Site icon صحيفة الوطن

ردود فعل متباينة إزاء قرار بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة الأميركية … هاريس تبدأ حملتها الانتخابية بجمع 47 مليون دولار في يوم واحد

بدأت نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس، حملتها الرئاسية وأجرت عدة اتصالات لجمع التبرعات، وفق ما نقلت شبكة «آي بي سي» الأميركية عن مصدر مطلع، وذلك بعد أن أعلن جو بايدن أول من أمس الأحد تنحيه عن ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني القادم، وسط تباين في ردود الفعل المحلية والدولية.

وأعلنت هاريس، حسب وسائل إعلام أميركية، أنها ستبدأ حملتها خلال الأيام المقبلة، وأشارت إلى أنها ستطرح اختلافات بين رؤيتها ورؤية مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقالت في رسالة لمؤيديها: «أتشرف بالحصول على تأييد الرئيس جو بايدن لخوض الانتخابات وأسعى للفوز بها»، مضيفةً: إن الظرف الحالي والانتخابات المقبلة ليست عادية، داعيةً الأميركيين إلى التبرع من أجل حملتها.

وبعد إعلان انسحابه من السباق الرئاسي، أكد بايدن دعمه الكامل لهاريس كمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، في حين علّق ترامب على خطوة بايدن بالقول: إن «بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق»، وأضاف: «أعتقد أن هزيمة نائبته هاريس ستكون أسهل من هزيمته».

وانسحب بايدن من مضمار الانتخابات لتنطلق هاريس انطلاقةً قوية وسريعة، وسط ارتفاع آمال أنصار الحزب الديمقراطي في القدرة على مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ووصل حجم تبرعات الأميركيين لمصلحة الحملة الانتخابية لهاريس خلال ساعات قليلة من انطلاقتها إلى 46.7 مليون دولار، وفق ما ذكرت منصة جمع التبرعات، «أكت بلو»، في حسابها على موقع «إكس».

ولفتت المنصة إلى أن هذا المبلغ يعد الأكبر خلال يوم واحد، في تبرعات الانتخابات منذ بداية العام، جاء ذلك في حين ذكرت شبكة «بلومبرغ» الأميركية أن فريق الرئيس الأميركي جو بايدن، يسعى للوصول إلى إنجاز على مستوى السياسة الخارجية يميز حكومته ويعوّض علامات الوهن المتعددة التي شابت فترة رئاسته.

ولفتت الشبكة إلى أنه رغم خروج بايدن من سباق 2024 للوصول إلى البيت الأبيض، إلا أن فريقه يشير إلى أنه لا يزال «حاضراً عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية»، فبعد ساعات من إعلان بايدن أنه لن يسعى لولاية ثانية، كتب وزير الخارجية وكبير دبلوماسييه أنتوني بلينكن، إن «الرئيس أعاد الزعامة الأميركية في جميع أنحاء العالم»، وأضاف: «أتطلع إلى البناء على هذا السجل معه على مدى الأشهر الستة المقبلة».

واعتُبر المنشور وفق «بلومبرغ»، بمثابة رسالة لا لبس فيها إلى الحلفاء والأعداء، بأنه لا ينوي التخلي عن الجهود الأميركية للتوسط في «اتفاق سلام بين إسرائيل وحماس»، والضغط من أجل المزيد من الأسلحة والتمويل لأوكرانيا، «والرد على الدعم الصيني للقوات الروسية التي تقاتل هناك».

وأضافت «بلومبرغ»، إنه لطالما اعتقد بايدن أن السياسة الخارجية هي إحدى نقاط قوته، إذ «إنها واحدة من الموضوعات التي تحدث عنها بثقة أكبر، حين جادل بأنه يجب أن يظل في السباق رغم التساؤلات حول تقدمه في السن وتراجع حدة براعته».

إعلان بايدن تنحيه عن الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة أثار ردود فعل متباينة، وبهذا الصدد، علّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على انسحاب بايدن قائلاً: إنه «ما تزال هناك 4 أشهر على موعد الانتخابات، وهذه فترة طويلة يمكن أن يتغيّر خلالها الكثير»، وأضاف: «علينا التحلي بالصبر ومراقبة ما يحدث بعناية»، أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فقال: إنه يعرف بايدن منذ سنوات، مشيراً إلى أنه «كرئيس، هو شريك للكنديين وصديق حقيقي».

من جهته، غرّد المستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة «إكس» قائلاً: إن بايدن «حقّق الكثير لبلاده ولأوروبا وللعالم»، وتابع: إن الولايات المتحدة «شريك جيد وموثوق بالنسبة لبرلين»، مضيفاً: إن قراره عدم الترشح مرة أخرى «يستحقّ التقدير».

بدوره، عبّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن احترامه لقرار بايدن، وأشار إلى أنه «يتطلّع إلى العمل معه خلال الفترة المتبقية من رئاسته»، وقال: «أعلم أنّه، كما فعل طوال حياته المهنية الرائعة، فإن بايدن سيكون قد اتخذ قراره بناءً على ما يعتقد أنه في مصلحة الشعب الأميركي».

كما أبدى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إعجابه وتقديره لـ«القرار الشجاع الذي اتخذه بايدن»، مشيراً إلى أنه «بفضل تصميمه وقيادته، تغلّبت الولايات المتحدة على الأزمة الاقتصادية بعد الجائحة والهجوم الخطير على مبنى الكابيتول»، ونيابةً عن شعب وحكومة أيرلندا، شكر رئيس الوزراء الآيرلندي سايمون هاريس، بايدن على « قيادته العالمية وصداقته وانسحابه من السباق الرئاسي».

وفي بيان نقلته «رويترز»، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره: إن بايدن «غلّب مصلحة بلاده»، مشيراً إلى أن هذا المنطق «يستحق الاحترام»، أما الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، فاعتبر أن قرار بايدن «صعب لكنه قوي»، معبّراً عن امتنانه «لدعمه الثابت لأوكرانيا الذي إلى جانب الدعم القوي من الحزبين في الولايات المتحدة، كان ولا يزال حاسماً».

بدوره، رحّب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس الإثنين، بالقرار «العقلاني والصائب» الذي اتخذه نظيره الأميركي جو بايدن، بإعلانه الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية.

Exit mobile version