Site icon صحيفة الوطن

مدير التموين لـ«الوطن»: قدم في خطوط الإنتاج وتكديس الخبز بانتظار المعتمدين … في الرقة.. الخبز سيّئ ونقص في الوزن ومعاملة غير لائقة من معتمدين

| محمود الصالح

وردت إلى «الوطن» مجموعة من الشكاوي من أهالي ريف الرقة المحرر الشرقي والغربي حول واقع إنتاج وتوزيع رغيف الخبز في تلك المناطق.

أبناء السبخة ومعدان والجابر والبوحمد، وأغلب سكان الريف الشرقي يشكون من سوء نوعية إنتاج رغيف الخبز في مناطقهم، فهو غير ناضج من ناحية ومحروق من ناحية أخرى، لدرجة أنه غير قابل للاستهلاك البشري، مما يضطر الكثير من الناس على حد قولهم في الشكوى إلى إطعامه للأغنام، والاعتماد على خبز «الصاج» لمن لديه إمكانية ويمتلك القمح لطحنه كما كانوا يفعلون قبل سنوات، إضافة إلى أنه نتيجة تخزين الخبز لعدة ساعات وهو ساخن من دون تبريده، بحيث يتم تجميع ربطات الخبز بعضها فوق بعضها الآخر حيث تتغير طعمة الخبز ورائحته، ولا يمكن استهلاكه بعد ساعة من استلامه.

أهالي في قرية الجابر في الريف الشرقي يقولون: إنهم يحصلون على خبزهم من خلال المعتمدين من مخبز البوحمد الذي يبعد عن قريتهم 30 كم، ووسيلة النقل الوحيدة لنقل الخبز هي «الطريزينات» أو عربات الجرارات، في وقت لا يبعد مخبز معدان عن قريتهم سوى 4 كم معربين عن استغرابهم من رفض التموين إعطاء أبناء قرية الجابر مخصصاتهم من الخبز من مخبز معدان الاحتياطي القريب منهم، كذلك الحال يشتكون من نقص وزن ربطة الخبز في مخبز البوحمد التي لا يتجاوز وزنها في أحسن الأحوال 850 غراماً، في وقت يجب أن تكون 2100 غرام.

ويشكو الكثير من الأهالي بشكل عام من المعاملة غير اللائقة من بعض المعتمدين، والكثير منهم يرمي الخبز للناس أمام بيوتهم في الشمس لساعات طويلة من دون إعلامهم بذلك.

أما في الريف الغربي فأكد أهالي في دبسي عفنان في الشكوى أن إنتاج مخبزهم سيّئ جداً، في وقت يوجد مخبز في «فخيخة» ينتج خبزاً بشكل ممتاز ويلتزم بالوزن المحدد لكن التموين لا يقبل إعطاء أبناء دبسي عفنان مخصصاتهم من هذا المخبز الجيد بذريعة أنه إذا تم تحويل كل الناس إليه فسيتم إغلاق مخبز دبسي عفنان وهذا غير ممكن.

وفي رده على تلك الشكاوي بين مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الرقة عبدالله سليمان في تصريح لـ«الوطن» أن هناك 13 مخبزاً في ريف الرقة المحرر منها مخبز احتياطي، وأغلب هذه المخابز في الريف الشرقي، وهناك مخبزان في الريف الغربي، أحدهما وضع تجهيزات المخبز سيّئ وهذا ينعكس على الإنتاج.

وأشار إلى أن مخبز فخيخة هو من المخابز الجيدة، وإنتاجه جيد جداً، ولا توجد أي ملاحظات من المواطنين عليه، لكن من غير الممكن أن يقوم هذا المخبز بكمية مخصصاته من الطحين ومخصصات المخبز الآخر، لأن عملية نقل الخبز من مخبز إلى مخبز أخر بعيد.

وأضاف سليمان: نتيجة قلة عناصر الرقابة التموينية في الريف المحرر والآليات اللازمة حيث لا يوجد سوى خمسة عناصر للرقابة التموينية، تم تشكيل لجان مكانية في كل قرية وبلدة مهمتها تسمية المعتمدين ومراقبة إنتاج الأفران ونقل كل تقصير في هذا الجانب إلى مديرية التجارة الداخلية لتقوم باتخاذ الإجراءات المطلوبة، لكن هذه اللجان المكانية وهم من أبناء تلك القرى لم ينقلوا إلينا أي شكوى تتعلق بإنتاج وتوزيع الخبز.

وبين مدير التجارة الداخلية أن كمية الطحين المخصصة للريف المحرر يومياً هي 57 طناً، علماً أن الدراسات المقدمة من البلديات للعدد الفعلي للسكان تشير إلى أن الحاجة الفعلية 61 طناً.

وأشار سليمان إلى أن المشكلة الأساسية في إنتاج الخبز تتمثل في قدم خطوط الإنتاج وتجهيزات المخابز، وعدم قدرة أصحابها على تجديد الخطوط، وكذلك عدم توافر ورش فنية في الريف المحرر لديها القدرة على إجراء الصيانة للمخابز، مشيراً إلى أن مالكي المخابز في الريف الشرقي يضطرون لأخذ القطع المعطلة إلى دير الزور، وفي الريف الغربي كل عمليات الإصلاح تتم في حلب، وبالتالي تهالك خطوط الإنتاج وارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى تغيير مواصفات الخبز الذي يجمع فوق بعضه بانتظار المعتمد ليستلمه تؤدي إلى تغيير مواصفات الرغيف.

وشدد سليمان على ضرورة أن يمارس كل مواطن دوره في تعزيز ثقافة الشكوى، مؤكداً أنه لا يتم إهمال أي شكوى تصل إلى المديرية بل يتم التعامل معها بجدية، مضيفاً: لكن أغلب الناس تتحدث في المجالس وعلى التواصل الاجتماعي، وعندما تطلب منهم تقديم شكوى يتهربون من ذلك.

Exit mobile version