Site icon صحيفة الوطن

ابتسم من فضلك!

| عصام داري

أن تبدأ يومك بابتسامة فهذا جيد، لكن الأكثر جودة أن ترسم ابتسامة على وجوه الآخرين، وخاصة أولئك الذين أتعبتهم الأعوام وغدر الزمان والأحزان الوافدة والمقيمة.

الابتسامة عنوان النفوس الفرحة، أما العبوس فهو عنوان النكد والهموم والقرف الذي يقابلنا على هيئة إنسان.

الفرح سهل لمن أتقن لغة الحياة والحب والخير، لكنه أصعب مهمة لمن امتهنوا صناعة الكراهية والبغضاء وروجوا ويروجون لأحقاد أزلية أو حديثة و«مبتكرة»! من صنع الخيالات المريضة.

واليوم أعود لأعلن للمرة المليون أنني من رواد مدرسة الفرح والحب واللون الأبيض الناصع، وتعدد الألوان والأطياف والأفكار، هكذا هي شرعة حياتي، ولن تتبدل.

سأظل عالقاً في زماني الجميل، أيام كان الحب زهرة تنعش النفوس، وأيام كانت مجرد لمسة ليد الحبيب تشعل النار في القلوب، ومع أن القلب دخل مرحلة الشيخوخة، فإنني مع الأغنية التي تقول: قلبك شب بتبقى شب ولو عمرك فوق المية.

في عالمي وزماني الجميل أستعيد اللحظات الحلوة التي مرت في حياتي كلما حاصرتني الهموم والمشاكل والأحزان، أتذكر علاقات حب قديمة عندما يواجهنا القحط والجفاف والكراهية والبغضاء التي صارت من أكثر العملات تداولاً في هذا الزمن الموبوء المسكون بالأنانية والمصالح الخاصة الرخيصة في كثير من الأحيان.

أعشق الماضي بكل حلاوته ومرارته التي هي أحلى من حلاوة هذه الأيام العصيبة والغريبة والرهيبة.

نؤمن بأننا قادرون على قتل اليأس، والانتصار على الكآبة وتحويل الحزن إلى مساحة جديدة للفرح، على الرغم من كل الظروف القاسية، والتيارات الجارفة من الأحقاد والكراهية والبغضاء.

نكتشف أن الحياة حلوة، ولا يعرف طعم هذه الحلاوة إلا من تذوق مرارة وعلقم الحياة، هي حال الدنيا، والنصر يكتب لذوي النفس الطويل وعشاق الحياة وأصحاب القلوب العاشقة والمفعمة بالحب والمحبة.

قد نشعر في لحظة قاسية، أليمة، حزينة، أن كل الأبواب قد أغلقت في وجوهنا، وينسكب الحزن شلالات في النفوس والأرواح، ونظن أن النهاية اقتربت، عندها نرى أن الموت يستوي بالحياة، وتخترق الكآبة كياننا وتتوقف عجلة الزمن.

ننسى أيام الفرح التي مرت علينا، ولحظات العشق التي عشناها بشغف وحبور، والسهرات السحرية التي شكلت محطات حلوة في دربنا الطويل، لكننا في تلك اللحظة نفسها نستيقظ قصة منسية، أو يتسلل إلى أسماعنا لحن ساحر، أو قصيدة خالدة عشقنا حروفها وذكريات حب أشعلت أياماً من أعمارنا.

ذكريات توقظ تلك الأحاسيس التي كانت لنا ثروة وحصاد عمر، وحكاية صارت من الماضي الجميل، والزمن الجميل الذي نتوق إليه ونتحدث عنه مع كل إشراق شمس وغروبها. هي أحلى ذكريات العمر.

رغم كل ما جرى ويجري سنظل عشاقاً للحياة والجمال والفرح، ننشر المحبة في كل مكان، ونزرع الحب في النفوس، ولن نيئس، وها نحن نبدأ رحلة الخروج من الظلام إلى النور، ومن الجحيم إلى الجنة.

Exit mobile version