Site icon صحيفة الوطن

توزيع جوائز القصة الساخرة وفيلم الشباب القصير في اتحاد الكتاب العرب … المارديني: الأدب الساخر ينبش القضايا بطريقة ممتعة تعزز الوعي ونشجع الشباب على خوض غمار المنافسة الأدبية

| مصعب أيوب – تصوير طارق السعدوني

احتضنت مكتبة الأسد الوطنية بدمشق مساء أمس حفل توزيع جوائز القصة الساخرة وكذلك توزيع جوائز مسابقة فيلم الشباب القصير تحت عنوان ((معاً نحو أطفال غزة ومعاناتهم)) الذي يقيمه اتحاد الكتاب العرب ضمن جمعية القصة والرواية بالتعاون مع مؤسسة صباء بيت الفن والأدب.

الفيلم القصير

سعى اتحاد الكتاب العرب منذ اللحظات الأولى بالتزامن مع عملية طوفان الأقصى إلى مواكبة الحدث الكبير بأنشطة وفعاليات مختلفة توجها أمس بإعلان نتائج مسابقة الأفلام الفلسطينية القصيرة التي أقيمت بالتعاون مع مؤسسة صباء بيت الفن والأدب، التي أعلن عنها تحت عنوان الفيلم القصير المقاوم (معاً نحو أطفال غزة ومعاناتهم).

وشارك في مسابقة الأفلام الفلسطينية القصيرة 26 فيلماً قصيراً، وقررت لجنة التحكيم منح الجوائز التالية للأفلام الفائزة:

الجائزة الثالثة مناصفة، وفاز بها فيلم لحظة للمخرجة ندى شعبان، وفيلم حلوى البطيخ للمخرجة بدور شحادي، كما حاز على الجائزة الثانية فيلم جذور للمخرج غيث علوش، أما الفيلم الحائز على الجائزة الأولى فهو فيلم قلادتي للمخرج علي الشالاتي.

القصة الساخرة

كما أن من ضمن ما سعى له اتحاد الكتاب العرب مجموعة من الأنشطة التي تؤكد على تفعيل دور الحركة الثقافية والفنية في سورية عبر مختلف المبادرات، فأقام فعاليات جمعية القصة والرواية بمهرجان السخرية في الأدب والفن ويعتبر هذا المهرجان واحداً من هذه الفعاليات التي قدم فيها أمس موسمه الثاني.

الفائزون في مسابقة القصة الساخرة التي أعلنت عنها جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب: الفائز الأول منذر حسن الشيخ ياسين عن قصته شيزوفرينيا، الفائز الثاني محمود ماجد الخضر عن قصته انتكاسات مزمنة بين الحلم والواقع، الفائز الثالث أريج بوادقجي عن قصتها أي أنا، الفائز الرابع وهو أصغر كاتب مشارك في المسابقة حسين وسيم أبو زيد عن قصته الحذاء.

أعضاء لجان التحكيم: الكاتبة فلك حصرية، الكاتب الأرقم الزعبي، الكاتب عماد نداف الزميلة أسما الحوراني، المخرج هشام فرعون، والمخرج أيهم عرسان.

قضية جوهرية

في تصريح للصحافة بَيَّنَ وزير التربية د.محمد عامر المارديني أن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والمطالبة بحقوقهم وتجسيد معاناتهم هو جزء من شخصيتنا الوطنية في سورية، والقضية الفلسطينية في وجداننا وقلوبنا وتسكننا، وعليه كل ما يمس هذه القضية يمسنا بشكل مباشر، ونحن بتفاعلنا معها نلفت اهتمام العالم بأسره لهذه القضية المحورية التي تشغل العرب جميعاً وشهداء الأمة العربية جمعاء، وليس أفضل وأكثر تميزاً وكفاءة من اتحاد الكتاب العرب يمكنه تجسيد ذلك بحمل راية الثقافة والأدب، ونحن معهم قلباً وقالباً ومع أبناء غزة ومع أسر الشهداء ونأمل أن نكون قد قدمنا شيئاً مهماً وإن كان بسيطاً أمام عِظَمِ هذه القضية.

الأدب الساخر

وفي الكلمة التي ألقاها المارديني قال: إن ترسم ابتسامة مشوبة بالدمع في قصة من بضعة سطور تخطها أو صفحات ترويها فيحار القارئ ويضحك استهزاء أو يبكي ألماً وحرقة، أن تكتب نصاً ساخراً كوسيلة لإلقاء الضوء على مشكلات وصعوبات ونقدها بأسلوب يترك عظيم الأثر في أذهان الناس عبر حثهم على التفكير بتشخيص الداء واجتراح الحلول وللبحث عن العلاج الناجع، ذلك هو جوهر الأدب الساخر الذي يعد إحدى الطرائق التي تسهم في نبش القضايا المهمة بطريقة ممتعة تعزز الوعي وتوجه الرأي، وعلى الرغم مما قد يظنه البعض فإن كتابة الأدب الساخر واحدة من أصعب المهام لكونها تتطلب قدرة على تلقف الأفكار المتناقضة وصوغها بأسلوب سلس رشيق لا يخوض كثيراً في الوصف أو التفصيل، لكنه في الوقت نفسه يعبر عن الفكرة ويوجه السهم نحو الهدف بذكاء ليحترم معه عقل القارئ ويدغدغ أحاسيسه ويرسم ابتسامة أو ضحكة عريضة على محياه، فتصبح القصة الساخرة حديث القراء يتبادلون الكلمات والتعليقات فيما بينهم ويستشهدون بها كلما وقع حدث شديد، وإذا اعتبرنا أن كل كاتب يوجه كتاباته لفئة معينة يغدو جمهور الكاتب الساخر أكبر وأوسع، إذ يتوجه لكل من يرغب في تخفيف وطأة الواقع بالسخرية منه أو بقراءة الحكايا المضحكة عنه، واليوم نجتمع في هذه الفعالية الثقافية لنستعرض الأفلام الفائزة التي أخرجها الشباب للتعبير عن معاناة أطفال غزة التي يتجسد فيها الوجه الحقيقي للصمود في وجه الظلم والهمجية ومقاومة العدوان بشتى السبل والوسائل وأراد الشباب أيضاً من هذه الأفلام التأكيد على دور الإنسانية والطفولة في الوقوف ضد تلك الإبادة الممنهجة لشعب برمته، فلا بد من الإشارة إلى دور الأدب والفن في تعزيز الهوية الثقافية والوطنية في المجتمع، والحفاظ على تراث وبناء الروابط الاجتماعية المتماسكة والداعمة، فتشجيع الشباب على خوض غمار المنافسة الأدبية والفنية ليس استثماراً في الإبداع فقط، بل هو خطوة في الاتجاه الصحيح في بناء المستقبل الذي نريده.

وتابع: وجودنا الآن في صرح ثقافي مهم في سورية لإحياء الذكرى السنوية لمهرجان الأدب الساخر يجعلنا نستعيد نصوص أبرز كتاب الأدب الساخر السوريين كمحمد الماغوط ووليد معماري وحسيب كيالي وغيرهم، وفي الوقت نفسه ندأب على تكريس يوم سنوي لإحياء منهج هذا النوع من الأدب والتشجيع عليه.

المثقف المبدع

كما كشف رئيس اتحاد الكتاب العرب د.محمد الحوراني لوسائل الإعلام أن هذه الفعالية اليوم مؤلفة من شقين اثنين، أولهما الذي يتحدث عن معاناة أطفال غزة وهي مسابقة مخصصة للشباب وتقدم إليها عدد كبير من الشباب بأفلامهم التي أبدعوها بأنفسهم، وفيما يخص الشق الثاني فهو جائزة القصة القصيرة الساخرة وهذه المسابقة كانت برعاية كريمة وبتمويل من السيد وزير التربية وهو المثقف والأديب المبدع صاحب الدور الأسمى والأبرز في هذا الشأن، وعندما نتحدث عن مسابقة للقصة الساخرة فإننا نتحدث ما بين جمع عن القضية الفلسطينية والقصة الساخرة إذ يمكن للأديب وللكاتب الساخر أن يصور المعاناة في ظل التخاذل والسخرية الكبيرة التي تحدث على أرض الواقع.

تكامل الأجناس الأدبية

في كلمته بيّن رئيس اتحاد الكتاب العرب د.محمد الحوراني أن ما بينَ بُطولاتِ أهْلِنا في فِلَسْطِينَ ومَوْقِفِ مُعْظَمِ الأنظمة العربيّةِ من مُسَلْسَلِ الإبادةِ ومُحاولاتِ اقتلاعِ الشَّعبِ المُقاوِمِ من أرضِهِ، قِصَصٌ مِنَ السُّخْرِيَةِ، ورِواياتٌ من التَّهكُّمِ، وحكاياتٌ من الوجعِ والألمِ، ستُصاغُ يوماً مَلاحِمَ عِزٍّ وثباتٍ على المَوقِفِ وتصميمٍ على الدِّفاعِ عن أرضٍ تَخلَّى عنها الجميعُ إلا الرِّجالَ الرِّجالَ، وإنْ كانُوا في ربيعِ طُفولَتِهمْ وبَهاءِ انْتِمائِهمْ إلى الأرض وتَجذُّرِهمْ فيها.

وأكمل: إنّها حِكايةٌ أحسَنَتِ الأمُّ الفِلَسْطِينيَّةُ خُصوصاً، والمُقاوِمَةُ عُموماً، تَوْرِيثَها لِفِلْذاتِ الأكبادِ على مساحةِ الوطنِ المُمتدِّ امْتِدادَ الوجعِ العربيّ، ولأنّ إيمانَنا كانَ عميقاً بقُدْرَةِ شبابِنا على تصويرِ هذا الواقعِ، كانتْ هذهِ المُبادَرَةُ التي أثبتت قُدْرَةَ الشَّبابِ المُثقَّفِ والمُنْتَمِي على صِياغَةِ الألمِ ونَقْلِهِ إلى العالَمِ بالتَّمسُّكِ بالأمَلِ المُقاوِمِ، وهُوَ أملٌ يَجْعَلُنا أكثر تَمسُّكاً باسْتِعادَةِ الحقِّ المُغْتَصَبِ واسْتِعَادَةِ الأرض المُحْتَلَّة.

وأضاف: لأنَّ فَضاءاتِ السَّرْدِ كانَتِ الأقدرَ على صِياغَةِ المُعاناةِ وتصويرِ رداءَةِ الواقعِ الذي نَعِيشُهُ، كانَ لِزاماً علينا الجَمْعُ بينَ فَنِّ القِصَّةِ السَّاخِرَةِ وبينَ الفيلمِ المُقاوِمِ، إيماناً مِنِ اتِّحادِ الكُتَّابِ العرَبِ بتَكامُلِ الأدوارِ بينَ مُخْتَلِفِ الأجناسِ والفُنونِ الأدَبِيَّةِ، وهو التَّكامُلُ الذي جَعَلَنا نُقِيمُ هذهِ الفَعّاليّةَ بالتَّشارُكِيَّةِ بينَ اتِّحادِ الكُتّابِ العربِ، ومُؤسَّسةِ صبا، والاتِّحادِ الوطنيِّ لطَلَبةِ سورية، ومُنظَّمةِ طلائعِ البعثِ، واتِّحادِ شبيبةِ الثَّورَة.

وختم: لـمّـا كانَ المُثقَّفُ هُوَ الدَّاعِمَ للفِعْلِ الثقافيِّ النَّهْضَوِيِّ التَّغْييريِّ، جاءَ في هذا السِّياقِ دَعْمُ السّيِّدِ وزيرِ التربيةِ، الدكتور مُحمَّد عامر المارديني، لمُسابقةِ القصّةِ القصيرةِ الساخرة، وهو دعمٌ نأمُلُ أن يَنْسَحِبَ على بقيّةِ الوُزَراءِ والوِزاراتِ، لأن الكلمةَ الصادقةَ هيَ الأقدرُ على التعبيرِ عنِ الوجعِ، وتَجاوُزِ الألمِ، وبِناءِ الإنسان وإعْمارِه.

كما تضمن الحفل تكريم رسام الكاريكاتير والأديب رائد خليل على منجزه الإبداعي والفكري، وتم عرض الفيلم الساخر الذي استوحي من قصة للدكتور محمد عامر المارديني كانت تحمل عنوان ((كاميرا الشعور) ليحمل الفيلم عنوان كاميرا أبو زعبوط، وقد أعد السيناريو لها الكاتب عماد نداف وأخرجها هشام فرعون والفيلم من بطولة الفنان جمال العلي والفنان الشاب فريدواكيم وعدد من الفنانين الهواة، وعرضت أيضاً مسرحية ((مذيعة)) وهي من تأليف وإخراج عمر أيوب وتمثيل: إيمان بركات وإياد يوسف وعمر أيوب ونضال حليحل.

Exit mobile version