| مايا سلامي- ت: طارق السعدوني
افتتح الفنان التشكيلي خير اللـه سليم معرضه الفردي «حالات إنسانية» في غاليري «آرت هاوس» بدمشق.
وبما يزيد على 30 لوحة صور الفنان مجموعة من القضايا الإنسانية المتعلقة بواقع المجتمع الحالي وما شهده من حالات رحيل وفراق متكررة تترك آثارها بالأشخاص الذين يعيشون مع طيف من غادروهم، فحملت أعماله جرعة من المشاعر والحالات المتضاربة التي وجد في الأنثى مفتاحاً للتعبير عنها لما تخبئه في داخلها من عالم يسوده الفرح والحزن والألم والأمل.
لقطات من المجتمع
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال الفنان التشكيلي خير اللـه سليم: «في معرض «حالات إنسانية» حاولت أن أجمع لقطات من المجتمع الذي عانى خلال السنوات الماضية في فترة الحرب، ووجدت أن المرأة أكثر شخصية يمكن أن تعبر لي عن هذه الحالات لأنها تجمع بداخلها كل شيء وتصل إلى مرحلة تكاد تكون فيها وطناً، ودخلت بالأوضاع الحديثة الحاصلة مؤخراً في البلد وهي الرغبة في الرحيل فقدمت مجموعة عن هذا الموضوع، فهؤلاء الشباب الذين يرغبون في الرحيل لا يعرفون أين سيذهبون، فحاولت تجسيد معاناتهم وأفكارهم بطرق مختلفة».
وأضاف: «اخترت ألوان الخريف في لوحاتي باعتبار أنني في خريف العمر وأشعر أن هذه الألوان موجودة بداخلي وأحبها كثيراً، ففي بعض الأحيان الألوان تسكن الفنان ولا يستطيع الخروج منها».
وأوضح أن الفن بالنسبة له هو تواصل مع المجتمع وليس فانتازيا لذلك ينبغي أن يقرأ ويفهم، وهو ليس فقط للحالة الجمالية والعرض أو للتجارة، وأنه يسعد عندما يفهم المشاهدون لوحاته أكثر عندما يقتنيها أحدهم.
وتابع: «أحب الأعمال بالحجم المتوسط لكن في هذا المعرض قدمت تجربة بلوحات صغيرة، وكنت أعتقد أنها صعبة علي لكنني نجحت فيها وحملت زخماً لونياً أكثر من غيرها».
زخم وتنوع
وبين مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد أن المعرض جميل جداً فيه الكثير من الحالات الإنسانية الراقية والمهمة، ولوحات مميزة تصور الأنثى بأوضاع وحالات مختلفة، منوهاً بأن التقنية والألوان التي استخدمها خير اللـه سليم كانت رائعة وأثبتت أنه فنان متمكن من أدواته.
وأشار إلى أنه في هذه الأيام نشهد زخماً وتنوعاً في المعارض مقارنه بالسنوات السابقة التي كانت فيها المعارض قليلة خلال هذه الفترة، موضحاً أن هذا يدل على أن سنة 2024 سنة فنية تشكيلية بامتياز وأنهم بصدد إطلاق أيام الفن التشكيلي السوري في الأول من الشهر العاشر المقبل.
معرض متلون
وأشار أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم إلى أن معرض الفنان خير اللـه سليم متلون لشخصية واحدة، بأكثر من تقنية وتشكيل، حاول أن يقدم الشخصية بوضعيات مختلفة وبألوان جديدة فيها شيء من روح الانطباعية.
محاولة مجتهدة
وأكد الفنان التشكيلي غازي عانا أن معرض حالات إنسانية هو استمرار بشكل أو بآخر لما أراد الفنان إيصاله من مشاعر صادقة لحظة الرسم، إضافة إلى قناعة الفنان بضرورة الاستمرار بالحياة بحلوها ومرها والأحلام التي تبخرت مكتفياً بتجسيد مقاطع منها في تلك اللوحات وغيرها من التي أنجزها خلال مسيرته الفنية الطويلة والمتنوعة بمحطاتها وعطاءاتها.
وكشف أن الفنان يرسم بعضاً من الواقع وكثيراً من المخيلة والحلم، منوهاً بأنها محاولة مجتهدة من خير اللـه سليم أن يجسد بعض ملامح أشخاص وأحبة رحلوا، ولم يزالوا في الجانب الآخر من الحياة، وحتى لا يتحولوا إلى مجرد أوهام ظلال يكرر المحاولة ومن غير ملل أو يأس لاستحضار ولو بعض الحقيقة الغائبة التي لا تشبه سوى أحلام ملونة بأوجاع الحياة، فيرسم رجع صدى أصوات ونغمات موسيقا سنوات من الحب وعشق الحياة التي خربتها الحرب.
روحانيات إنسانية
وقال الفنان التشكيلي موفق مخول: «معرض جميل ولطيف فيه روحانيات إنسانية، فيه أنثى يبحث عنها الفنان تجلت في كل أعماله، وخير اللـه سليم عرف ماذا يريد من اللوحة وهناك تناغم لوني جميل وتكنيك بصري لطيف، وتتضح فيه هوية وبصمة الفنان الخاصة التي حققت له حضوره التشكيلي المميز».
وأضاف: «الفن التشكيلي هو جهد إنساني لإيصال أفكار للآخر وللعالم وللمجتمع المحيط فيه، ونحن كفنانون جميعنا نسعى باستمرار ولدينا حالة من البحث والتجارب».