Site icon صحيفة الوطن

«معاريف» تحدثت عن خسارة إسرائيل الحرب منذ اللحظات الأولى … جيش الاحتلال يدعو إلى «اغتنام الفرصة الذهبية» وإتمام صفقة مع المقاومة

بعد تسعة أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تبقى المجازر المتنقلة في القطاع وآخرها في مخيم النصيرات إنجازه اليومي الوحيد في ظل إخفاق ذريع على المستوى الميداني، والذي عكسه ما قاله عددٌ من قادة جيش الاحتلال لـ«القناة 13» الإسرائيلية بأن «ما يجري هو فرصة ذهبية للتوصّل إلى صفقة، وأن الحرب على حماس تحتاج إلى سنوات طويلة»، وذلك في إشارة إلى دعم جيش الاحتلال جولة المفاوضات الدائرة في العاصمة القطرية الدوحة، وبأنها السبيل الوحيد لإعادة الأسرى.

وفي سياق تطورات المسار التفاوضي الذي بدأ يوم الجمعة الفائت بذهاب وفد من كيان العدو برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع إلى الدوحة «للردّ على «الملاحظات» التي تلقّتها «تل أبيب» من حركة «حماس»، وتضمّنت تعديلات على بندين من المقترح السابق للاتفاق»، أبلغ برنياع الوسطاء، أن كيانه «يرفض شرط حماس الحصول على تعهّدات أميركية– قطرية– مصرية مكتوبة وواضحة، تضمن استمرار المفاوضات، في ظلّ وقف إطلاق النار، بعد انتهاء المرحلة الأولى الإنسانية، وترفض شرط حماس أن تختار الحركة أسماء الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيُفرج عنهم، وتريد التأكّد من قدرتها على استئناف الحرب إن لم تنفّذ حماس التزاماتها».

وقال مسؤولون كبار لدى الاحتلال تحدثوا لموقع «والاه»: إن الخلاف بين الطرفين «يتعلق بالبند 14 من المقترح الإسرائيلي، والذي يتعلق بمدة المفاوضات بين الطرفين حول شروط المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي ينبغي أن تؤدي إلى هدوء مستدام في غزة»، وحسب زعم هؤلاء فإن هذه القضية «قابلة للحل ولن تتعارض مع الانتقال إلى المفاوضات المعمقة على آلية تنفيذ الاتفاق».

في المقابل، قال القيادي في الحركة أسامة حمدان أول من أمس، لوكالة «فرانس برس»، «نحن لا نرغب في التحدث عن تفاصيل هذه الأفكار، في انتظار أن نسمع رداً، غالباً سيكون اليوم أو غداً»، فيما أعلن مكتب رئيس الوزراء العدو، أن «رئيس الموساد عاد أخيراً من الدوحة بعد اجتماع أوّلي مع الوسطاء، وتقرّر مغادرة الوفد المفاوض الأسبوع المقبل، لمواصلة المفاوضات، مع التأكيد أنه لا تزال هناك فجوات بين الطرفين».

وفي هذا الإطار، يتوجه مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، وليام بيرنز، إلى العاصمة القطرية خلال الأسبوع المقبل، للمشاركة في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في القطاع وتبادل الأسرى، حسبما نقلت وسائل إعلام العدو عن مصادر «مطلعة»، ومن المتوقع أن يعقد بيرنز خلال زيارته اجتماعاً مشتركاً مع رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل.

وأفادت «القناة 13» الإسرائيلية بأن «وفود عمل» إسرائيلية على المستوى المهني ستتوجه خلال الأيام المقبلة إلى القاهرة والدوحة، «لبلورة المخطط النهائي للاتفاق، ومعالجة القضايا محل نزاع، مثل هوية الأسرى الذين سيشملهم التبادل وآلية وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة».

وفيما يتعلق بالجداول الزمنية، تشير أوساط العدو إلى أن «التوصل إلى اتفاق نهائي «لن يتم خلال أيام»، مشيرة إلى «أننا نشهد انطلاق مفاوضات قد تستمر عدة أسابيع»، في حين حذّرت الأطراف من أن «التوصل إلى اتفاق لايزال غير مضمون».

يتزامن ذلك مع خروج تظاهرات في عدة مدن داخل الكيان للمطالبة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وكانت التظاهرة المركزية في شارع «كابلان» بتل أبيب وتركزت حول المطالبة بإجراء انتخابات وإبرام صفقة تبادل أسرى، وأغلق متظاهرون مسالك شارع «أيالون» باتجاه الشمال، هذا ونظمت تظاهرات أمام منازل 18 وزيراً إسرائيلياً.

على خطٍّ موازٍ، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن زعيم المعارضة في «الكنيست» الإسرائيلي، يائير لابيد، قوله: «نحن بحاجة إلى وقف الحرب، وعقد صفقة، وإعادة الأسرى»، مضيفاً: «إسرائيل كانت دائماً ضد الحروب الطويلة، وجيشنا يعتمد على قوات الاحتياط، التي لا تصلح لهذا النمط من الحروب».

كما كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في افتتاحيتها أمس الأحد، تحت عنوان «لحظة اختبار الجمهور»، أن هناك صفقة أسرى جدية مطروحة حالياً على طاولة النقاش في إسرائيل، وأوضحت أن الصفقة يفترض أن تشمل «إعادة جزء من الأسرى»، إلى جانب مسار متفق عليه للمناقشة المستقبلية بشأن الإفراج عن البقية، وفي الوقت نفسه منع نشوب حرب شاملة في المنطقة.

واعتبرت أن البديل عن التوصّل إلى صفقة ووقف الحرب هو «التخلّي عن الأسرى حتى موتهم وحرب شاملة»، ناصحةً الجمهور الإسرائيلي بأنّه «من أجل التغلّب على نتنياهو واليمين المتطرّف، يجب على الجمهور أن يوضح للحكومة ورئيسها رغبته في التوصّل إلى اتفاق يعيد المخطوفين إلى الوطن، ولن نسمح لوزراء الحكومة بنسف صفقة مرة أخرى».

في غضون ذلك، أكدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس الأحد، أن الإدارة الإسرائيلية في الحرب هي «عجز لا ينتهي»، مشددةً على أن الحرب «تفتّت إسرائيل واقتصادها وقوات الاحتياط في الجيش، وتقوّض تحقيق النصر كل يوم».

وبعد 9 أشهر على الحرب في قطاع غزة، أقرّت الصحيفة في مقال لمراسل الشمال والشؤون العسكرية فيها، آفي أشكنازي، بأن «إسرائيل خسرت المعركة في الساعة 6:28، صباح الـ7 من تشرين الأول»، أي منذ اللحظات الأولى لاندلاع «طوفان الأقصى».

أما طوال الأشهر الـ9 التي تلت ذلك اليوم، فكانت «إسرائيل تحاول النهوض من الضربة والانتصار في الحرب»، حسبما أضافت الصحيفة، التي أوضحت أن هذه المدة طويلة لهذا النوع من الحرب.

وفي السياق نفسه، شدّدت «معاريف» على أن الحرب الحالية في قطاع غزة «تتعارض مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية»، كذلك، قارنت الصحيفة ما بين تشرين الأول 2023 وتشرين الأول 1973، مؤكدةً أن الإخفاق الإسرائيلي العام الماضي في وجه المقاومة في قطاع غزة «كان أشدّ من ذلك في حرب تشرين، منذ نحو 5 عقود»، مضيفة: إنّه «كان من المتوقّع من إسرائيل، التي كُويت بالماء المغلي في حرب مفاجئة ضدّ أقوى الجيوش في المنطقة، أن تكون في حالة تأهّب ومنتبهةً في وجه حماس».

وتساءلت «معاريف»: «كيف وصلنا إلى وضع تمكّنت فيه حماس المردوعة من أن تهزم لعدة ساعات الجيش القوي والكبير والتكنولوجي، مع جهاز الاستخبارات الذي يؤدي دور البطولة في قائمة أفضل 10 جيوش في العالم؟»، وفي هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أن التحقيقات التي أجراها الجيش و«الشاباك»، والتي تم تقديمها إلى رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، تشير إلى «وجود قصور»، كما شكّكت في إمكان إجراء تحقيق جدي بشأن إخفاق الـ7 من تشرين الأول في ظل الحكومة الحالية.

وأوضحت أن «المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل، عملياً في عمى تام في وجه حماس»، في حين كانت العقيدة المتّبعة تجاهها في الجنوب «خاطئة»، وأضافت إن «التسييس دخل إلى الجيش والمؤسسة الأمنية والعسكرية، وأثّر في عملية صنع القرار والخطوات الأمنية»، في وقت «اعتُبر الجيش غير مبالٍ وغير منتبه، وغير قادر على القتال»، على نحو أدى إلى أن تكون معركة احتواء حماس والمقاومة «غير منظّمة وخارجةً عن السيطرة».

يُضاف ما قالته «معاريف» في هذا المقال، إلى الأرقام التي أوردتها في صفحتها الأولى، وهي تؤكد أن «إسرائيل في جحيم، ولا تزال عالقةً عميقاً في مستنقع غزة»، بعد 9 أشهر على الحرب.

Exit mobile version