Site icon صحيفة الوطن

«حكايتنا حكاية» أمسية حكواتية للقصص الشعبية … وئام الخوص لـ «الوطن»: تثقيل الخيال عند الممثل ليتعلم كيفية إقناع الجماهير

| مايا سلامي – تصوير طارق السعدوني

الحكاية الشعبية أسطورة من عراقة دمشق وتراثها الذي اكتنزته وتغنت به عشرات السنين، فلم تخلو يوماً أمسيات الدمشقيين القدامى من قصص «الحكواتي» التي حفظتها ألسنتهم ونقلوها لأولادهم وأحفادهم جيلاً بعد جيل والذين بدورهم حافظوا على هذا التراث وحملوا على عاتقهم مسؤولية إبقائه حاضراً أمام الناس حتى يومنا هذا.

حيث استضاف غاليري مصطفى علي بدمشق أمسية «حكايتنا حكاية» التي قدمها طلاب التمثيل في دراما رود بإشراف الأستاذة وئام الخوص. وأبدع هؤلاء الشباب بسرد الحكايات الشعبية بأسلوب لطيف معاصر اعتمد على التفاعل العفوي والسلس فيما بينهم مع إضافات لأغنيات جعلت الحاضرين يندمجون معهم بحب وحماس، فكان العرض متميزاً جمع الأصالة السورية من أوسع أبوابها بدءاً بالبيت الدمشقي الذي أقيم به وصولاً إلى الحكايات التي أعيد سردها بروح جديدة قاربت الفنون من بعضها ودمجت ما بين السرد القصصي والمسرحي، فجددوا بذلك دماء الحكايات القديمة التي نقلوها إلى عالمنا وواقعنا الحالي.

متعة حقيقية

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت مخرجة العمل وئام الخوص: «حكايتنا حكاية» هو أمسية حكواتية جاءت فكرتها من مادة درستها مسبقاً لطلاب التمثيل في دراما رود لتثقيل الخيال عند الممثلين وليتعلموا كيفية قيادة الجماهير وحدهم من دون أي إضافات كالإضاءة أو الموسيقا، فهنا ستقع على عاتقه مسؤولية أن يأخذ الجمهور إلى عالم الحكاية ليجعلهم يعيشون أجواءها بكلامه فقط، وهذه التجربة كانت متعة حقيقية لذلك قررنا أن نوسع المشروع أكثر لنقدمه أمام الناس».

وعن التدريبات التي سبقت العرض، أوضحت: «تدربنا في الأماكن العامة والحدائق مثل تشرين والجاحظ لأن إمكانياتنا كانت فقيرة، وساعدنا غاليري مصطفى علي باستضافة مشروعنا، وفي بروفات الحدائق كنا سعيدين جداً لأن الناس كانوا يتجمعون ويشاهدونا».

وأكدت أن التراث مهما قدم فمن المستحيل أن يموت لأن فيه سحراً نحن لا نعرفه، وهناك لغط كبير بأن شباب هذه الجيل لا يحبون التراث لكن الحقيقة عكس ذلك.

طريقة معاصرة

وبينت الحكواتية راية سمرة أن القصة الشعبية من تراثنا اللامادي الذي نحاول أن نعيد إحياءه بطريقة معاصرة أكثر تلامس الشباب، منوهة بأن هذا النوع من الحكايا فن ليس بالسهل كما يعتقد الآخرون، وأنه سبق العرض تدريبات كثيرة مع الأستاذة وئام الخوص التي توجهت لها بالفضل والشكر الكبيرين.

وأضافت: «هناك العديد من مهرجانات الحكايا التي تقام في الخارج وتشارك فيها عدة فرق وتشهد إقبالاً كبيراً، ونحن نحاول أن نقدم هذه الفكرة في بلدنا الغني بالقصص المتوارثة».

تراث قديم

ولفتت الحكواتية جلنار حمدان إلى أن هذا النوع من الفن يعتمد على كيفية أن يعايش الإنسان القصة من غير أن يعيشها، وأن يحاول جذب الجماهير ويبقيه مشدوداً له من خلال الكلام فقط ومن دون تمثيل.

وقالت: «الشكر الكبير للأستاذة وئام الخوص التي دعمتنا وساعدتنا في التدرب على هذا النوع المختلف كلياً عن التمثيل الذي ندرسه بالعادة، وهي التي جعلتنا نفهم كيف يجب للحكواتي أن يكون، وهذا الفن تراث قديم لسورية ونحن أحببنا أن نعيد إحياء هذا المشروع».

وأوضحت أنه من الممكن بسبب الظروف التي مررنا بها أن تكون اهتمامات الناس ذهبت باتجاهات جديدة بعيدة عن الفن ونحن نحاول اليوم قدر المستطاع أن نحافظ على هذه العادات الجميلة التي تمثلنا.

ميزة جديدة

وأشار خريج دراما رود مهند الحسين إلى أن فن الحكواتي فن أداء وهو ميزة جديدة للممثل كيف يتعامل مع الجمهور عن قرب بطريقة السرد والحوار، فالحكواتي يروي القصة من غير أن يعيش الحالة على عكس الممثل الذي يجسد الحالة، منوهاً بأن هذه التجربة كانت ممتعة ومهمة بالنسبة لهم كممثلين.

وقال: «بدأت القصة عندما كنا نقدم امتحاناً في دراما رود ومن ضمن خطوات الامتحان كان هناك قسم اسمه حكواتي نروي فيه حكاية، تطورت القصة بعد ذلك وقررنا تقديم عرض حكواتي تدربنا عليه في الحدائق، وقد مررنا ببعض الصعوبات وتطورت مهاراتنا شيئاً فشيئاً وهاذ المشروع كله من إنتاجنا بإشراف الاستاذة وئام الخوص».

مختلف وجديد

وأوضح خريج دراما رود مجد صايغ أن الحكاية الشعبية تعطي الممثل فرصة ليخاطب الناس بشكل أكبر ويوصل لهم أفكاره وقدراته، وهذه الحكايات تعكس تراثنا الذي انتقل إلينا من أجدادنا القدامى، والمشروع جديد ومختلف.

طريقة عصرية

وقالت الإعلامية رائدة وقاف: «في الواقع هم مجموعة من الشبان والشابات الذين أحبوا أن يقدموا من خلال رؤيتهم ووجهة نظرهم كجيل شاب الحكواتي بطريقتهم الخاصة التي كانت عصرية وفيها روح الفريق».

وأضافت: «أرادوا من خلال هذا المشروع أن يترجموا شغفهم على الرغم من اختصاصاتهم البعيدة عن المسرح لكنهم أرادوا أن يتدربوا على هذه الفكرة التي دعمتهم فيها الأستاذة وئام الخوص، ولم يجدوا في البداية أماكن ليتدربوا فيها فلجؤوا إلى الحدائق التي احتضنت موهبتهم، إضافة إلى الفنان مصطفى علي عندما طرحوا عليه الفكرة كان داره صدراً رحباً واستقبلهم فيها، وفي البداية اعتقد هؤلاء الشباب أن أحداً لن يدعمهم لكنهم فوجئوا بأشخاص كثر وفنانين مهمين يقفون إلى جانب مشروعهم.

Exit mobile version