Site icon صحيفة الوطن

بنسبة مشاركة بلغت 50 بالمئة في الجولة الثانية من الانتخابات … بزشكيان رئيساً لإيران.. والخامنئي: أوصي الجميع بالتعاون من أجل تقدم البلاد

بينما أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بالرئاسة الإيرانية بفارق نحو ثلاثة ملايين صوت عن منافسه المحافظ سعيد جليلي في الجولة الثانية من الانتخابات، أوصى قائد الثورة الإسلامية في إيران، علي الخامنئي، أمس السبت، الرئيس الإيراني المنتخب، بالتطلّع إلى المستقبل المشرق ومواصلة طريق الشهيد إبراهيم رئيسي.

وحصل بزشكيان، حسب الأرقام الرسمية لوزارة الداخلية، على 16384403 صوتاً، أي ما نسبته 53.6 بالمئة، مقابل 13538179 صوتاً للمرشح سعيد جليلي، ما نسبته 44.3 بالمئة، ليصبح بالتالي الرئيس المنتخب التاسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني عام 1979، وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 49.8 بالمئة، أي بزيادة أكثر من 9 بالمئة عن الدورة الأولى التي جرت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي.

وصرّح الرئيس الإيراني المنتخب، بعد فوزه في الانتخابات، قائلاً: «نمدّ يد الصداقة للجميع وكلنا أبناء هذا البلد»، وشكر بزشكيان أنصاره على جهودهم، متابعاً: «أنا غير مدعوم من حزب أو جهة والشعب هو من انتخبني»، وبدوره، قال المرشّح السابق سعيد جليلي: إن «المنافسة تستمر حتى يوم الانتخابات لكن على الجميع احترام نتيجة تصويت الشعب»، وأضاف جليلي «بعد الانتخابات علينا أن نعمل جميعاً لكلّ إيران».

وبعد فوز بزشكيان، اعتبر قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي أن الانتخابات الإيرانية «حركة عظيمة في مواجهة الجلبة المفتعلة لمقاطعة الانتخابات التي أثارها العدو بهدف بثّ اليأس بين صفوف الشعب»، وأوصى الرئيس المنتخب، أمس السبت، بالتطلّع إلى المستقبل المشرق ومواصلة طريق الشهيد إبراهيم رئيسي، كما أوصاه بـ«توظيف كل إمكانيات البلاد ولاسيما الشباب الثوري والمخلص من أجل رفاه الشعب وتقدّم إيران».

وقال الخامنئي: «من المناسب أن يتحوّل التنافس خلال الانتخابات إلى صداقات وأن يبذل الجميع قصارى جهدهم من أجل ازدهار إيران»، وأوصي الجميع في إيران بـ«التعاون والتفكير الجيد من أجل تقدم البلاد ورفعتها»، كما أشار قائد الثـورة الإسـلامية إلى أن «الشعب الإيراني تمكّـن من انتخـاب رئيس بأغلبية الأصوات عبر انتخاباتٍ حُرةٍ وشفافة بمدّة قانونية قصيرة»، مردفاً بالقول إن الانتخابات الإيرانية «حركة عظيمة في مواجهة الجلبة المفتعلة لمقاطعة الانتخابات التي أثارها العدو بهدف بثّ اليأس بين صفوف الشعب الإيراني».

بدوره، قال الرئيس الإيراني بالوكالة محمد مخبر: إن «الانتخابات الرئاسية رسمت أمام المراقبين في العالم مشاهد جميلة لسيادة الشعب الإيراني، متابعاً: إن «الفائز الرئيس في هذه الانتخابات هو الشعب».

بدوره، هنأ قائد حرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء حسين سلامي، بزشكيان وأكد جاهزية الحرس لمواصلة التعاون وتعزيز العمل المشترك مع الحكومة، في حين اعتبر عضو مجلس صيانة الدستور رئيس معهد الأبحاث في إيران عباس علي كدخدائي أن الشعب الإيراني هو المنتصر في ساحة الانتخابات.

وأوضح كدخدائي في تعليق على حسابه الخاص على شبكة الإنترنت أن المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية انتصرت على المقاطعة، وهُزم خط المقاطعة في هذه الجولة من الانتخابات، ولفت إلى إخفاق جهود المناوئين مرة جديدة، ووجه التحية للشعب الإيراني المنتصر الذي رفض بحضوره الواعي مساعي الأعداء اليائسة، مؤكداً أن المنتصر في هذه الساحة هو الشعب الإيراني.

وجرت الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة في الـ28 من حزيران الماضي بين أربعة مرشحين هم: سعيد جليلي ومسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف ومصطفى بورمحمدي، ولم يستطع أي منهم الفوز بالأغلبية المطلقة، ما استوجب خوض جولة ثانية بين المرشحين الحائزين أعلى عدد من الأصوات وهما بزشكيان وجليلي.

والرئيس المنتخب، طبيب وسياسي إصلاحي إيراني من مواليد 1954 في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية شمال شرق إيران، وترعرع في كنف عائلة ملتزمة، حيث أنهى الدراسة الابتدائية في مهاباد، ولمواصلة تعليمه التحق بمعهد الزراعة في مدينة أرومية وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية.

نُقل إلى مدينة زابل الحدودية من محافظة سيستان وبلوجستان عام 1973 لأداء الخدمة العسكرية، وبعد انتهاء خدمته العسكرية قرر أن يصبح طبيباً، فحصل على الدبلوم الطبيعي عام 1975، ثم بعد عام تم قبوله في مجال الطب بجامعة مدينة تبريز للعلوم الطبية.

أكمل بزشكيان دورة الطب عام 1985 وبدأ العمل في كلية الطب مدرسا لعلم وظائف الأعضاء، وفي عام 1990 حصل على تخصص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبيّة في طهران، وتم تعيينه في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفيما بعد أصبح رئيساً له.

في عام 1994 عيّن رئيساً لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرت رئاسته حتى عام 2000، ثم نُقل إلى طهران وتولى منصب نائب وزير الصحّة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمدة 6 أشهر، وبعد ذلك، في الولاية الثانية لرئاسة محمد خاتمي، تسلم بزشكيان منصب وزير الصحة وبعد فترة تمت مساءلته من البرلمان، ومن ثم ترك منصبه.

قدم بزشكيان في عام 2013، ترشيحه للانتخابات الرئاسية، لكن مجلس صيانة الدستور رفض ملفه، وفي 2016 تمكن من الفوز بمقعد في انتخابات البرلمان وحافظ على مقعده لسنوات طويلة، ومنذ عام 2008 يمثّل بزشكيان مدينة تبريز في البرلمان الإيراني.

ويرى بزشكيان أنه لا يمكن حل المشكلات الداخلية في إيران من دون حل المشكلات مع العالم الخارجي، ويؤكد أن إدارة البلاد تقوم على التعامل البناء مع العالم على أساس الحوار والتفاوض مع مختلف الدول، كما يدعو بزشكيان إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية وعلى رأسها أميركا على أساس الأركان الثلاثة المتمثلة بـ«العزة والحكمة والمصلحة».

سبق لبزشكيان أن أعلن أنه سيضع في أعلى سلم أولويات حكومته إحياء الاتفاق النووي الذي هو من مصلحة إيران ولو لم يكن كذلك لما انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كما يعتبر بزشكيان أن من مصلحة إيران الانضمام إلى «FATF»، مجموعة العمل المالي الدولية، من أجل تطوير وتسهيل التجارة مع الدول الأخرى، وبهذا الصدد شدد على أنه سيضع حداً للخلافات بين القوى السياسية التي يقول إنها «السبب الرئيس لمشكلات» البلاد والاستعانة بأفضل الخبراء والمتخصصين.

ووعد بأنه سيتابع مشكلات العمال والمتقاعدين والموظفين والعمل بطريقة تقضي على الفقر والتمييز والفساد في البلاد، وشدد على ضرورة التعامل بصدق مع الجمهور وعدم إعطاء وعود فارغة وأكد أنه سيشرك كل الناس في إدارة البلاد وليس فئة معينة، كما تعهد بالتعاطي الإيجابي مع قضايا المرأة وحرية الوصول إلى الإنترنت وحقوق القوميات الدستورية والحريات السياسية والاجتماعية.

Exit mobile version