Site icon صحيفة الوطن

ضجة في صفوف الحزب الديمقراطي

| دينا دخل الله

ليس انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الانتخابي حدثا فريدا، سبقه في ذلك مرشحان ديمقراطيان ومرشح جمهوري، انسحب المرشح الجمهوري كالفين كوليدج في 1927، تبعه المرشحان الديمقراطيان هاري ترومان في 1952 ولندون جونسون 1968، لكن انسحاب بايدن يؤكد وجود أزمة حقيقية في صفوف الحزب الديمقراطي، وأهم ما في الأمر أن الاستقالة ستعطي المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وحزبه فرصة أكبر للفوز، وقد سبق أن كتبت في هذه الزاوية أن السباق بين بايدن وترامب تحكمه معادلة ضعيف – ضعيف، لكن اليوم ستكون المعادلة: ضعيف (ترامب) في مواجهة الأكثر ضعفاً (مرشح الحزب الديمقراطي الجديد).

تعليقا على استقالة بايدن أكد ترامب أنه كان يقابل منافسا ضعيفا أما اليوم فهو يواجه منافسا أكثر ضعفا.

من أهم نقاط ضعف الديمقراطيين هو أن المؤتمر القادم (19-22 آب) لا شك سوف يرشح نائبة الرئيس كاميلا هاريس، والمشكلة التي سيقابلها أغلبية الناخبين ثنائية المحتوى، فأولاً هاريس امرأة وثانياً ذات أصول آسيوية وإفريقية وليست من العرق الأبيض الخالص.

صحيح أن أوباما كان من أصول إفريقية، لكنه الاستثناء الذي يثبت القاعدة، والقاعدة تقول إن الرئيس ينبغي أن يكون أبيض ومن أصول انكلوساكسونية ومن المذهب البروتستانتي الانجليكاني، والاستثناء كان الرئيس الأسبق جون كيندي وبايدن الكاثوليكي.

أما المرأة فكانت قليلة في تبوء المراكز العليا مثل رئيس، نائب رئيس، وزير خارجية، رئيس مجلس نواب، فعلى الرغم من ثبات النظام السياسي الأميركي واستمراريته إلا أن المرأة لم تصل إلى المستويات المذكورة طوال خمسة قرون، والأولى كانت مادلين أولبريت بمستوى وزيرة خارجية، نهاية القرن العشرين أي بعد خمسمئة عام على اكتشاف أميركا، بعدها جاءت كونداليزا رايس وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية التي أقالها الرئيس الأسبق باراك أوباما بسبب إصرارها على دعم الإخوان المسلمين في مصر وغيرها، ثم جاءت نانسي بيلوسي لتصبح رئيسة مجلس النواب من العام 2007 إلى العام 2011 ومن ثم من العام 2019 إلى العام 2023، لتكون من النساء القلائل اللواتي وصلن إلى مراكز متقدمة في الاستابلشمنت الأميركي.

هل ستصبح كاميلا هاريس أول رئيسة للولايات المتحدة خاصة أنها من أصول ملونة؟ يبدو الأمر معقدا ما دفع ترامب ليقول فرحا: كنت أواجه منافساً ضعيفاً أما الآن سأواجه منافساً أكثر ضعفاً.

من جانب آخر، يميل الناخب الأميركي العادي إلى الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين خاصة في الولايات الجنوبية المحافظة، وفي فترة الحرب الباردة حتى سقوط الاتحاد السوفييتي في 1990 كان الرئيس الجمهوري يحكم مرتين في حين الديمقراطي فترة واحدة.

الرؤساء الجمهوريون في تلك الفترة هم دوايت آيزنهاور وريتشارد نيكسون ورونالد ريغان، أما الديمقراطيون فهم هاري ترومان وجون كينيدي وليندون جونسون وجيمي كارتر وكلهم حكموا فترة واحد ة، فهل يمكن القول اليوم إن ترامب هو الرئيس القادم؟

كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة

Exit mobile version