Site icon صحيفة الوطن

قمة الزعامة والعقد.. اللاروخا فك رموزها والمانشافت أكدها … ركلات الترجيح تبتسم للديوك وتنهي مشوار رونالدو الأوروبي

| خالد عرنوس

بلغ المنتخب الإسباني نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024) بفوزه الماراثوني على نظيره الألماني بهدفين لهدف في أولى مواجهات ربع النهائي وجاء فوز اللاروخا ليؤكد أفضليته في البطولة، ولحق المنتخب الفرنسي بجاره الإسباني في دور الأربعة عقب تغلبه على السيلكيسيون البرتغالي بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلباً في الموقعة التي استمرت فيها الإثارة والندية حتى ركلات الأعصاب التي حققت ثأراً فرنسياً منذ ثماني سنوات للخسارة في نهائي يورو 2016، ويلتقي الفريقان الفائزان في دور الأربعة يوم الثلاثاء القادم.

الموقعة السلبية

لم يكن أشد المتشائمين بمنتخبي فرنسا والبرتغال أن يتوقع عدم تسجيلهما الأهداف خلال القمة التي جمعتهما في ملعب فولفسبارك في هامبورغ ولاسيما مع كم النجوم الحاضر على الضفتين، إلا أنهما ورغم المحاولات الحثيثة للفوز وقرابة 35 تسديدة من الجانبين نحو المرميين ومنها عدد من الفرص الكبيرة إلا أن الشباك أبت التكلم إلا عند الوصول إلى ركلات الأعصاب الترجيحية التي يصبح عندها الغلبة لصاحب الأعصاب الأمتن والحظ الأكبر والتوفيق، وقد أخفق بطل دور الستة عشر البرتغالي ديوغو كوستا بالتصدي لأي ركلة فرنسية، في حين ذهبت كرة زميله جواو فيلكس إلى القائم الأيمن وارتدت خارجة فلم ينفع رونالدو وبرناردو سيلفا ونونو مينديز أنهم ترجموا ركلاتهم لأهداف، ذلك أن الركلات الخمس الفرنسية دخلت وأصحابها هم: ديمبلي ويوسف فوفانا ويوليوس كوندي وبرادلي باراكولا وثيو هيرنانديز وهي التي قادت الديوك الزرق إلى نصف النهائي للمرة السادسة بتاريخهم في حين أخفق البرتغاليون الذين يحسب لهم أنهم لعبوا للمرة الثانية في هذه النسخة ركلات ترجيح لكن ذلك لم يؤثر في أدائهم فكانوا نداً للفرنسيين بل تفوقوا عليهم معظم أوقات المباراة.

إيجابي وسلبي

يمكن القول إن ختام رحلة البرتغاليين رونالدو وبيبي لم تأت كما اشتهيا، فالثاني اكتفى بأنه أصبح أكبر لاعب يظهر في البطولة في حين الثاني ورغم أنه قدم أداء معقولاً في كل المباريات إلا أنه أخفق بالتسجيل للمرة الأولى في اليورو، وكذلك في بطولات كأس العالم منذ أن بدأ مسيرته في البطولات الكبرى قبل 20 عاماً، وبالعموم فإن المنتخب البرتغالي أخفق بالتسجيل في ثلاث مباريات للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في البطولة حيث خسر من جورجيا صفر/2 وتعادل مع سلوفينيا سلباً في المباراتين السابقتين.

وهي المرة الثانية التي تخسر البرتغال بركلات الترجيح في البطولة والأولى كانت أمام إسبانيا في نصف نهائي 2012 وذلك خلال 5 مرات اضطرت فيها لخوض هذه الركلات، وبالمقابل فقد نجح الفرنسيون بالفوز بركلات الترجيح للمرة الثانية والأولى كانت على هولندا في ربع نهائي 1996، وفشل الديوك بالتسجيل للمرة الثانية خلال هذه النسخة علماً أنهم سجلوا أقل معدل من الأهداف لفريق يصل نصف النهائي بثلاثة أهداف جاء اثنان منها بالنيران الصديقة والثالث من علامة الجزاء.

لاروخا فوريا أفضل

أوفت القمة الألمانية – الإسبانية بعهودها فقدم الفريقان مباراة للذكرى وإن شابها الكثير من الخشونة والبطاقات الصفراء التي تحولت إلى الأحمر مع الوقت البديل من الوقت الإضافي والأهم أن اللاروخا والمانشافت قدما عرضاً يليق بمواجهة أفضل المنتخبات المتوجة باللقب، وأكد الفريق الزائر أفضليته في هذه النسخة من البطولة مستعيداً الأيام الخوالي عندما توج باللقب عامي 2008 وخاصة 2012 على الرغم من بعض اللحظات التي كادت فيها ماكينات ألمانيا تحصد الأخضر واليابس.

البداية الرسمية كانت مطلع الشوط الثاني بهدف إسباني من البديل داني أولمو بتمريرة سحرية من الموهبة لامين يامال وأهدر كلا الطرفين عدداً من الفرص قبلها وبعدها ومع انطواء ديلا فوينتي للدفاع في محاولة للحفاظ على النتيجة خاصة مع تبديل خط هجومه كاملاً استغل لاعبو ناغلسمان الظروف فضغطوا للتعادل الذي تحقق في الدقيقة 89 بواسطة فلوريان فيرتز لينقاد الفريقان إلى التمديد فتوقع الأغلبية أن المدرب الإسباني سيدفع ثمن أخطائه في التبديل وهو الذي أجبر على إخراج بيدري مبكراً للإصابة ذاهبين إلى الأقوال التي رجحت كفة الألمان بسبب الخبرة.

النفس الأخير

واستعاد لاعبو الماتادور أفضليتهم ولاسيما في ربع الساعة الأول حيث وصلوا مرمى نوير أكثر من مرة وتغير الوضع لمصلحة أصحاب الأرض في ربع الساعة الأخير إلا أن كلمة الحسم قالها البديل الآخر ميكيل ميرينو الذي حول كرة رأسية من تمريرة داني أولمو إلى حيث أصابت الألمان بمقتل، كان ذلك في الدقيقة 118 ولم يسعف الوقت الباقي المانشافت وقد استمر عملياً لسبع دقائق وطرد في أواخرها خبير الدفاع الإسباني كارفاخال بعد الإنذار الثاني والذي حمل رقم 16 في المباراة فاكتفى المضيف بهذا الدور مؤكداً عقدته مع البطولات الكبرى في أرضه منذ تتويجه الوحيد في مونديال 1974، فقد خسر نصف نهائي يورو 1988 واحتل المركز الثالث في مونديال 2006، وبالتالي أخفق في بلوغه مربع الكبار للمرة الثانية على التوالي.

بالمقابل فك اللاروخا عقدته التي لازمته في البطولات الكبرى عندما يواجه أصحاب الأرض وسجل فوزاً عادل به الأرقام مع المانشافت (9 انتصارات و9 تعادلات و9 هزائم) وكان سبباً في إبعاده من أربع بطولات مهمة منذ نهائي 2008، وهي المرة الثانية فقط الذي يحسم اللاروخا النتيجة خلال التمديد والأولى كانت قبل 60 عاماً على حساب المجر في نصف النهائي بالنتيجة ذاتها وهي المرة التاسعة التي يصل فيها إلى الأشواط الإضافية، في حين هي المرة الأولى التي يخسر فيها الألمان خلال الأوقات الإضافية، وسبق للمانشافت أن فاز بالهدف الذهبي في نهائي 1996، و4/2 على يوغسلافيا في نصف نهائي 1976، وعدا ذلك فقد انقاد إلى ركلات الترجيح في ثلاث مناسبات أخرى.

Exit mobile version