أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس، أن المنظومة الإغاثية والصحية والإنسانية في قطاع غزة تتجه بسرعة كبيرة نحو الانهيار الكامل، في حين شدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان المدنيين بالقتل وارتكاب المجازر الجماعية والتجويع ومنع المساعدات الإنسانية يدلل على أن ما يفعله يهدف إلى تدمير الفلسطينيين في القطاع وإهلاكهم على نحو فعلي وبكل الطرق المتاحة أمامه.
وقال المستشار الإعلامي لـ«أونروا» في غزة عدنان أبو حسنة في تصريح تلفزيوني نقلته صحيفة «الوفد» المصرية: إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة خطيرة وغير مسبوقة ولم يشهدها القطاع على الإطلاق، مضيفاً: إن الأوضاع الطبية خرجت عن السيطرة في ظل النقص المستمر للأدوية».
وتابع:» إن المنظومة الإغاثية والصحية والإنسانية في قطاع غزة تتجه بسرعة كبيرة نحو الانهيار الكامل»، مشيراً إلى أن غياب الأمن والنظام يعيق إيصال المساعدات الإغاثية للمدنيين، في ظل استمرار العدوان الغاشم على القطاع وإغلاق المعابر وعدم السماح بعبور شاحنات المساعدات.
في الأثناء ذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان نشره في موقعه الإلكتـروني، أن أوامر الإخلاء التي أصدرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس، والتي شملت السكان المدنيين في أحياء «الحشاش» و«مصبح» في رفح، و«المنارة» و«السلام» و«قيزان النجار» و«قيزان أبو رشوان» و«جورت اللوت» في خان يونس جنوب القطاع، هي في الحقيقـة أوامـر تهجيـر قسري، تشكل بحد ذاتها جريمة ضد الإنسانية وفقاً لميثاق روما الأساسي، عدا كونها فعلاً من أفعال جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع منذ السابع من تشرين أول الماضي.
وذكر أن جيش الاحتلال يوسع هجومه في هذه المناطق كامتداد لاجتياحه محافظة رفح منذ 7 أيار الماضي والمستمر حتى الآن، إلى جانب توغله الثاني في خان يونس منذ 22 تموز الجاري، مواصلاً سياسته المنظمة في ارتكاب جرائم القتل الجماعي وإحداث الإصابات والتدمير الواسع للمنازل والمباني والبنى التحتية الحيوية والحرمان من الرعاية الطبية وتدمير أبسط مقومات الحياة والتجويع والإفقار والترويع ضد الشعب الفلسطيني في القطاع جعله مكاناً غير قابل للحياة والسكن.
من ناحيتها، قالت الصحة الفلسطينية في بيان: إنه لم يعد بالإمكان تشغيل المستشفى الأوروبي في خان يونس، في ظل زيادة المربعات التي يُجبر الاحتلال ساكنيها على إخلائها.
وأضح البيان وفق قناة «الميادين»، أن توسيع مناطق النزوح يُنبئ بأن الإخلاء قد يطول محيط مستشفى ناصر وهو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل، رغم التحديات والاعتداءات الإسرائيلية.
وناشد البيان جميع المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بالتدخل السريع والعاجل لحماية ما تبقى من المؤسسات الصحية.
من جانبها، صرّحت مديرة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ بأن «الواقع الإنساني في قطاع غزّة أكثر من كارثي».
وأعلنت فرسخ أن «أغلبية المستشفيات في قطاع غزّة خرجت عن الخدمة والمنظومة الطبية في حالة انهيار».