Site icon صحيفة الوطن

نادي جبلة في زوبعة عصر المال

| جبلة-خالد عكو

أقل من أسبوع يفصلنا عن انتخابات إدارة نادي جبلة الرياضي والمزمع إقامتها يوم الأربعاء القادم على حسب الموعد المؤجل الذي أقره الاتحاد الرياضي بعدم ترشح أحد لشغر سدة الإدارة، وتقول بعض التخمينات إن المؤتمر الانتخابي قد لا يعقد أصلا في حال تكرار عدم ترشح أحد للمنصب، ما يعني لجوء الاتحاد الرياضي لتعيين الإدارة كثابتة أو مؤقتة، وهنا نسأل ما الظروف القاتمة التي أوصلت الكرة في نادي جبلة أحد أقطاب الكرة السورية إلى هذا الهوان؟ وهل من المعقول ألا يتصدى أحد لهذه المهمة في أحد أكثر الأندية شعبية في بلدنا الحبيب؟

وبلا شك فإن العبء المادي هو السبب الأول إن لم يكن الوحيد لعدم تصدي أحد لهذه المهمة الصعبة، وهنا ولكي لا نتحدث عن الماضي الذي لا يفيد وعن الفرص المادية التي امتلكها النادي سابقاً لتفادي عاصفة المال التي تعصف بجميع أندية الكرة حول العالم، يجب أن يطرح أهم سؤال من محبي النادي والقائمين على رياضة اللاذقية… وهو هل هناك يا ترى حلول استثمارية فعالة يمكن استعمالها لإعادة ضخ الأموال لخزينة النادي (ولو بعد حين)؟

الرياضة اختلفت وصار أساسها المال الذي بات يتحكم بأدنى مقومات النشاط الرياضي في أنحاء المعمورة، وعلى القائمين على الرياضة في محافظة اللاذقية حث أي إدارة جديدة يتم تشكيلها على الاهتمام بإنشاء الاستثمارات المستقبلية التي قد لا تثمر فوراً… ولكنها بالتأكيد الحل الوحيد لجميع مشاكل النادي، ولا أريد أن أكون متشائماً، ولكن إن لم يتم الاهتمام بهذا الأمر، فلربما لن نرى نادي جبلة في الدرجة الأولى، وسيظل الأمر متعلقاً بإرادة أحد الداعمين، علماً أنه من غير المنطقي تجارياً ولا عقلياً أن يقدم الداعم المال من دون أدنى مقابل كل عام، وأنا أكاد أجزم أنه لا أحد من داعمي الأندية في بلدنا قادر أن يقدم الدعم لخزينة ناديه لمدة عشر سنوات في أيامنا هذه. ما يعني أن أنديتنا تفتقد أدنى مقومات الاستقرار.

ومع كرهي للغة التي أتحدث بها في هذه المقالة وهي لغة المال التي باتت اللغة الوحيدة الحاكمة كروياً في أقوى البطولات في العالم، ما جعلنا نشك حتى بتلاعب تحكيمي في أقوى البطولات رغم وجود «الفار»، (وما بطولة دوري أبطال أوروبا أو أمم أوروبا الأخيرة بمثالين بعيدين)، فإنه لا مناص من الاعتراف بأن هذا الوضع هو القائم عالمياً بشكل جلف ومزمن.

على كل من يدري ما تحمله العقود القادمة فقد نرى صحوة عالمية لإعادة الأمور إلى نصابها وإبعاد المال عن الرياضة، وإن كانت ستظهر دعوات كهذه فستصدر بالتأكيد من أبناء الأندية التاريخية التي تباع وتشترى في سوق الأسهم الأوروبية من دون أي اهتمام لرغبات أبناء النادي، كما قد تصدر الصحوة من اللاعبين حول العالم الذين باتوا البقرة الحلوب التي يتم حلبها حتى آخر نقطة، فنرى اللاعب يلعب كل يومين وثلاثة، وكل يوم نسمع عن اختراع بطولة جديدة، وتوسيع بطولة حالية، وكل هذا لإشباع رأس المال النهم الذي لن يتوقف قبل تدمير الرياضة وصحة اللاعبين الذين لن يتحملوا كل هذا الجهد.

Exit mobile version