Site icon صحيفة الوطن

المال الديمقراطي

| عبد الفتاح العوض

سؤال مباشر جداً.. هل تنفع الديمقراطية في مجتمعنا؟! يبدو سؤالاً مؤلماً جداً!!

بعد عملية الاستئناس الحزبي سأل البعث السؤال بطريقة غير مباشرة.. هل أظهرت عملية الاستئناس الحزبية ولاءات مرضية على حساب الكفاءات؟

لسنا أول من سأل نفسه هذا السؤال.. ففي بعض الأوقات على الدول أن تواجه نفسها وتسأل عن المجتمع الذي تريده؟

الوهم أن تتوقع أنك في مرحلة «شبه تجربة» للديمقراطية أن تحصل عليها نقية وسليمة.

المجتمعات التي تناسبها الديمقراطية هي المجتمعات الواعية.. الوعي شرط ضروري لتحصل على نتائج جيدة لاختبارات الديمقراطية ونحن نتحدث عن الديمقراطية من المفيد أن نستذكر ونستعيد محددات العقل العربي للجابري والتي لخصها بالقبيلة والعقيدة والغنيمة.

القبيلة ما زالت مخبأة في خزائننا تظهر في المناسبات، والانتخابات واحدة من الاحتفالات المهمة بالنسبة لعقل القبيلة.. أما العقيدة فهي لباس يومي يكاد لا يتركه أحد منا حتى وإن كان واحداً ممن يشكك فيها.. أما الغنيمة.. أي المال فهو موجود في كل انتخابات الشرق والغرب فهو بالنتيجة جزء من أي عملية انتخابية.

مشكلة الديمقراطية أنها ليست قراراً.. فهي معركة وعي مجتمعي.. وحتى في الوعي المجتمعي يجب ألا نراهن على وعي الجوعى فالفقر ينهار أمام رغيف الخبز؟

المعادلة التي يتم الحديث عنها في تجارب الدول أن الديمقراطية هي التي تأتي بالرغيف وسواه… تأتي بالوعي وبالكفاءات وبالازدهار والقضاء على الفقر لكنها تحتاج إلى وقت.

لن أتحدث عن نماذج من الدول الغنية التي ليس لديها ديمقراطية وعن الدول الفقيرة مع أنها ديمقراطية.

الذي أريد أن أتحدث عنه أننا في سورية نحاول أن نتعلم السباحة في المحيط الهائج.. نخرج من حرب تاه فيها حتى الحليم وأفقرت معظم الشعب السوري.. وأخرجت أسوأ وأحسن ما فينا! والآن نريد أن نتعلم الديمقراطية بلا أمراض.

هل تتوقعون أن نمارس الديمقراطية من دون تأثير القبيلة والعقيدة والغنيمة؟

حسنا هل أنت مع الديمقراطية أم لا؟ نعم مع الديمقراطية رغم سيئاتها، الديمقراطية درجات.. تعالوا نبدأ.. إن لم نبدأ لن نتعلم أبداً.

أقوال:

– أمراض الديمقراطية تعالج بمزيد من الديمقراطية.

– الديمقراطية نور ونار من أراد نورها عليه أن يحتمل نارها.

– الديمقراطية جهاز يضمن عدم عيشنا أفضل مما نستحق.

Exit mobile version