Site icon صحيفة الوطن

جهود صينية متواصلة في إطار المصالحة الفلسطينية بعد جولة الحوار في موسكو … حماس: تلقينا دعوة للقاء وطني شامل في بكين الشهر الجاري

تواصل الصين جهودها في إطار المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، إذ أعلن مسؤولان في حركة حماس أن الترتيبات جارية لعقد لقاء «فصائلي» نهاية الشهر الجاري في العاصمة بكين، وهو ما يشكل استكمالاً للمحادثات التي استضافتها الصين في نيسان الماضي وجمعت حينها حركتي حماس وفتح وباقي الفصائل الفلسطينية.

وفي تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، أن الترتيبات جارية لعقد لقاء فصائلي فلسطيني بالعاصمة الصينية بكين نهاية الشهر الجاري، نافياً في الوقت ذاته صحة ما تردد عن ترتيبات لعقد لقاء ثنائي بين حركتي فتح وحماس السبت المقبل.

وقال نعيم أمس الثلاثاء: «هناك ترتيبات لعقد لقاء فصائلي جماعي نهاية الشهر الجاري في بكين»، وأضاف: إن «المعلومات التي تتحدث عن عقد لقاء ثنائي منفرد بين حركتي فتح وحماس في بكين غير صحيحة»، واستضافت العاصمة الصينية لقاء جمع فتح وحماس بباقي الفصائل الفلسطينية نهاية نيسان الماضي بهدف مناقشة جهود المصالحة وإنهاء الانقسامات السياسية المستمرة منذ نحو 17 عاماً.

وحينها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي: «وصل ممثلون عن حركة فتح وحركة حماس إلى بكين لإجراء حوار عميق وصريح»، وأشارت إلى أن الجانبين «اتفقا على مواصلة مسار المحادثات لتحقيق التضامن والوحدة الفلسطينية في وقت قريب».

في السياق، نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن القيادي في حركة حماس حسام بدران قوله أمس الثلاثاء: «‎تلقت حماس والفصائل الفلسطينية دعوة مشكورة من جمهورية الصين الشعبية لعقد لقاء فصائلي موسع يومي الـ21 والـ22 من هذا الشهر»، وأضاف: «تعاملت الحركة بروح إيجابية ومسؤولية وطنية مع هذه الدعوة حرصاً على تحقيق وحدة وطنية تليق بشعبنا الفلسطيني وتتناسب مع تضحياته وبطولاته، خاصة في ظل معركة طوفان الأقصى».

وأكد بدران أن اللقاء المرتقب في الصين هو «وطني شامل يضم مختلف الفصائل الفلسطينية»، لافتاً إلى عدم وجود «ترتيبات للقاءات ثنائية»، وبخصوص ما سيتم بحثه خلال اللقاء، قال بدران: «نعتقد أنه يمكن البناء على مخرجات اللقاء السابق الذي عقد في بكين نيسان الماضي، ونأمل من الآخرين ألا يتراجعوا عنها».

وفي الثلاثين من نيسان الماضي، قالت الصين: إنها عقدت لقاءات «مصالحة وطنية» بين حركتي «حماس» و»فتح»، وأوضحت الخارجية الصينية في بيان آنذاك، أن الطرفين أحرزا «تقدماً مشجّعاً في قضايا عدة».

وجدد القيادي في حماس تأكيد حركته «استعدادها الكامل للمشاركة في هذا اللقاء الوطني وكل اللقاءات الأخرى بروح إيجابية، سعياً لتحقيق الوحدة الوطنية»، لافتاً إلى أن حركته «ستبقى الأحرص على مصالح شعبنا وتطلعاته للحرية والتحرير».

وفي وقت سابق، قال ثلاثة قادة بحركة «فتح» الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن لقاء يجمع حركتي «فتح» و«حماس» سيعقد في العشرين من تموز الجاري في الصين، مؤكدين مشاركة حركتهم فيه.

وكان من المفترض عقد الجولة الثانية من الحوار الفلسطيني في الثالث والعشرين من حزيران الماضي، لكنه تعطل وأُجّل برغبة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حسبما أعلنت فصائل فلسطينية بينها حركة حماس حينها.

وفي الرابع والعشرين من حزيران الماضي، قال بدران رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس في بيان: «استجبنا لدعوة الأصدقاء في الصين والمتعلقة بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعاملنا معها بإيجابية عالية ومسؤولية كبيرة»، وأضاف: «هذه الدعوة التي كانت خطواتها واضحة منذ البداية، إذ يكون اللقاء الأول ثنائياً بين حماس وفتح، وهذا ما جرى في نيسان على أن يتبعه لقاء موسع يضم الفصائل الفلسطينية، والذي كان من المفترض أن يكون في هذا اليوم»، وتابع: إنه «مع بداية التجهيزات لسفر الوفود اتصل رئيس السلطة الفلسطينية بالجانب الصيني وأبلغهم برفض المشاركة في اللقاء الموسع، من دون تقديم أي مبررات منطقية»، معرباً عن أسفه لهذا الموقف «الذي يعطل التوصل إلى توافق وطني في مرحلة حساسة وحرجة».

فتح من جهتها جددت وقتذاك في بيان «تقديرها الكبير للجهود الصينية التي استضافت الحوار الوطني بين حركتي فتح وحماس في جمهورية الصين، ورغبتها في ضمان نجاح الجهود الصينية المقدرة»، محملة في الوقت ذاته «حماس مسؤولية إفشال كل الحوارات التي جرت في السابق».

وتأتي جولات الحوار الفلسطيني في بكين بعد جولة من الحوار جمعت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو شباط الماضي، وعلى الرغم من أن اللقاء يجمع ما يقارب 14 فصيلاً فلسطينياً، فإن الأنظار، حسب مراقبين، تتجه إلى حركتي حماس وفتح باعتبارهما طرفي الانقسام.

Exit mobile version