Site icon صحيفة الوطن

هل ستعود صالة الجلاء مجدداً لخدمة الرياضة والرياضيين

| مهند الحسني

ندرك جميعاً أن السلة السورية تعاني بشكل عام والدمشقية على وجه الخصوص من ضعف بالبنى التحتية وخاصة في موضوع توافر الصالات التدريبية، فالعاصمة دمشق لديها العديد من الصالات التدريبية لكن الضغط الأكبر نراه على صالة الفيحاء الرئيسية والفرعية، أما باقي الصالات فهي خارج تغطية الخدمة وخاصة صالة الجلاء التي لم نعد نعرف هل تابعة للاتحاد الرياضي أم باتت مستقرة؟

منشآت ولكن..!

لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن أرض وطننا تحفل بالمدن الأثرية المنسية مثل دير سمعان ودير سنبل ومدن أخرى كثيرة، فإن رياضتنا وبفضل ما عانته من سوء إدارة وخروج عن أهداف المنظمة فقد تحولت لمدن رياضية بالاسم فقط، ولكنها منسية فعلاً بعد أن نسيها الرياضيون بسبب خروجها من الخدمة لأسباب متعددة، فمنها الخارجي بسبب ما تعرضت له من تدمير بسبب الأعمال الإرهابية في سنوات الحرب، ومنها ما خرج بسبب إدارات وعقول لا تمت للرياضة بصلة حوّلت هذه المدن إلى مرتع لاستقبال الأحباب والموسرين بعد أن سوّق مديرو هذه المدن أنفسهم على أنهم حريصون على المال العام، وأنهم يحققون إيرادات مالية للمنظمة.

وقد لاقى هذا النغم الشاذ آذاناً مصغية لدى بعض القائمين على الرياضة في المرحلة السابقة، فغنى كل على ليلاه، فأسهل الحلول على من يريد أن يمرر مصالحه الشخصية أن يتستر برداء المصلحة العامة، ونسي هؤلاء أن الوظيفة التي بنيت من أجلها المدن هي خدمة الرياضة والرياضيين، وإلا لكانت سميت بالمدن الاستثمارية أو السياحية، وتم إتباعها لوزارة السياحة بدلاً من الاتحاد الرياضي العام.

حقائق قاسية

لم تشهد الرياضة السورية إجراماً بحق منشآتها مشابهاً لما عاشته في العقد الأخير، وإذا أردنا أمثلة حية على هذا التخريب المدروس والغايات الشخصية في حرف المنشآت عن وظائفها، لما اتسعت صحف المجلدات لهذه الأمثلة، ففي حلب صالات وملاعب ترزح تحت الإهمال وضعف الصيانة وأماكن تضيق باحتياجات الأندية، وفي حمص صالات لا تصلح لتخزين أشعة الشمس ولا ضوء القمر، وإستاد يتجول من يد لأخرى بحثاً عن يد مهتمة بالمصلحة العامة تزيل عقبات الصيانة، أما في دمشق فهي تحفة التحف وتضم أكبر وأكثر المدن الرياضة المنسية، فمدينة الجلاء شهدت فيما مضى أكبر الأحداث الرياضية العربية والقارية والمحلية، وخرج من صالاتها نجوم كرة السلة واليد والطائرة، ومن مسابحها أبطال السباحة التاريخيون، واحتضنت أهم المعسكرات التدريبية للمنتخبات في مراحل التحضير لدورة المتوسط والدورات العربية، هذه المدينة لم يغرقها الزمن بالرمل والتراب، ولم يهجرها الرياضيون بسبب القحط، ولم تنس لأن أهلها هجروها، بل أصبحت منسية بفضل القائمين عليها فتحولت من مدينة تستقبل الرياضيين إلى مجمع لاستقبال المدارس الخاصة التعليمية والرياضية وأصحاب الكروش والقروش.

ما نتمناه

المكتب التنفيذي الحالي الذي يقوده رياضي حقيقي نأمل منه محاسبة كل من تسوّل له نفسه بحرف المنشآت عن غايتها الحقيقية، فالمدرسة للطالب والمشفى للمريض، والمتحف للآثار، والمتنزهات للسياحة، والمدن الرياضية للرياضة، والرياضة فقط، وتبقى أبوابها مفتوحة للرياضيين والبطولات، وليس من مهامها استقبال مهرجانات أو ألعاب تيلي ماتش، أو السيرك وما شابه ذلك.

خلاصة

من لا يجد نفسه معيناً بخدمة الرياضيين واستقبال تدريباتهم واستضافة بطولاتهم، فليبحث له عن مكان في مديرية المدن المنسية، وليترك الرياضة بحالها ولأهلها، ولن يطول الأمر بالمكتب التنفيذي لوضع الأمور في نصابها ومكانها، وتعود المدن الرياضة واجهة حقيقية لبناء رياضي سليم يرتقي لمستوى الطموح والأمل.

فإلى متى ستبقى صالة نادي الجلاء خارج خدمة رياضيي العاصمة وريفها وبالمقابل تبقى صالة الفيحاء ترزح تحت ضغط أعباء تمارين جميع هذه الأندية؟

سؤال نترك الإجابة عنه للغيورين على رياضة وطننا الغالي فهل من مجيب؟

Exit mobile version