لأوروبا 1976 وحل ثالثاً في 1980، وجاء انفراط عقد هذه الدول في التسعينيات من القرن الماضي ليصبح لتشيكيا منتخب مستقل ولسلوفاكيا منتخبها الخاص، ورغم أن لاعبي سلوفاكيا كانوا الأكثر عدداً أيام دولة الاتحاد إلا أن المنتخب الأزرق والأبيض المستقل لم يرق لسجل جاره التشيكي الذي كان أفضل حالاً، ففشل بحضور المنافسات الكبيرة حتى مونديال 2010 عندما بلغ النهائيات للمرة الأولى التي لم تتكرر، وبلغ الدور الثاني حيث كانت الخسارة منطقية أمام هولندا، ومع زيادة منتخبات يورو جاء الحضور الأول في نهائيات 2016 فرنسا وكذلك تجاوز الدور الأول وخرج من ثمن النهائي بهزيمة قاسية أمام المانشافت وتواصل الحضور في النهائيات القارية في 2020 لكن هذه المرة كان الخروج مبكراً من الدور الأول، وبعدها شهد الفريق تراجعاُ جديداً بالهبوط إلى الدرجة الثالثة في دوري الأمم.

مدرب الفريق هو الإيطالي فرانشيسكو كالزونا وقد تسلم المهمة قبل عامين خاض خلالها 17 مباراة (8 انتصارات و5 تعادلات و4 هزائم)، أما أهم لاعبيه فهم: الحارس مارتن دوبرافكا (نيوكاسل) وميلان سكرنيار (سان جيرمان) وستانسلاف لوبوتكا (نابولي) والمخضرم بيتر بيكاريك (هيرتا برلين) وأوندري دودا وتوماس سيسلوف (هيلاس فيرونا).

* ظهر منتخب سلوفاكيا مرتين في النهائيات خاض خلالها 7 مباريات (فوزان وتعادل و4 هزائم) والأهداف 5/13، وكان منتخب تشيكوسلوفاكيا ظهر 3 مرات خاض خلالها 8 مباريات (3 انتصارات و3 تعادلات وهزيمتين) والأهداف 12/10.

ثري كولور

بدأ منتخب رومانيا المشاركة في البطولات الكروية مبكراً بفضل رعاية ملكية إلا أنه لعب دور الكومبارس وتأخر حتى عام 1994 ليحقق أفضل إنجازاته في المونديال ويومها بلغ ربع النهائي ثم الدور الثاني في النسخة الثانية، غاب بعدها عن الساحة العالمية وحضر في البطولة الأوروبية دون أي إرث يذكر وتراجع في عقد ونصف عقد أخيرين فلم يظهر سوى في يورو 2016 في المرة الخامسة التي يخوض فيها النهائيات وكالعادة خرج من دورها الأول دون فوز، علماً أنه المنتخب الروماني (ثري كولور) اكتفى تاريخياً بفوز يتيم في النهائيات القارية في مشاركته عام 2000 ويومها بلغ ربع النهائي كأفضل إنجاز وهناك خسر أمام الآتزوري الإيطالي، وأخفق الفريق مجدداً في التأهل إلى نهائيات 2020 بعدما خسر الملحق أمام آيسلندا لكنه عاد وبلغ نهائيات النسخة الحالية متصدراً للمجموعة التاسعة من دون هزيمة مسجلاً 6 انتصارات و4 تعادلات إلا أن هذه العودة ترافقت مع الهبوط من الدرجة الثانية لدوري الأمم الأوروبية إلى الدرجة الثالثة حيث بدأ هذه المسابقة.

ويدخل الفريق بقيادة المدرب إداورد يوردانسكو البطولة بحثاً عن تجاوز دوري المجموعات كهدف رئيس ومن ثم التفكير بإنجاز جديد، ويعتمد المدرب الذي تسلم مهمته مطلع عام 2022 على عدد من اللاعبين المغمورين في عدد من الدوريات الأوروبية لعل أشهرهم مدافع توتنهام هوتسبيرز الصاعد رادو دراغوسين وهناك زميله أندريه راتيو (رايو فاليكانو) ولاعب خط وسط إيمبولي الإيطالي رازفان مارين ووزميله يانيس هاجي (ألافيس)، إضافة إلى نيكولاس ستانسيو وأندريه بوركا المحترفين في السعودية ومن المحليين هناك دانييل بريليا وداريوس أولارو وأدريان سوت وفاسيلي مورغوس ونوكوشور بانكو.

* شارك المنتخب الروماني 5 مرات في النهائيات وخاض خلالها 16 مباراة (فوز و5 تعادلات و10 هزائم) والأهداف 10/21.

الرابعة على التوالي

عرفت أوكرانيا أيام الاتحاد السوفييتي ناديها الأفضل دينامو كييف أحد أندية أوروبا الشرقية القليلة التي توجت بألقاب أوروبية حتى أن معظم لاعبي المنتخب السوفييتي في عزه كانوا في هذا الفريق، ولم يقدم منتخب أوكرانيا إضافات كثيرة بعد الاستقلال فظهر مرة واحدة في المونديال كانت للذكرى بعدما بلغ ربع النهائي وخسر أمام الطليان بالثلاثة، وفي بطولة أوروبا انتظر حتى استضافت بلاده النهائيات ليخوض فيها التجربة الأولى وخرج يومها من الدور الأولى وفعل الأمر ذاته في يورو 2016 وواصل الظهور للمرة الثالثة في 2020 وبلغ ربع النهائي فخسر بقسوة أمام الإنكليز، وهاهو يخوض البطولة للمرة الرابعة بعدما نجح في التأهل عبر الملحق وقد احتل المركز الثالث في مجموعته التي ضمت إنكلترا وإيطاليا (بطل أوروبا ووصيفه) بفارق المواجهات فقط عن الآتزوري ثم تخطى البوسنة وآيسلندا بنتيجة واحدة 2/1.

يدرب الفريق سيرهي ريبروف اللاعب الدولي السابق منذ صيف العام الماضي وقاده في 11 مباراة (6 انتصارات و4 تعادلات وهزيمة واحدة)، أما أبرز لاعبيه فهم الحارس أندريه لونين (ريال مدريد) وأرتيم دوفبيك هداف الليغا في الموسم المنصرم وزميله في جيرونا فكنور تسجانكوف والكابتن ألكسندر زينشينكو (الآرسنال) وميخائيلو مودريك (تشيلسي) ورسلان مالينوفسكي (جنوى).

* شاركت أوكرانيا في النهائيات 3 مرات خاضت خلالها 11 مباراة (3 انتصارات و8 هزائم) والأهداف 8/19.

Exit mobile version