Site icon صحيفة الوطن

اتفاق استراتيجي قريب بين روسيا وإيران.. وموسكو لا تستبعد «رداً عسكرياً تقنياً» على واشنطن … بوتين: ندافع عن مبدأ سيادة القانون على الساحتين المحلية والدولية

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء أن بلاده تدافع عن مبدأ سيادة القانون في السياسة الداخلية وعلى الساحة الدولية، وذلك بالتزامن مع إعلان موسكو أنها لا تستبعد رداً «عسكرياً تقنياً» على الولايات المتحدة بعد اعتداء قوات كييف بصواريخ عنقودية أميركية على القرم مؤخراً، ومن جانب آخر حذر وزير الخارجية سيرغي لافروف من خطر توسع رقعة الحرب إلى لبنان بسبب تصرفات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي كلمة موجهة للمنتدى القانوني الدولي الثاني عشر المنعقد في سان بطرسبورغ نشرها الكرملين، قال بوتين: إن «اجتماعات المنتدى باتت حدثاً مهماً يتبادل فيه علماء القانون والخبراء والمحامون الممارسون المعروفون خبراتهم، ويناقشون الابتكارات والمبادرات التشريعية لبناء قواعد قانونية قوية ينطلق منها العمل على تعزيز الاستقرار العالمي، وحماية سيادة الدول وسلامتها الإقليمية وحقوق الإنسان والحريات المدنية».

وشدد بوتين على أنه لا يمكن إنكار الدور الرئيس للقانون في حل المشكلات العالمية والإقليمية، وتطوير العلاقات الاقتصادية والإنسانية، وكذلك في مكافحة التهديدات المشتركة، مؤكداً أن مجموعة «بريكس» تسعى إلى تطوير تنظيم قانوني فاعل، وروسيا التي تترأس المجموعة هذا العام مستعدة لتعميق التعاون في هذا المجال مع الدول الأخرى في آسيا والمحيط الهادئ وإفريقيا وأميركا اللاتينية.

في الأثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو لا تستبعد رداً عسكرياً تقنياً على الولايات المتحدة بعد اعتداء قوات كييف بصواريخ عنقودية أميركية على القرم مؤخراً، وشدد على ضرورة الحفاظ على الاتصالات بين وزيري الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف والأميركي لويد أوستن لتحذير الولايات المتحدة من العواقب الثقيلة لنهج واشنطن تجاه روسيا، وفق ما نقلت وكالة «نوفوستي».

وأضاف: «يتوقف كل شيء على الضرورات وتفاصيل اللحظة وهذا انعكاس لحقيقة أنه كانت هناك حاجة من جانبنا لتحذير واشنطن من العواقب الوخيمة المحتملة للنهج الذي تتبعه تجاه أوكرانيا التي تدار بالكامل من واشنطن وتتلقى أوامرها من هناك، بما فيها المتعلقة بالجبهة»، وتابع: «يدرك العسكريون الروس كل الإدراك، وهذا ما أؤكده شخصياً، مدى خضوع السلطات الأوكرانية لواشنطن، ولذلك تلعب هذه الاتصالات دوراً مهماً، كما تجرى عبر قنوات أخرى من حين إلى آخر».

من جهة ثانية، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال كلمة ألقاها في منتدى «قراءات بريماكوف» أمس الأربعاء، من خطر توسع رقعة الحرب إلى لبنان بسبب تصرفات الكيان الإسرائيلي، وأعرب عن أمله في أن يدرك المجتمع الدولي مخاطر مثل هذه الأساليب، وقال: «الآن هناك خطر انتشار العنف إلى لبنان، وهذا ما أعلنته القيادة الإسرائيلية بالفعل، وقد تم طرح بعض المطالب، وآمل حقاً أن يدرك المجتمع الدولي، بما في ذلك حلفاء إسرائيل الرئيسيين، مدى الضرر لهذا النوع من التوجه».

وأضاف لافروف: «من خلال هذا الوضع الصعب للغاية، لا رؤيا كيف عليهم في نهاية المطاف الجلوس على طاولة المفاوضات والنظر إلى الشكل الذي يجب أن تكون عليه الدولة الفلسطينية، والنظر إلى من ارتكب الانتهاكات على مدى العقود الماضية، والوضع على الأرض. هذه عملية صعبة للغاية»، وأردف: «دون نيات حسنة لدى جميع الأطراف، وفي المقام الأول بالطبع، الإسرائيليون والفلسطينيون، وحسن نية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجميع أعضائه الدائمين، لا يمكننا أن نفعل ذلك، وسنواصل السعي لتحقيق العدالة، وفي المقام الأول وقف الأعمال العدائية».

في سياق آخر، قال لافروف: إن «النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة ما زالت تؤمن بصورة عمياء بالاستثناء الأميركي الوهمي، وليس هناك أدنى شك بأن هذا المسار للإبقاء على الهيمنة بأي ثمن، محكوم عليه بالفشل».

في موضوع منفصل، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية مهدي صفري أن إيران وروسيا ستوقعان قريباً اتفاقية للتعاون الإستراتيجي الشامل بين البلدين، وقال في تصريح لوكالة «سبوتنيك» أمس: «تم الانتهاء من مضمون الاتفاقية وتوقيعها سيكون قريباً بين رئيسي البلدين»، موضحاً أن كل النقاط التي كانت مدار بحث استكملت.

في سياق آخر، اعتبر صفري أن التبادل التجاري بين إيران وروسيا سينمو ما بين 30 و40 بالمئة حال توسيع اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مشدداً على أن التبادلات التجارية بين الاتحاد الأوراسي وإيران نمت بشكل جيد بعد اعتماد هذه الاتفاقية.

بالتزامن وتعليقاً على إعلان حلف شمال الأطلسي «ناتو» تعيين رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته مارك روته أميناً عاماً للحلف والذي سيتولي مهامه في تشرين الأول المقبل خلفاً لينس ستولتنبرغ، استبعد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن يتغير نهج «ناتو» العدائي تجاه روسيا، وقال: «من غير المرجح أن يغير هذا التعيين النهج العام لحلف شمال الأطلسي وأعضائه، وخاصة الخاضعين منهم للقيادة الأميركية المباشرة للولايات المتحدة».

من جانبه، أكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كارتابولوف أن سياسة الـ«ناتو» تجاه روسيا لن تتغير بتعيين مارك روته سكرتيراً عاماً للحلف، نظراً لدور الحلف في خدمة واشنطن، وقال: «لن يتغير شيء، الحقيقة هي أن «ناتو» منظمة تم إنشاؤها لخدمة مصالح الولايات المتحدة وأن مسؤولي «الناتو» موجهون لأمر واحد فقط هو بث كل ما يقال لهم من واشنطن.. قيادة الناتو ليس لها دور فهي منظمة أميركية أنشأتها أميركا من أجل أميركا، وبالتالي لا فرق من يعين في منصب أمينها فستبقى منظمة تناقش مصالح الولايات المتحدة.. وبالتالي لا نتوقع أي تغيير».

وعين «ناتو» أمس الأربعاء روته أميناً عاماً جديداً للحلف خلفاً لستولتنبرغ، وسيتولى مهام منصبه الجديد في الأول من تشرين الأول المقبل.

Exit mobile version