Site icon صحيفة الوطن

الصحفي الغراب

| محمود الصالح 

حدثني المرحوم الدكتور عبد السلام العجيلي في أحد حواراتي معه ذات مرة عندما سألته عن أهمية النقد قائلاً: اجتمعت كل الطيور ذات مرة في الغابة على رأي إلا الغراب ظل منفرداً وحده وعندما سألته باقي الطيور لماذا لا تقف معنا قال إنني معارض. تذكرت ذلك خلال جلسة الحوار مع السيد رئيس الحكومة بداية هذا الأسبوع.
لأن الإعلام اعتاد أن يأخذ في أغلب الأوقات الجانب المواجه للإجراءات التي تتخذها الجهات الرسمية بحسبه أنه ينحاز إلى الرأي العام الذي يستمد منه شرعيته وبقبوله يحقق ما يطمح إليه من انتشار، وقد يبدو هذا الأمر مفهوماً في بعض الجوانب لكن البعض يعتبر معارضته لأي قرار أو إجراء حكومي بطولة كما في قصة الغراب.
وبالرغم من خوفنا المبرر من محاولة الحكومة الاستفادة من لقاء رئيسها مؤخراً مع بعض رجال الإعلام الوطني للتغطية على قرارات غير «شعبية» فإننا يجب أن نتفهم وجع الحكومة التي كان رئيسها شفافاً إلى درجة كبيرة في وضع معظم الأوراق على طاولة «الصحفيين الوزراء» قائلاً بشكل غير مباشر: هذه إمكانياتنا وهذا ما هو مطلوب منا والحل بعهدتكم ويبدو أن تخصيص مقاعد الوزراء للصحفيين لم يكن عفوياً من رئيس الحكومة، لأنه أراد أن يقول ها أنتم على مقاعد الوزراء أعطوني الحلول الممكنة للمواءمة بين الإمكانات المحدودة جداً والمتطلبات المحقة والكبيرة والتي لا يمكن تحقيق سوى الضروري جداً منها.
وكأني به يحمل رجال الكلمة في البلاد مسؤولية إنصاف الحكومة من خلال كتاباتهم على الرغم من تكراره أكثر من مرة أنه لا يريد من خلال هذا اللقاء تسويق خطط الحكومة وبرامجها، وكأن مسألة قيام الإعلام الوطني بتسويق برامج حكومته نقيصة..!!
دور الإعلام الوطني لا يقل أهمية عن دور الحكومة وعليه مسؤولية كبيرة في هذه الظروف على الرغم من عدم إنصافه من الكثير من المسؤولين. وهذا غير مهم لأن الإعلام عبر تاريخه لا ينتظر الإنصاف إلا من الرأي العام ومع ذلك نعتقد أن الإعلام يجب أن يكون عوناً مع الحكومة لمصلحة الشعب والوطن.

Exit mobile version