Site icon صحيفة الوطن

ردّاً على التقارب بين دمشق والإدارة التركية … «قسد» تغلق المنافذ التي تربط مناطق سيطرتها بمناطق الحكومة!

أغلقت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» كل المنافذ التي تربط مناطق سيطرتها بمناطق الحكومة السورية الشرعية، في خطوة كشف مصدر من تلك «الإدارة» أنها تأتي ردّاً على التقارب بين دمشق وأنقرة.

مصادر محلية في شركات النقل والتجار والمورّدين في محافظة الحسكة أكدت لـ«الوطن» أن ما يُسمى «بالإدارة الذاتية» أخبرتهم، مساء أمس الأول السبت، بإغلاق كل المعابر التي تربط المناطق الخاضعة لسيطرتها في عدد من مناطق ريف حلب الشرقي ومحافظات الرقة والحسكة ودير الزور بمحافظات الداخل السوري، أمام حركة المسافرين بشكل كامل، وتعليق الحركة التجارية ونقل البضائع حتّى إشعار آخر، من دون تحديد الأسباب؟

وأوضحت المصادر أن «الإدارة الذاتية» أصدرت تعليمات جديدة نصت على استثناء الطلاب والمرضى من القرار بشرط إرفاق الثبوتيات «بطاقة جامعيّة – تقرير طبي» للسماح لهم بالسفر بين مناطق سيطرتها ومناطق الداخل السوري.

وفي السياق، شهد كراج بولمانات «تل حجر» بمدينة الحسكة ازدحاماً شديداً صباح يوم أمس الأحد بالمسافرين من طلاب ومرضى، على خلفية إغلاق «قسد» منافذ العبور مع الدولة السورية.

والمنافذ التي تربط مناطق سيطرة «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي بمناطق سيطرة الحكومة السورية هي «التايهة» في حلب و«الطبقة» في الرقة و«الصالحية» بدير الزور.

وتقدم «قسد» عادةً على إجراءات مماثلة، مع كل توتر بينها وبين الحكومة السورية، وفي بعض الحالات وصل الأمر إلى محاصرتها مناطق سيطرة الحكومة السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي.

وأول أمس أصدرت «الإدارة الذاتية» بياناً ادعت فيه أن أي حديث عن مصالحة بين دمشق وأنقرة يُعَدّ «مؤامرة كبيرة ضدّ الشعب السوري».

وزعمت أن «الإدارة الذاتية» الخيار «الأمثل» لوحدة سورية وشعبها، وضمانة أساسية لتحقيق التغيير السلمي الديمقراطي ضمن سورية الموحدة.

وفي السياق نقلت مصادر إعلامية معارضة عن مصدر من «الإدارة الذاتية» أن «قسد» منزعجة ومتخوّفة من التقارب بين دمشق وانقرة وستتخذ خطوات تصعيدية عديدة ضد دمشق في حال استمرار هذا التقارب، وأشارت إلى أن قرار إغلاق المنافذ جاء رداً على الاتصالات والتقارب بين دمشق وأنقرة.

وكانت كل من دمشق وأنقرة أطلقتا تصريحات إيجابية اعتبرت تمهيداً لإمكانية عقد جلسات حوار للوصول إلى توافقات تمهد للمصالحة بينهما.

التصريحات السورية- التركية المتتابعة والتي جاءت في سياق معطيات سياسية متغيرة على الصعد الميدانية والسياسية وحتى على صعيد المنطقة، كشفت حسبما تحدثت مصادر متابعة لـ«الوطن» أول أمس عن خطوات مرتقبة وجدية لعودة جلوس الطرفين السوري والتركي على طاولة الحوار.

المصادر كشفت أن اجتماعاً سورياً- تركياً مرتقباً ستشهده العاصمة العراقية بغداد، وهذه الخطوة ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية، وأشارت إلى أن الجانب التركي كان طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري ومن دون حضور أي طرف ثالث، وبعيداً عن الإعلام للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.

وأكدت المصادر أن خطوة إعادة التفاوض والحوار للتقريب بين أنقرة ودمشق، تلقى دعماً عربياً واسعاً، وخصوصاً من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما تلقى دعماً روسياً وصينياً وإيرانياً، حيث تعتبر هذه الدول أن الظروف تبدو حالياً مناسبة لنجاح هذه المفاوضات، وهذا ما عبّر عنه صراحة مبعوث الرئيس الروسي لافرنتييف خلال لقائه الرئيس بشار الأسد، والذي قال: إن الغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين سورية وتركيا.

Exit mobile version