على وقع الإبادة المستمرة وسيل الدماء المتواصل، اعتلى رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو منبر الكونغرس الأميركي، مدعوماً بتصفيق وتصفير حار من قبل فريقي السياسة الأميركية، والمتنافسين على كل تفاصيل المشهد الأميركي ما عدا مواصلة تقديم ما يلزم وما أمكن من سلاح لقتل المزيد من الفلسطينيين.
التصفيق الحار داخل جدران الكونغرس قابله تجمع لآلاف المحتجين المعارضين للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بالقرب من مبنى الكابيتول الأميركي، حيث حملت الأعلام الفلسطينية، ووضعت لافتات على منصة أقامها المحتجون وصفت نتنياهو بـ«مجرم حرب مطلوب للعدالة».
وفي مكان قريب وضع المحتجون نحو 30 نعشاً من الورق المقوى ملفوفة بالأعلام الفلسطينية تأبيناً لقتلى الحرب في قطاع غزة، وأوقفت حركة المرور من عدة طرق بالقرب من الكونغرس.
كما خرجت تظاهرة ليهود أميركيين مقابل الكونغرس قبل خطاب نتنياهو، عبّروا فيها عن رفضهم الحرب في قطاع غزّة، وحسب قناة «الميادين» قال المتظاهرون اليهود: «نتنياهو لا يمثلنا كيهود.. وجوده هنا بمنزلة جريمة».
نتنياهو قدم للكونغرس الأميركي خطته لغزة ما بعد الحرب وقال: إنها ستكون «منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين» على حد تعبيره، وأضاف: «بعد انتصارنا، بمساعدة شركائنا الإقليميين، فإن غزة منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين يمكن أيضاً أن تفضي إلى مستقبل من الأمن والازدهار والسلام، وتلك هي رؤيتي حيال غزة»!
شبكة «سي إن إن» الأميركية كشفت في وقت سابق بأن نحو 80 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي، و6 أعضاء آخرين على الأقل من مجلس الشيوخ، سيقاطعون الخطاب الذي سيلقيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس، الأربعاء، وذكرت الشبكة أن 50 عضواً في الكونغرس صرّحوا بأنّهم لن يحضروا الخطاب.
ومن بين مقاطعي خطاب نتنياهو رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، والنائبة عن ولاية كاليفورنيا، نانسي بيلوسي، إضافة إلى عدد من اليهود التقدميين.
أما في صفوف الجمهوريين، فلن يحضر النائب عن ولاية كنتاكي، توماس ماسي، خطاب نتنياهو، إذ رأى أن «الكونغرس سوف يتولى المسرح السياسي بالإنابة عن وزارة الخارجية».
بالمقابل هدد رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، بالملاحقة القضائية لأي شخص يعرقل الخطاب، وحتى اعتقالهم.
يأتي ذلك في وقت يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، لليوم الـ292 على التوالي، وقام الاحتلال أمس بقصفٍ جوّي ومدفعي عنيف على مختلف مناطق القطاع، الأمر الذي خلّف عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، وأجبر مئات العائلات على النزوح مجدداً من مناطق سكنهم.