| حاوره مهند الحسني
لم تكد سلتنا الوطنية أن تنتهي من مشكلة حتى تجد نفسها أمام مشكلة أكثر تعقيداً، فبعد قرار انسحاب منتخب الناشئات من بطولة آسيا والتي أقيمت بالصين، سارع الاتحاد الآسيوي إلى تطبيق الأنظمة والقوانين على سلتنا الوطنية وحرمها من المشاركة لمنتخبات الفئات العمرية لمدة ستة أشهر مع غرامة مالية قدرها خمسون ألف دولار كانت كافية لاستياء القائمين على سلتنا الذين لم يكن في بالهم مثل هذه العقوبة وخاصة أن المنظومة الرياضية تعاني الأمرين من شح الإمكانات المادية.
فمن المسؤول عن قرار الانسحاب رغم دخوله التحضيرات، ولماذا لم تقدم القيادة الرياضية الدعم للمنتخب بسبب عدم قدرة الاتحاد على تأمين الرعاية له، ومن سيتحمل دفع هذه الغرامة.
كل هذه الأسئلة طرحتها «الوطن» على عضو المكتب التنفيذي مسؤول الألعاب الجماعية عبد الناصر كركو الجاسم من خلال اللقاء التالي:
ما تقييم مستوى السلة السورية بشكل عام في المرحلة الحالية؟
بصراحة اتحاد السلة وللأمانة وبعيداً عن الأشخاص فهو يعمل بكل طاقته في سبيل تطوير مستوى اللعبة على الصعيد الداخلي، أما خارجياً فله محاولات من خلال المشاركة بالبطولات العربية والقارية، بالنسبة للدوري السوري يعد مقبولاً نوعاً ما، ولكن ليس بمستوى الطموح الذي نريده كجماهير، نحن نحتاج إلى سنوات طويلة حتى نصل لمستوى الدول المجاورة على أقل تقدير، التطوير بحاجة إلى عمل مضن ومتابعة مستمرة وتنفيذ صحيح على أرض الواقع، لكن الاتحاد يمتلك الأدوات وهو بحاجة للوقت.
لكونك مشرف ألعاب جماعية هل لديكم مشاورات مع القائمين على اللعبة وهل لكم دور إشرافي؟
طبعا أنا رئيس مكتب الألعاب الجماعية، وجميع مخاطبات اتحاد السلة تصل لمكتبي بشكل رسمي، وأنا بدوري أقوم برفعها للقيادة الرياضية بعد دراستها، واتحاد السلة متعاون معنا بهذه الأمور إلى أبعد درجة، وأنا على تواصل دائم مع الاتحاد شبه يومي نتشاور بهموم اللعبة، وهناك جلسات عديدة بهذا الخصوص واجتماعات مستمرة، فأنا شريك أساسي مع اتحاد السلة.
هل أنتم راضون عن عمل اتحاد السلة الحالي منذ توليه مهامه؟
على الصعيد الداخلي هناك عمل جيد، أما خارجياً فنحن لم نصل للمستوى المطلوب لأننا بحاجة إلى فترات زمنية طويلة حتى يثمر عملنا، إضافة إلى جيل جديد من اللاعبين الشبان، وبكل صراحة هناك تضخم كبير بأعمار اللاعبين، وهذا لا يمكن أن يطور اللعبة، نحن بحاجة إلى إعادة النظر بموضوع الاهتمام بالقواعد حتى نسير على السكة الصحيحة ويكون حصاد عملنا مثمراً.
منذ توليكم كان هناك دعم مالي كبير لاتحاد السلة فما سبب تراجع نسبة هذا الدعم؟
لا يوجد أي تراجع بنسبة الدعم لأي اتحاد يتبع لنا في حال كان الدعم متوافراً والإمكانات المادية متاحة، ونحن قدمنا لاتحاد السلة الكثير في الفترات السابقة، لكن نحن كقيادة رياضية علينا أعباء كبيرة ومنتخبات كثيرة، وأحياناً نستطيع أن نقدم وأحياناً لا نستطيع حسب الميزانيات المتوافرة لدينا وأكيد نحن لا نقصر أبداً.
ما سبب رفضكم مشاركة منتخب الناشئات في بطولة آسيا بالصين؟
نحن لم نرفض المشاركة، وقد وافقنا على كتاب اتحاد السلة والذي أكد عبر كتابه بأنه نجح في تأمين شركة راعية للمشاركة في بطولة آسيا بجميع تفاصيلها بما فيها تأمين تذاكر الطيران، وحتى أن اسمي كان ضمن أفراد البعثة.
ما الذي حصل حتى تم إلغاء المشاركة للمنتخب رغم أنه تحضر؟
لا أعرف، ولكن يبدو أن الاتحاد لم يتمكن من تأمين تكاليف المشاركة حسب ما أكد في كتابه الأول عندما أشار إلى أنه نجح بتأمين كافة تكاليف المشاركة والبالغة 12 ألف دولار أو ما يعادلها بالليرة السورية، حتى أنه نجح في تأمين شركة راعية لملابس وتجهيزات لاعبات المنتخب، ونحن وافقنا بناء على كلام الاتحاد.
لكونك مشرف ألعاب ألم تستفسر من الاتحاد سبب إلغاء المشاركة بعد تحضير المنتخب؟
أعتقد بأن سبب الانسحاب من بطولة آسيا هو عدم قدرة الاتحاد على تأمين جميع تكاليف المشاركة مادياً.
بعد إخفاق الاتحاد في تأمين الرعاية للمنتخب أين دوركم كقيادة في تأمين تكاليف المشاركة؟
أكيد نحن داعمون لجميع المنتخبات، لكن أحياناً تمر علينا بعض الفترات نعاني منها من ضعف السيولة المادية، لكن نحن وافقنا على قرار المشاركة والكرة كانت بملعب اتحاد السلة.
لماذا لم يكن لديكم دور إيجابي في تأمين تكاليف المشاركة؟
موضوع الانسحاب لم يبحث أبداً وقد تفاجأنا به من اتحاد كرة السلة.
هل صحيح تكاليف تذاكر الطيران وصلت إلى21 ألف دولار، وهذا المبلغ كان كبيراً لكم؟
أنا تحدثت مع الكابتن طريف رئيس الاتحاد ووافقنا على تحمل الاتحاد الرياضي العام نسبة خمسين بالمئة من تكاليف المشاركة بعد قرار الانسحاب.
طالما أن شعاركم دعم المنتخبات فلماذا لم تدعموا مشاركة هذا المنتخب؟
كما قلت لك سابقاً أحياناً لا يتوافر في خزينة الاتحاد الرياضي العام مثل هذه المبالغ، وأنا كنت مسافراً خارج المدينة حين قرر الاتحاد الاعتذار عن المشاركة.
ألا يعد ذلك تدخلاً في شؤون الاتحاد الفنية؟
لا أبداً نحن لا نتدخل بالأمور الفنية لأي اتحاد، نحن نتناقش في الأمور الإدارية، وغير ذلك نتركه لاتحاد السلة المعني في الأمور الفنية ومصلحة اللعبة.
هل كنتم على علم ودراية بأن وراء هذا الانسحاب عقوبة وغرامة مالية؟
لا أبداً لم نكن نعرف بأن هناك أي عقوبة أو غرامة مالية علينا من الاتحاد الآسيوي.
برأيك من سيتحمل دفع قيمة هذه الغرامة المالية الكبيرة؟
إن شاء اللـه سنحاول أن نتواصل مع الاتحاد الآسيوي بكتب رسمية من أجل إعادة النظر بموضوع العقوبة والعمل على إلغائها.
أنتم تتعاملون مع مؤسسات احترافية تعمل ضمن الأنظمة والقوانين بعيداً عن سياسة تبويس الشوارب؟
شيء أكيد لكن لدينا ظروف خاصة وأعذار يمكن أن يقبل بها الاتحاد الآسيوي وسنحاول وضع القائمين فيه بحقيقة ما حصل عسى ولعل ننجح في إلغاء هذه العقوبة.
وفي حال الرفض من سيتحمل دفع هذه الغرامة المالية؟
نحن دفعنا غرامات مالية كبيرة على الأندية في المرحلة الماضية، فهل سنترك اتحاد السلة وحيداً أمام هذه المشكلة، في حال اضطر الأمر وفشلنا في إلغاء العقوبة فلن نترك الاتحاد وحده.
اتحاد السلة مجتهد في الكثير من الأمور لكن هناك منغصات فلماذا لم تعملوا على تذليلها؟
ليست كل الأمور بأيدينا، كما قلت اتحاد السلة مجتهد ونشيط وعندما تدخل مبنى الاتحاد تدرك حقيقة ما أتحدث عنه، لكن قرار الانسحاب خطأ وسوف تتم معالجته بأي طريقة، لكن بالمقابل المكتب التنفيذي لا يتحمل جريرة عدم المشاركة وقرار الانسحاب، لأننا أصدرنا قرار الإيفاد بناء على كتاب اتحاد السلة الذي أكد بأنه نجح بتأمين كل تكاليف المشاركة، ولو وضعنا الاتحاد بصورة الوضع منذ البداية بأنه لا يملك هذه التكاليف لكنا حينها أخذنا القرار المناسب من تثبيت قرار المشاركة من عدمها.
تذاكر سفر المنتخبات أليس تأمينها من مهام المكتب التنفيذي؟
حسب كتاب اتحاد السلة الذي وصلنا بأنه متكفل بكل تكاليف المشاركة حتى تذاكر الطيران والكتاب موجود لدينا، لذلك لا يوجد علينا أي ملامة واتحاد السلة هو الذي قرر الانسحاب وليس نحن.
هل اجتمعت مع رئيس الاتحاد وتناقشت معه بموضوع الانسحاب؟
لا لم اجتمع معه لأني كنت خارج مدينة دمشق، لكن سيكون لدينا اجتماعات قريباً.
هل لديكم أي تصورات عن انتخابات اتحاد السلة القادمة؟
لا أبداً ليس لدينا أي تصورات ولن يكون لنا أي تدخلات مع طرف على حساب الآخر لأننا نقف على مسافة واحدة من الجميع وأي فريق قادم للعمل بالاتحاد سندعمه حتماً.