Site icon صحيفة الوطن

فوز تاريخي لليمين المتطرف في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية … فرنسا في مأزق والعين على جولة الإعادة

وفقاً لما انتهت إليه النتائج النهائية في الانتخابات التشريعية الفرنسية، حقق اليمين المتطرف المتمثل بحزب «التجمع الوطني» بزعامة مارين لوبان مكاسب تاريخية، وفاز بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية النتائج الرسمية أمس، فحصل حزب «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف وحلفاؤه على 33.1 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وجاء تحالف «الجبهة الشعبية الجديدة» وهو تحالف لقوى اليسار، في المركز الثاني بحصوله على 28 بالمئة، فيما ذكرت الوزارة أن تحالف الرئاسة الذي ينتمي إليه الرئيس إيمانويل ماكرون حصل على 20 بالمئة.

ولم تحسم نتائج التصويت في الجولة الأولى الذي شهد إقبالاً كبيراً، إمكانية تشكيل حزب «التجمع الوطني» الحكومة، إذ يحتاج الأمر في هذه الحالة إلى حصوله على الأغلبية المطلقة ما يستدعي الفوز بـ289 مقعداً من أصل 577.

ويبدو أن النتيجة النهائية ستبقى بانتظار جولة الإعادة المقررة في السابع من تموز الجاري، وستكشف مدى استعداد الأحزاب لتوحيد قواها في كل من الدوائر الانتخابية الفرنسية.

وكانت الأحزاب المنتمية ليمين الوسط ويسار الوسط تتعاون في الماضي إذا ما رأت أن حزب «التجمع الوطني» يقترب من تولي السلطة في البلاد، لكن ومع الصعود الكبير لحزب لوبان من المرجح أن لا يحدث هذا التحالف في هذه المرة.

رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال، حذر الناخبين الأحد على عدم إعطاء اليمين المتطرّف ولو صوتاً واحداً في الجولة الثانية من الانتخابات العامة، وقال: إن «اليمين المتطرف على أبواب السلطة»، محذراً من أن الحزب قد يحقق أغلبية مطلقة.

وأضاف: «هدفنا واضح، وهو منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. يجب ألا يذهب أي صوت إلى حزب التجمع الوطني».

وكشفت نسب المشاركة العالية في الانتخابات عن حجم المأزق السياسي الذي تعيشه فرنسا، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسستا «إبسوس» و«إيلاب» للتلفزيون الفرنسي أن نسبة المشاركة النهائية في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية تراوحت بين 67.5 و69.5 بالمئة، وقال مدير الأبحاث لدى «إبسوس فرنسا»، ماتيو جالارد: إن التقديرات تشير إلى أن إقبال الناخبين الفرنسيين في الجولة الأولى من الانتخابات هو الأعلى منذ عام 1986.

صدى ما جرى في فرنسا سُمع أوروبياً، حيث يخشى حلفاء فرنسا الأوروبيين من تغيير السياسة الخارجية لباريس لاسيما إزاء الحرب في أوكرانيا، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك صراحة: إن «الجميع سيتأثرون إذا حقق حزب ينظر إلى أوروبا بوصفها المشكلة وليس الحل تقدماً بفارق كبير» من الأصوات. وهذه حال نتائج الجولة الأولى.

من جانبه قال وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي والذي سيواجه حزبه قريباً انتخابات صعبة: إن ماكرون هو «محاورنا الأول في مسائل العلاقات الدولية، وبطبيعة الحال، نحن نتابع بانتباه وعن قرب تداعيات الانتخابات الفرنسية». وتظهر استطلاعات الرأي في بريطانيا تقدماً كبيراً لحزب «العمال» الذي سيعود، من دون شك إلى السلطة.

Exit mobile version