Site icon صحيفة الوطن

مخاوف تجدد الاشتباكات على حالها وانفراج في «أزمة المعابر» بمناطق سيطرة الاحتلال التركي … أنقرة مستعدة للتعاون لحل الأزمة السورية.. وموسكو: ندعم مبادرات التطبيع

| حلب-خالد زنكلو – وكالات

تواصلت التحركات السياسية المرتبطة بدفع عجلة «التقارب» السوري- التركي نحو الأمام، لتستكمل أنقرة تصريحاتها الساعية لإعادة تفعيل تعاونها مع دمشق من دون الإشارة حتى الآن للأراضي التي تحتلها، ونياتها تجاه الانسحاب منها.

رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان أعلن خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الكازاخستانية أستانا أمس الأربعاء أن بلاده مستعدة للتعاون بحل الأزمة في سورية، ولاسيما في مكافحة الإرهاب، حسب بيان للرئاسة التركية.

ووفق البيان الذي صدر عقب اجتماع بوتين وأردوغان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أستانا، فإن الأخير أكد أن تركيا «مصممة على منع إنشاء منظمات إرهابية بالقرب من حدودها وأنها مستعدة للتعاون لإيجاد حل للأزمة في سورية»، نظراً لأهمية اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء عدم الاستقرار هناك، «ما يخلق أرضاً خصبة للأنشطة الإرهابية».

في الغضون، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف عن دعم بلاده لكل المبادرات ذات الصلة بالعلاقة بين سورية وتركيا من كل الدول المهتمة بتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في العاصمة الأردنية عمان أمس.

وحسب وسائل إعلام أردنية التقى الصفدي لافرينتييف في عمان، وناقشا الأزمة السورية وسبل الحل، وذكرت أن الجانبين بحثا الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي ينهي هذه الأزمة ويعالج جميع تبعاتها «الإنسانية والأمنية والسياسية».

تزامنت المعطيات السياسية مع تواصل التظاهرات، أمس ولليوم الثالث على التوالي، في مناطق متفرقة يسيطر عليها جيش الاحتلال التركي بأرياف حلب وإدلب ضد الإدارة التركية، وسط تراجع لحدتها مع انخفاض عدد نقاط التظاهر، رداً على الاعتداءات التي طالت أملاك السوريين في ولاية قيصري التركية، وعلى خلفية التقارب السوري- التركي الذي سبقها، وذلك بالتزامن مع إعادة السلطات التركية فتح معبر باب الهوى بعد إغلاقه لمدة يومين.

وبدا أن تصعيد المتظاهرين ضد المصالح التركية، في المنطقتين، اللتين تدعيان «غصن الزيتون» في عفرين شمال حلب و«درع الفرات» في الباب وجرابلس شمال شرق المحافظة، قد تراجع بفعل التهديدات التركية التي توعدت بمحاسبة المتطاولين على العلم التركي ونقاط جيش الاحتلال التركي والمؤسسات التابعة لإدارة أردوغان والمعابر الحدودية، وكذلك إثر حملة مداهمات واعتقالات طالت المتظاهرين، شنتها ميليشيات أنقرة التي تسميها «الجيش الوطني»،

وذكرت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة أن السلطات التركية أعادت أمس فتح معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي، والذي يسيطر عليه من طرف الحدود السورية تنظيم «جبهة النصرة» بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، بعد يومين من إغلاقه أمام حركة التجارة والمرور.

وتوقعت المصادر لـ«الوطن» افتتاح باقي المعابر التي أغلقتها السلطات في أنقرة، وهي معبر باب السلامة في إعزاز شمال حلب ومعبر الحمران شمال عفرين ومعبري جرابلس والراعي بريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك خلال مدة أقصاها أسبوع، بعد ضبط الاستقرار في مناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته.

وأكدت المصادر أن مخاوف تجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وجيش الاحتلال التركي، ما زالت على حالها، وهو ما دل عليه استمرار قطع الإنترنت في مناطق نفوذ أنقرة، وذلك في ظل الاحتقان الذي ولدته أنباء تقارب إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع القيادة السورية وافتتاح معبر «أبو الزندين» جنوب الباب تجريبياً مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، وكذلك تواتر أنباء عن قرب افتتاح الطريقين الدوليين الذي يربط أحدهما حلب باللاذقية، والآخر إعزاز بالحدود الأردنية، بالإضافة إلى حال الغليان الشعبي من اعتداءات أتراك على سوريين في ولايات تركية عديدة.

Exit mobile version