Site icon صحيفة الوطن

هل ينجح اتحاد السلة في كسر حالة الجمود وتحضير منتخب الرجال بطريقة مثالية؟

| مهند الحسني

تفصلنا عن انطلاقة مباريات النافذة الثانية من التصفيات الآسيوية فترة ليست بالبعيدة، لنجد أنفسنا أمام لقاءين من العيار الثقيل في مواجهة منتخبي البحرين ولبنان على أرضهما وبين جمهورهما، وهاتان المباراتان من الطبيعي لن تكونا سهلتين على منتخبنا الوطني الذي سيدخل النافذة الثانية وفي جعبته فوز على منتخب الإمارات وخسارة أمام لبنان، وباتت حظوظه بالتأهل للنهائيات قائمة وقوية وهو بحاجة لتكرار فوزه على المنتخب الإماراتي في النافذة الثالثة ليضمن حجز بطاقة التأهل عن جدارة واستحقاق.

تحضيرات

تلقت منتخباتنا الوطنية في عهد اتحاد السلة الحالي خسارات ما أنزل اللـه بها من سلطان، كانت كافية لاجتثاث ما تبقى من أمل برؤية منتخباتنا تستعيد هيبتها وألقها بعد غربة دهر، ويبدو أن العطار لم يتمكن إصلاح ما أفسده الدهر، فمنتخباتنا تراجعت ونتائجها تقهقرت والطموحات اصطدمت بواقع مرير رغم فسحة الأمل التي منحتنا إياها القيادة الرياضية الحالية بعدما فتحت خزائنها أمام اتحاد السلة في سابقة هي الأولى في تاريخ السلة السورية، لكن للأسف لم يكن الحصاد مثمراً ولا موازياً لحجم العطاء، ولن نشطح بأحلامنا ونتغنى بفوزنا على المنتخب الإماراتي رغم أننا تفوقنا عليه بأرضه وبين جمهوره، ونقول إننا وضعنا أقدامنا في النهائيات الآسيوية، وأتمنى ألا يتكرر سيناريو مبارياتنا مع منتخب البحرين قبل عامين عندما فزنا عليه بأرضه وبين جمهوره وبعد ثلاثة أشهر تفوق علينا بأرضنا وبين جمهورنا في مباراة دراماتيكية لا يمكن أن تنسى من ذاكرة عشاق السلة السورية.

وفي العودة إلى لقاءي النافذة الثانية فقد انتهى منتخبا البحرين ولبنان من مشاركتهما في الأدوار المتقدمة من التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس، ورغم خروجهما المشرف غير أنهما لعبا بشكل جيد وظهرا بصورة جميلة وخاصة المنتخب اللبناني الذي فاز على منتخب أنغولا وسط غياب نجميه وائل عرقجي وأمير سعود، على حين أن منتخب البحرين ودع التصفيات بعد خسارتين لكنه نجح في تقديم مستوى أكثر من جيد يبشر بالخير للسلة البحرينية بعدما بدل جهازه الفني بتولي المدرب اللبناني جاد الحاج قيادة المنتخب الذي يعد من أفضل مدربي القارة الآسيوية.

والسؤال هنا: ماذا قدمنا أو سنقدم لمنتخبنا من تحضيرات قبل مواجهة هذين المنتخبين القويين.

لا حس ولا خبر

لن نلقي باللوم على عاتق اتحاد السلة ونتهمه بالتقصير، فالمرحلة الحالية التي تشهدها الرياضة السورية بشكل عام تعد صعبة بسبب موضوع الانتخابات التي تسهم في إحداث حالة من عدم الاستقرار الفني على وجه الخصوص بجميع مفاصل الرياضة السورية، فالاتحاد لن يتمكن من عقد أي مؤتمر أو إصدار أي قرار أو تشكيل نواة للمنتخب قبل اتضاح صورة فريق عمله الجديد، وخاصة أن هناك تسريبات تؤكد أن هناك منافسة قوية على منصب رئاسة الاتحاد، طبعاً لن نكون جناة على الاتحاد ونطالبه بالفوز على منتخب لبنان، لكن ما نتمناه الفوز على منتخب البحرين على أقل تقدير وأن يكون نداً قوياً للمنتخب اللبناني.

لأننا لا يمكن أن نرضى لمنتخبنا أن يكون صيداً سهلاً أمام باقي منتخبات المجموعة، وعلينا الإسراع في تأمين مشاركة خارجية له قبل دخوله معترك النافذة المهمة خوفاً من تكرار الخسارات القاسية، وحينها لن ينفع الندم ولا حتى التحسر على ما فات بعدما بات الفوز مطلباً لكل عشاق السلة السورية بعد سلسلة من الهزائم والخسارات القاسية.

خلاصة

من يرد أن يبني منتخباً قوياً فليبدأ من روزنامة مستقرة وخطة إعداد للمنتخبات الوطنية تبدأ اليوم وتنتهي بعد خمس سنوات ولكل منتخب ميزانية وأهداف.

ومن يتول مهام التدريب يجب أن يعرف ما له وما عليه، وما مطلوب منه وما مخصص له.

أما أن نخلط الماء بالزيت ونصر على نجاح الخليط فهو أمر مرفوض واتجاه يعكس جهل القائمين على شؤون المنتخبات وضعف الإمكانات الموفرة للمدربين.

فهل سنشهد تحركاً سريعاً وجريئاً من اتحاد السلة لتحضير المنتخب بطريقة مثالية؟ أم إن الأمور ستبقى على حالها ويخرج منتخبنا بنتائج مؤلمة؟

Exit mobile version