Site icon صحيفة الوطن

«اللغة العربية ونوادر الفصاحة والشعر» … البراعة في اللغة العربية بحاجة لوجود الشغف والموهبة

| مصعب أيوب

اللغة العربية مدار اهتمام ونقاش، وتعقد حولها ندوات لتعريف الناس بما تملكه، وفي هذا السياق عقدت ندوة في ثقافي برزة حول اللغة العربية وخصائصها، واستعراض بعض نوادرها وما تتميز به شارك فيها عدد من الدارسين

لغة وفيرة

من جانبه الأديب محمود حامد أوضح لـ«الوطن» أن هذه اللقاءات الشعرية والأدبية التي تحيي اللغة وتجدد شبابها تعطي للأجيال القادمة جذوراً وأساساً هذه اللغة بنبرتها وبحورها ومعانيها ومفرداتها وتعاليمها، ولعل كل من يحضر هذه اللقاءات فإنه سيحظى بشيء معرفي كبير من لغتنا العربية الوفيرة وبالكثير من جمالها وروعتها، ونحن علينا كمثقفين أن نحيي هذه المحاضرات والاجتماعات لتجديد التواصل مع لغتنا التي نفخر بها والتي نتحدى بها لغات العالم أجمع، ولا بد لنا من الاهتمام بالشعر والأدب والفنون وسائر أشكال الثقافة في سبيل ذلك، وبالطبع يجب التركيز على الأطفال بتعليمهم قصائد وأشعاراً من تراثنا ولغتنا الأصيلة والتي تنبع من دم هذه الأرض وترابها.

وأشار إلى أن اللغة هي الأم والأساس لتاريخنا الوطني وهي الحافز للمستقبل الذي نطمح إلى بناء الأجيال القادمة على أساسه.

وأكد حامد أن موضوع القضية الفلسطينية والأحداث التي يشهدها العالم العربي مهمة جداً ولا يمكن الوقوف بصمت أمامها، وكعادتها سورية تتحمل الجزء الأكبر من الهم والجرح والمعاناة العربية، فسورية من أعطت اللغة وصاحبة أقدم أبجدية ومنها منبع الحضارة، وهي التي قدمت أهم وأبرز الشعراء الذين لا مثيل لهم في العالم كله والذين كان لهم دور تثقيفي ومعرفي كبير ولاسيما ما يدل على ذلك أن أشعارهم إلى اليوم لا تزال متداولة وتدرس في مناهج التعليم العربي، فسورية غزيرة بدمائها وترابها وعطائها تختزن الكثير والكثير من الإبداع.

سهلة وجزلة

من جانبه مدير الجلسة بكور عاروب نوه أن الكثير من الأعمال الدرامية العربية المصورة باللغة العربية الفصحى حظيت بنسب مشاهدة عالية وأحبها الجمهور كثيراً وإلى اليوم يتم تداول الكثير من العبارات والجمل التي قالها بعض الملوك والأمراء في كثير من الأعمال التاريخية، وهذا ما يشير إلى أن لغتنا العربية ليست معقدة أو صعبة بل هي سهلة وجزلة وبسيطة، ولكن تكمن المعضلة في أن كثيراً من الأشخاص يجدون تناول هذه الأعمال وتلقيها سهلاً على حين يصعب عليهم قول مثلها، وهو ما يحتاج إلى جهد بسيط، مشيراً إلى أنه من المعيب أن نهزاً بالشخص الذي يتكلم الفصحى اليوم في واقعنا بحيث أن ذلك لا يخالف الطبيعة ولا يعد شاذاً.

وأكد عاروب على أن البراعة في اللغة العربية بحاجة لوجود الشغف والموهبة في الدرجة الأولى ولا يقترن ذلك بتحصيل علمي أو شهادة دراسية وغيره، فالكثير من الأدباء والشعراء الذين ذاع صيتهم وجالوا الأرض بأدبهم وإبداعهم لم ينحدروا من خلفية ثقافية أو معرفية وربما يختلف تحصيلهم العلمي عن مهنتهم الحياتية وواقعهم، فمنهم الدبلوماسي نزار قباني والطبيب عبد السلام العجيلي والحلّاق مصطفى البدوي والمهندس عمر أبو ريشة ومنهم محمود درويش أيضاً الذي لم تتح له الظروف إتمام دراساته العليا ولكنه بات محاضراً جامعياً.

فالإبداع مرتبط بالقيمة الإبداعية وليس العلمية وبالبحث الدائم وحب التعلم.

وشدد على أن اللغة العربية بحر لا يتقنه إلا أهل العزم وأهل القوة، وقد أعطى اللـه العرب لغةً لم تعط لأحد غيرهم، ويجب علينا أن نعتز بهذه اللغة وأن نحميها ونحافظ على جماليتها، فهي لغة لا ينقصها لفظ ولا يعجزها مخرج وجميع المخارج والحروف موجودة باللغة العربية، فوحدها اللغة العربية صاحبة الأوزان والتفعيلات الثلاثية، على حين أن باقي اللغات جميعها تبدأ من أربع تفعيلات فما فوق، فهي أوزان ثقيلة وأوزان اللغة العربية خفيفة ورشيقة ولو قيل إن نشرة الأخبار يغنيها أحدهم فهي فعلاً تغنى لأن اللغة العربية أساساً لغة مغناة.

وقد ألقى كل من جابر أبو حسين وحكمت جمعة مجموعة من القصائد والأشعار التي كان منها لأبو حسين «شجر الكلام» وجاء فيها:

كانت كواكبها تفر من القواعدِ
مثل أطفال يشاكس غيمهم لوح الوصايا
تمشي كصوفي على ماء المعاني والمرايا
ترمي على قلب القصيدة زهرة
تعدو وتعدو… ثم تطلق قلبها في الناس نايا

Exit mobile version