Site icon صحيفة الوطن

يبيعون أملاكهم في منبج خشية من تكرار سيناريو عفرين والمعابر ما زالت مغلقة … مصادر لـ«الوطن»: متزعمو «قسد» يتخبطون من مآلات التقارب السوري- التركي

| حلب – خالد زنكلو

بدت علامات التخبط واضحة على أفعال متزعمي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ومن خلفهم متزعمو ما يسمى «الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرق سورية» الكردية، غداة إطلاق تصريحات من المسؤولين السوريين والأتراك عن استعداد الجانبين لتحسين العلاقات بين البلدين بمبادرة عراقية ورعاية روسية.

فليس من سبيل المصادفة أن يترافق الافتتاح التجريبي لمعبر أبو الزندين، الذي يفصل مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي وميليشياته التي تدعى «الجيش الوطني» في مدينة الباب شمال شرق حلب مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، مع إغلاق المعابر الواقعة تحت نفوذ «الإدارة الذاتية» والمؤدية إلى مناطق الدولة السورية الشرعية.

مصادر مقربة من «قسد»، ذكرت أن إغلاق معابر «الإدارة الذاتية، وخصوصاً معبر التايهة جنوب مدينة منبج بريف حلب الشرقي، هو إجراء «عقابي» على افتتاح «أبو الزندين»، لأن الأخير سيلغي عمل الأول باختصاره المسافة اللازمة كي تصل البضائع مع الأشخاص إلى مناطق الحكومة السورية، على الرغم من أن هذا الإجراء سيحاصر المدنيين داخل مناطق نفوذ «قسد» وسيمنعهم من اجتياز المعابر لقضاء حاجاتهم في مناطق الدولة السورية.

وضربت المصادر مثلاً، لـ«الوطن»، انتظار أهالي منبج وصول أفواج الحجاج القادمين من مناطق الحكومة السورية إلى منبج عبر «التايهة»، وأبدت قلقها من عدم السماح لهم بدخول المعبر لأن التعليمات تقضي بتنقل الطلاب والحالات الإنسانية المرضية فقط، غير أنها استدركت وتوقعت صدور أوامر بإعادة افتتاح المعبر اليوم الثلاثاء ولفترة محددة مؤقتة لعبور الحجاج.

الأهم من ذلك وفي إطار تخبط متزعمي «قسد» من مآلات تقارب أنقرة من دمشق، ما ذكرته مصادر أهلية في منبج عن مسارعة هؤلاء المتزعمين، ضمن ما يسمى «مجلس منبج العسكرية، إلى نقل مقتنياتهم الثمينة إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة وبيع ممتلكاتهم في مدينة منبج وأريافها، خشية اقتحام جيش الاحتلال التركي للمنطقة، بعدما كشفت تسريبات من ناشطين عن نية إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستيلاء على منبج وعين العرب لتوسيع «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية، تماماً كما حدث لدى احتلال تل أبيض في الرقة ورأس العين في الحسكة في تشرين الأول عام 2019.

المصادر الأهلية، بينت لـ«الوطن» أن مخاوف متزعمي «قسد» والإدارة الذاتية»، جدية وتنبع من احتمال تكرار سيناريو عفرين في آذار 2018 في منبج، حيث لم يتعظوا من تهديدات مسؤولي الإدارة التركية بغزو المنطقة ومن تحشيداتهم العسكرية، وهو ما يحدث راهناً بعد إعلان «الإدارة الذاتية» عن نيتها تنظيم انتخابات محلية في مناطق نفوذها السبع، قبل أن ترجئ ذلك إلى آب المقبل أو إلى موعد لاحق غير محدد، تحت ضغوط الرفض الشعبي والرسمي ونأي الإدارة الأميركية عن الأمر ووعيد المسؤولين الأتراك.

المصادر توقعت اتخاذ المتزعمين الأكراد شمال وشمال شرق سورية المزيد من الإجراءات المتخبطة، التي تدل على إحداق الخطر بهم وعدم يقينهم باستمرار دعم واشنطن لهم إذا فاز دونالدج ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني المقبل، إلى جانب استمرار التقارب السوري- التركي، الذي من شأنه أن يشدد الخناق على تلك الميليشيات.

Exit mobile version