Site icon صحيفة الوطن

السكرتيرة الأولى في سفارة السويد في سورية: العمل عبر القنوات الرسمية الدولية الممكنة لتخفيف معاناة السوريين … محافظ الحسكة: تحييد محطة «علوك» عن الصراعات السياسية في المنطقة

| الحسكة- دحام السلطان

بيّن محافظ الحسكة لؤي محمد صيّوح خلال لقائه السكرتيرة الأولى في سفارة السويد لينا فصالي، ونائب ممثل منظمة اليونيسيف في سورية ميوه نيموتو حجم الاحتياجات الضرورية الملحة والمطلوبة اليوم على قائمة الأولويات لأهالي المحافظة، الذين يعيشون ظروفاً معيشية استثنائية وكارثية قاهرة، في ظل وجود الاحتلالين الأميركي والتركي وممارساتهما التعسفية ومواصلتهما اتباع أساليب التضييق والحصار بحق أبناء المحافظة.

وأشار المحافظ إلى أهمية هذه الزيارة المبنية على ضرورة اطلاع ومشاهدة وفد سفارة السويد على الواقع الحياتي الذي يعيشه الأهالي بالمحافظة، من أجل العمل على نقل المعاناة كما هي، في ظل الدور المحوري الذي تنتهجه دولة السويد باعتبارها عضواً في الاتحاد الأوروبي وداعمة للجهود الإغاثية الأممية ذات الطابع الإنساني، من أجل التخفيف ورفع جزء من المعاناة الإنسانية التي يعيشها أبناء محافظة الحسكة.

واستعرض صيّوح حجم المعاناة القاهرة التي يعيشها الواقع المائي في المحافظة في ظل استمرار المحتل التركي بالاستيلاء على محطة مياه «علوك» التي تعتبر مصدر مياه الشرب الوحيد الذي يُخدّم أكثر من مليون إنسان في مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي، وقيامه بمنع تشغيلها وحرمان مواطن الحسكة من حقه في الحصول على مياه الشرب، مشيراً إلى الجهود الحكومية المنفذة بالتعاون مع المنظمات الدولية التي تبذل كل ما في جهدها لتأمين ما أمكن من مياه الشرب في ظل الحاجة إليها التي تفوق كمية 70 ألف متر مكعب يومياً، وما يمكن تأمينه لا يتجاوز 3 آلاف متر مكعب في أفضل الأوقات.

وأشار إلى أن هذا الواقع يفرض على المجتمع الدولي الضغط على المحتل التركي لرفع يده عن محطة علوك، والعمل على دعم الجهود الحكومية وبعض المنظمات الدولية لتحييد محطة علوك عن الصراعات السياسية الدائرة في المنطقة بشكل كامل.

وأشار المحافظ إلى حجم الصعوبات التي يشهدها الواقع التعليمي الصعب، الذي يعانيه أطفال محافظة الحسكة وذووهم في ظل خروج أكثر من ألفي مدرسة عن الخدمة وحرمان الآلاف من التلاميذ والطلاب من حقهم في التعليم عبر مناهج وزارة التربية المعتمدة في الجمهورية العربية السورية، مبيناً أنه رغم هذا الواقع إلا أن هناك بعض المدارس مستمرة بأداء دورها التربوي من خلال الاستمرار بالتعليم عبر مناهج وزارة التربية، وهو ما خلق ضغطاً كبيراً على مدارس وزارة التربية ومعاناة الأهالي الكبيرة الذين يصرون على الاستمرار بتعليم أبنائهم وفق المنهاج التربوي الحكومي، وهذا ما ينطبق على الشأن الصحي، في ظل خروج مشافي القطاع العام والمراكز الصحية الحكومية عن الخدمة وعن يد الدولة بالمحافظة، مبيناً حجم الجهود الحكومية المبذولة في وصول الخدمة الطبية إلى كل شبر في المحافظة وتقديم اللقاحات الطبية الدورية والضرورية المطلوبة للأطفال، والخدمات الصحية المختلفة الأخرى للأهالي.

ولفت إلى أهمية تفعيل الدور الذي تلعبه دولة السويد في التواصل مع كل الأطراف الدولية، لتحييد محطة علوك عن الصراعات السياسية في المنطقة، والعمل على رفع يد المحتل التركي عنها من أجل تشغيلها في المسار الطبيعي، باعتبار السويد دولة سبّاقة في دعم الجهود الإنسانية وعضواً في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الاستمرار بتقديم الدعم للمنظمات الإنسانية في المحافظة لتخفيف معاناة الأهالي، بالإضافة إلى العمل على إعادة القاطنين في المخيمات الموجودة في المحافظة إلى دولهم وإعادة تأهيلهم في دولهم والاستمرار بدعم عمل المنظمات الإنسانية في الحسكة للتخفيف من معاناة الأهالي.

وأشار إلى حجم العمل الذي تبذله منظمة اليونيسيف في المحافظة عبر نوعية المشاريع التنموية والخدمية التي تنفذها ودورها في تخفيف معاناة الأهالي، داعياً إلى ضرورة زيادة الدعم الإغاثي من دولة السويد الذي تقدمه لعمل المنظمة الدولية في الحسكة.

من جانبها أعربت السكرتيرة الأولى لسفارة السويد في سورية عن شكرها لمحافظ الحسكة خلال اللقاء، الذي أتاح لها الوقوف على معاناة أهالي محافظة الحسكة والاطلاع على جوانب الاحتياجات الإغاثية الضرورية، مؤكدة نقل هذه المعاناة لدولتها والعمل عبر كل القنوات الرسمية الدولية الممكنة لتخفيف معاناة السوريين عموماً وأهالي محافظة الحسكة على وجه الخصوص، إضافة إلى زيادة الدعم المالي المقدّم لمشاريع المنظمات الدولية في المحافظة، ولاسيما منظمة اليونيسيف.

بدوره عبر نائب ممثل منظمة اليونيسيف في سورية، عن شكره لكل التسهيلات الممنوحة التي تقدمها المحافظة لعمل المنظمة، مؤكداً الاستمرار في تنفيذ المشاريع التي تعمل على التخفيف في عدة جوانب من معاناة الأهالي، وذلك بالتنسيق الكامل مع الجهات الحكومية والشركاء لإعادة تشغيل محطة «علوك» وعودتها إلى الخدمة كما كانت في السابق.

Exit mobile version