Site icon صحيفة الوطن

هشاشة المؤتمر

| بسام جميدة

ليس من باب التباهي إن قلنا إننا كنا أول من طالب اتحاد كرة القدم بوجود رابطة لدوري المحترفين تقوم بتسيير شؤونه بشكل كامل أسوة بما يحدث في كل دول العالم، وفي بلدان عربية، ويكون لهذه الرابطة دور وفاعلية وتعتمد في رسم إستراتيجية الدوري بشكل يضمن له النجاح ويرتفع مستواه الفني، وتؤمن له سبل الدعم كاملة، ولها صلاحيات حقيقية وليست خلبية كما باقي اللجان الموجودة على الورق فقط، وهذه اللجنة تستعين برجل إداري خبير؛ وقد فوجئنا بما تم طرحه ضمن الجمعية العمومية التي جاءت مختصرة وهزيلة بمحتواها، بأن موضوع اللجنة مجرد مقترح، وإن تم اعتماده سيتم بمراحل وربما تحتاج لعامين كي ترى النور، وعندها تكون مهمة هذا الاتحاد قد انتهت، و«يادار مادخلك شر».

وليس استخفافاً بالمشاركين في الجمعية، ولكن عندما عرفنا أن بعضهم جاء دون أن يعرف لماذا حضر، وليس في جعبته شيء فهذا أمر محزن!

وأن يتم الحديث عن إخفاق مشروع تطوير الكرة السورية على مستوى الفئات العمرية بهذه السهولة وما تم الصرف عليه، فهو أمر يدلل على ضعف المسؤولية وقلة الخبرة الإدارية في العمل، وإذا كان تم تعيين من يقبلون أن يُطلب منهم اختيار لاعب بالواسطة ويجهض مشروعاً كبيراً، فلعمري إن من قام بتعيينه هو السبب، وإن ما تم صرفه يحتاج لألف سؤال وسؤال حتى لو كان التمويل من داعم!

وللأسف مرت الساعة والنصف من المؤتمر دون أن يتم التطرق ولو من أجل احترام المتابعين لموضوع المنتخبات والأول تحديداً، إلا ببضع كلمات تم تحميل المسؤولية فيها للمدرب واللاعبين القادمين من الخارج، ونسوا باقي المنتخبات، وأنهم هم المقصرون والبقية مجرد أدوات يجب أن تخضع وتعمل لمصلحة خطة عمل واضحة وصريحة.

وربما الإيجابية الوحيدة للمؤتمر أننا رأينا بعض الأعضاء لا يأتون لمقر الاتحاد إلا في المناسبات المهمة وقد أثبتوا موجودية فقط على الشاشة!

الحديث عن الصرفيات والأموال لم يكن سوى حديث اعتدنا سماعه، ولا يصلح سوى لتعبئة الوقت، ولم يعد صالحاً للترويج لأنه بات مكرراً!

والكلام عن سبعة مليارات رفضت الحكومة تقديمها من أجل مشروع التطوير أو دعم اللعبة، فيه الكثير من الأنانية وحب الذات في الوقت الذي تعاني منه البلاد أزمة اقتصادية، وحسناً رفضت الحكومة، لأن من قدم لهذا المشروع ضاع دعمه هباءً منثوراً، وأن من يطلب من الحكومة دون أن يفكر كيف يمكن أن يجعل الرياضة وكرة القدم بالذات مصدر دخل للبلاد، فهو لا يستحق أن يدير الرياضة واللعبة!

والذي يجعلنا نترحم على الرياضة وأمورها أن من يتحدث فيها بقلب وأعصاب باردة يعرف أنه خارج المساءلة، ولا يدرك أهمية العمل الذي يقوم به، لذلك فلن نتأمل خيراً على مدى عامين على الأقل.

Exit mobile version