Site icon صحيفة الوطن

الاتحاد الآسيوي يغرم سلتنا بخمسين ألف دولار فمن المسؤول؟ وهل من محاسبة؟

| مهند الحسني

يتداول الناس المثل العربي القائل (أحشفاً وسوء كيلة) بلغة الوجع والخيبة، وقصة هذا المثل كما يقال، إن رجلاً اشترى من رجل تمراً، فأعطاه حشفاً وهو (التمر الرديء) الذي ليس له نوى لشدة رداءته، ثم أساء له في الكيل والوزن، فقال له: أحشفاً وسوء كيلة؟!

مهازل وأخطاء

ويبدو أن اتحاد كرة السلة العتيد وبعد مهازل الدوري التنظيمية وبعد اختراعه لنظام اللوائح المطاطية المرنة القادرة على الشد والرخي بكل الاتجاهات، وبعد ملفات المنتخبات الخاسرة وبعد ملفات الرعاية القاصرة، وبعد أن حاق الفشل من كل الاتجاهات بعمل الاتحاد حتى وصل الأمر لملفات فساد مالي أقصي على أثرها أحد أعضاء اللجان الفاعلة في الاتحاد.

ها هو اليوم اتحاد السلة يتحفنا بهزيمة تنظيمية مركبة تجمع الفشل الفني مع الإداري مع المالي، أما على الصعيد الفني فقد حرم الاتحاد منتخبنا للناشئين تحت 18 سنة من فرصة المشاركة والاحتكاك في بطولة غرب آسيا التي ستنطلق يوم الخميس بالعراق.

وإدارياً من الواضح تماماً عشوائية العمل في اتخاذ القرارات، فمرة نريد المشاركة وأخرى لا، ومرة نراسل الاتحاد الآسيوي لطلب المشاركة، ومرة نريد الاعتذار، ونحن لا ندري حتى اللحظة لماذا طلب الاتحاد المشاركة في بطولة آسيا للناشئات، ومن ثم لماذا طلب الاعتذار؟ ما يعكس الغوغائية في العمل والعشوائية في وضع أجندة مشاركة المنتخبات، أما مالياً فإذا كان عذر الاتحاد في التهرب من المشاركة هو عدم توافر المال، ها هو اليوم يغرم بمبلغ مقداره خمسون ألف دولار جراء الانسحاب من البطولة وهذا المبلغ كان كفيلاً بتغطية مصاريف المشاركة ومعسكر الإعداد، وكان كفيلاً أيضاً بدرء شر العقوبات عن سلتنا الوطنية.

للذكرى فقط

نذكر اليوم الذي خرج فيه نجم السلة السورية أنور عبد الحي مطالباً بالتحقيق في قضية عدم مشاركة أحد لاعبي منتخب الرجال، ومن المقصر والمسؤول عن عدم مشاركته، ورهن استمراره في عمله كرئيس للجنة المنتخبات الوطنية بإجراء هذا التحقيق، ومحاسبة المقصر أو المقصرين، واليوم نرى في موقف مطابق ومشابه مشاركة فاتت على منتخب السيدات دون بيان الأسباب وغرامة مالية كبيرة جداً سلتنا بأمس الحاجة إليها، لكن أصابع الإهمال وأيادي الجهل ألقت بسلتنا إلى حيث لا نتمنى، وحيث لا تستحق، وهدرت مئات الملايين من الدولارات.

مرور الكرام

نخشى ما نخشاه أن تمر هذه القضية كما مر ما سابقها وأن تقيد ضد مجهول، وأن يعصف الإهمال مجدداً بسلتنا وأن تضيع الملايين كما ضاعت عندما انسحب منتخب الرجال من المشاركة في البطولة العربية للرجال التي كانت مقررة في دبي وفرض يومها الاتحاد العربي لكرة السلة على سلتنا غرامة مالية بقيمة عشرة آلاف دولار، كما تداول الكثير من وسائل الإعلام وأنكرها اتحاد كرة السلة.

ولكن اليوم لا مجال للتبرير أو الإنكار، فقد صدر القرار بشكل رسمي وعلني بفرض الغرامة والعقوبة في خطوة تأديبية تعكس استياء الاتحاد القاري من الفوضى التي يعيشها اتحاد كرة السلة السوري والتي بدأت آثارها تمتد خارج الأروقة المحلية.

وإذا كان الحساب غائباً محلياً ويضع الاتحاد أذن الجرة حيثما أراد، ولكن هذا الأمر لا ينطلي على المؤسسات المحترفة خارجياً والتي تعترف بالعمل المؤسساتي الاحترافي، وليس بكم ثلاثية سجل رئيس الاتحاد عندما كان لاعباً أو كم بطولة دوري حقق أعضاء الاتحاد عندما كانوا أعضاء إداريين أو لاعبين في أنديتهم.

خلاصة

متى ستصحو قيادة الرياضة وتستيقظ من كابوس النجوم والبطولات التي ثبت أنها خلبية وليست ذات أثر ملموس إدارياً، بل قادت سلتنا نحو التخبط والعشوائية والتراجع على صعيد المنتخبات والفوضى على صعيد المنافسات المحلية.

Exit mobile version