| مهند الحسني
لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الوثبة يتوقع لها هذا الحضور الباهت والخجول في الدوري المنصرم حيث لم ينجح الفريق في البقاء بدوري الأضواء وهبط لمصاف دوري الدرجة الثانية بعد مشوار مملوء بالخسارات الرقمية، لكن المستوى الفني لم يكن سيئاً حيث قدم الفريق مستويات جيدة ولكن قلة خبرة لاعبيه حالت دون تحقيق نتائج جيدة، ولم تأت هذه النتائج من عبث، وإنما جاءت نتيجة أخطاء ارتكبها القائمون على الفريق في ظل الإدارة السابقة من حيث التأخر بالتعاقد مع لاعبين أجانب إضافة لعدم قدرتهم على التعاقد مع لاعبين محليين من مستوى عال ناهيك عن حالة من عدم الاستقرار شهدها الفريق بشكل عام، كل هذه الظروف ساهمت في هبوط الفريق وتراجع نتائجه.
إعادة ترتيب
منذ تولي الإدارة الجديدة وضعت هموم اللعبة ضمن أولوياتها على أمل إعادة الألق لها والعودة السريعة للأضواء، حيث أكد مشرف اللعبة رامي جبلاوي في معرض حديثه لـ«الوطن» بأن وضع اللعبة بشكل عام سيكون ضمن أولويات الإدارة، ومضى يقول: لقد اجتمعنا مع جميع لاعبي الفريق قبل أيام قليلة وقمنا كإدارة بحلحلة الأمور المالية وخاصة فيما يتعلق بمستحقات اللاعبين المتوقفة منذ أشهر، وتوصلنا مع اللاعبين إلى صيغة توافقية، وتم دفع مستحقاتهم كاملة على أمل أن يبدأ الفريق بتحضيراته المبكرة استعداد للدوري، وتابع يقول: وعن صورة مدرب الفريق القادم تابع يقول: لم نتمكن حتى الآن من التعاقد مع أي مدرب جديد يقود الفريق لأننا ننتظر ما ستؤول إليه قرارات مؤتمر اللعبة السنوي، حيث يشاع بأنه قد يتم رفع عدد الأندية إلى عشرة في الدوري المقبل، ما يعني أنه سيتم إلغاء الهبوط الموسم الماضي وسنبقى بدوري المحترفين، وحينها سنبحث عن مدرب من مستوى عال ونتعاقد مع أفضل اللاعبين من أجل الظهور بصورة جميلة وتحقيق نتائج توازي طموحنا، وختم حديثه بقوله: نعمل من أجل تذليل كل المنغصات التي قد تعترضنا وهدفنا المحافظة على اللاعبين من جشع سوق الانتقالات الذي سيفتتح قريباً.
تراجع مخيف
أرهقت التعاقدات مع بعض اللاعبين منذ عدة مواسم النادي ووضعته تحت أعباء مالية كبيرة لم يتمكن من تحملها، ما تسبب في حدوث شرخ كبير بين اللاعبين والإدارة، لا بل أكد بعض اللاعبين من خارج أسوار النادي ضعف انتمائهم بعدما رفض البعض منهم اللعب بحجة عدم دفع مستحقاته المالية المتراكمة لذلك ارتأت الإدارة الجديدة ضرورة طي هذه الصفحة المظلمة بتاريخ النادي.
والاعتماد على مجموعة من اللاعبين الشباب الموجودين بالنادي والذين لم يتمكنوا من أخذ فرصتهم بسبب هذه التعاقدات، وتهدف من وراء هذه الخطوة بناء فريق للمستقبل وهذا يتطلب متسعاً من الوقت حتى تنضج الفكرة وتترجم على أرض الواقع.
فوق تحت
لن يكون اهتمام الإدارة الجديدة منصباً على الفريق الأول فقط بل على العكس ستولي الإدارة اهتمامها الأكبر لفرق النادي بشكل عام وبالتحديد الفئات العمرية لأنها تعتبرها بمنزلة اللبنة الأساسية لبناء جيل سلوي للنادي يقيه شر التعاقدات مع لاعبين لا يقدمون للنادي شيئاً سوى وضعه تحت الأعباء المالية الضخمة، وسوف تقوم الإدارة بتكليف مدربين من مستوى عال لقيادة فرق القواعد بالنادي والسعي لتأمين كل ما تتطلبه هذه الفرق من مقومات العمل الصحيح والأجواء التحضيرية المناسبة.
خلاصة
سلة الوثبة تمتلك الكثير من الخامات والمواهب لكنها بحاجة لمن يتمكن في صقل هذه المواهب ورعايتها وتطوير مستواها، ولا ضير في البحث عن مدربين من ذوي الخبرة للعمل بجد ونشاط ومحبة بعيداً عن بعض المدربين الذين لم يتمكنوا من إحداث تغيير رغم توافر كل مقومات التألق، فلم يكن الحصاد حتى الآن مثمراً وموازياً لعطاء الإدارة، وهناك العديد من المدربين القادرين على العمل بمحبة وصدق بعيداً عن شعارات التنظير، وستكون الأيام القادمات أكبر دليل على حسن ترجمة النيات والعمل الصادق على أرض الواقع.