Site icon صحيفة الوطن

نيام

| مالك حمود

يبدو أن الغلط بات حالة طبيعية في رياضتنا، والواضح أنه أصبح جزءاً أساسياً من عمل المنظومة.

أيام بل أسابيع مرت على قرار الاتحاد الدولي لكرة السلة FIBA بتغريم سورية خمسين ألف فرنك سويسري، وحرمانها من المشاركات الدولية الرسمية للفئات العمرية بكرة السلة حتى نهاية العام الحالي، وحتى الآن لم نسمع بأي إجراء من الجهات المعنية المسؤولة تجاه ما تتعرض له سلتنا من عقوبات غير مسبوقة بحجمها، خصوصاً بعد التصريح العلني من رئيس اتحاد اللعبة عندما حاول وضع الكرة في ملعب المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، بعدما استثنى بعضهم بالاسم، مؤكداً أن البقية هم الذين صوتوا لمنع سفر منتخب سلة الشابات للمشاركة في بطولة آسيا التي كانت مقررة في الصين، وهنا يجدر السؤال:

هل تم إبلاغ المكتب التنفيذي وأعضائه (غير الموافقين) بحجم العقوبة التي تنتظر سورية حيال غيابها وخصوصاً أن رئيس اتحاد سلتنا عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة السلة؟

بل هل تمت محاولة الحصول على موافقة المكتب التنفيذي قبل تثبيت المشاركة في البطولة الآسيوية المذكورة؟ أسئلة تنتظر الإجابات في زمن كثرت فيه التساؤلات.

ويبقى السؤال الأهم والموجه إلى الحريصين على مصلحة الوطن: متى سيتم تحديد المسؤول عن معاقبة كرة السلة السورية؟ ومتى ستتم محاسبة المسؤول عما حصل؟

مازلنا بالانتظار.. ونأمل ألا يتأخر القرار، ومازلنا بانتظار الصيغة الجديدة للموسم التنافسي المحلي الجديد لكرة السلة السورية.

المشكلة أننا مازلنا نعيش زمن التجارب فهل ستبقى على هذا المنوال؟

من عشرات السنين بالكاد نجد موسمين متتاليين متشابهين في آلية المسابقات المحلية.

وعشرات السنين ومازلنا نبحث عن الصيغة الأفضل والأمثل لمسابقاتنا المحلية.

تارة نلعب بالمحليين فقط، وتارة نلعب بلاعبين أجنبيين على لائحة الفريق مع السماح بمشاركة لاعب واحد بأرض الملعب.

وتارة نلعب بأجنبيين طوال الموسم، وتارة نلعب بأجنبي واحد في الدور الأول، ولاعبين أجنبيين في الدور الثاني.

وتارة نعيش موسم مختلفاً، نلعب فيه خلال الدور الأول بلا أجانب، والدور الثاني (فاينال 8 أو فاينال 6) يسمح بلاعب أجنبي واحد مع كل فريق، وتارة نلعب بلاعبين أجنبيين في الأدوار الحاسمة (فاينال 4).

وتارة نلعب بدوري مرتبط (شباب ورجال) والسماح للاعبين الشباب بالمشاركة باليوم نفسه مع فريق الرجال.

وتارة يفصل دوري الشباب عن الرجال، ويقام بطريقة الدوري الكامل، وتارة يقتصر دوري الشباب على طريقة التجمعات الجغرافية للتوفير المادي.

وتارة يأتي التوجه لتشجيع مشاركة اللاعبين الشباب مع فرق الرجال من خلال الفرض على كل الأندية بإشراك لاعبين من فئة الشباب بأرض الملعب مع فريق الرجال.

وتارة تلغى الفكرة، وتتم الاستعاضة عنها بدوري خاص أعمار (تحت 23 سنة)، وتارة يلغى دوري (تحت 23 سنة) ويستعاض عنه بدوري (تحت 21 سنة).

وتارة يرتفع عدد الفرق المشاركة بدوري الدرجة الأولى ليصبح 16 نادياً توزع جغرافياً على مجموعتين، وتارة يعود الدوري إلى 12 فريقاً.

وتارة يتم تقليص عدد فرق الدرجة الأولى ليصبح 10 فرق فقط، وتارة يتم تخفيض عدد فرق دوري المحترفين ليقتصر على 8 فرق فقط.

وتارة تقام مسابقة كأس الجمهورية بالطريقة المعتادة، ونظام خروج المغلوب، وتارة تقام المراحل الأولية من مسابقة الكأس بطريقة الدوري ضمن مجموعات بهدف لعب أكبر عدد ممكن من المباريات.

وتارة تقتصر مسابقة الكأس على الأندية الستة وفق ترتيب الدور الأول لدوري المحترفين، وتارة يسمح بمشاركة الأجانب، وتارة تلغى.

وتارة تعود الأجنبيات للدوري، وتارة تلغى المشاركة الأجنبية مجدداً بدوري الناعمات.

وتارة تتم العودة للاعب أجنبي واحد مع كل فريق، وتارة يتم تبديل الأعمار، وتارة يتم تحديد سقف العقود اللاعبين.

وتارة وتارة وتارة… فهل تشهد المرحلة القادمة تجارب جديدة؟

نأمل أن يحمل الجديد كل ما هو مفيد، وأن تكون مرحلة عمل يكثر فيها العمل ويقل فيها الكلام، ويصحو من كانوا نياماً..

Exit mobile version