Site icon صحيفة الوطن

الاحتلال استنفر عسكرياً وميدانياً.. سفارات غربية دعت مواطنيها لمغادرة لبنان.. خطوط جوية علّقت رحلاتها … المنطقة تتأهب بانتظار الرد.. وأميركا تحشد قواتها لحماية إسرائيل

حالة من الغليان والتوتر والتأهب تعيشها المنطقة على وقع تداعيات التصعيد الإسرائيلي الأخطر في ضاحية بيروت الجنوبية وطهران، لتنشغل الأوساط السياسية والإعلامية بالبحث عن ماهية الرد الحتمي الذي تحدث عنه قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي وأمين عام حزب اللـه حسن نصر الله، والإجراءات التي تنوي إيران اتخاذها رداً على الخرق الفاضح لسيادتها.

التأهب الإقليمي انعكس حالة تحشيد ميدانية متواصلة، عكستها وصول المزيد من البوارج الأميركية للمنطقة واستنفار الدفاعات الجوية الأميركية في جميع قواعدها المتواجدة في الإقليم لحماية إسرائيل، إلى جانب استنفار العدو الإسرائيلي، الذي أوقف الإجازات في كل الوحدات المقاتلة وتشكيلات التدريب، وعمل على تجهيز مرفأ اسدود ليكون بديلاً عن موانئ الشمال، كما اتخذ قرارات بتقليص عمل المصانع في الشمال إلى عمق أربعين كيلومتراً من الحدود مع لبنان وسط مخاوف من تسلل مقاومين من الجنوب نحو مستوطنات مثل «ليمان».

وفي انتظار الردود المرتقبة، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط عبر نشر مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة عقب تصاعد التوترات في المنطقة.

وقالت البنتاغون: إن هذه الخطوة تأتي «لتخفيف احتمالات تصعيد إقليمي.

وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ في بيان: إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة.

وسبق أن أفاد مسؤول في البنتاغون لصحيفة «واشنطن بوست»، بتمركز مدمرات أميركية في منطقة الخليج وشرق البحر المتوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت»، وفرق الهجوم البرمائي، وأكثر من 4 آلاف جندي من مشاة البحرية والبحارة.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته الصحيفة، أعادت الولايات المتحدة توجيه عدد من السفن الحربية المتمركزة في البحر الأحمر، إلى الخليج والبحر المتوسط، في ظل تصاعد التوترات بالمنطقة.

من جانبها أصدرت السفارة الأميركية في لبنان، بياناً حذرت مواطنيها من البقاء في لبنان، وطالبتهم بالرحيل بشكل فوري، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية المرتقبة على حد تعبيرها، من جانبها حثّت الحكومة البريطانية مواطنيها في لبنان أيضاً على مغادرة البلاد.

السويد بدورها أعلنت أنها ستغلق سفارتها في بيروت، وقال وزير الخارجية توبياس بيلستروم للإذاعة السويدية: «أصدرت وزارة الخارجية السويدية تعليمات لموظفيها بمغادرة بيروت والسفر إلى قبرص، كما أن الوزارة تخطّط لنقل سفارتها مؤقتاً»، وتابع: «نطالب السويديين في لبنان إلى مغادرة البلاد بأي وسيلة ممكنة».

من ناحية ثانية، أعلنت عدة خطوط جوية تمديد تعليق رحلاتها من وإلى لبنان من بينها طيران «إير فرانس» و«ترانزافيا»، كما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية تعليق رحلاتها بدءاً من اليوم الأحد.

في الأثناء، تواصل شركة طيران الشرق الأوسط رحلاتها مع إجراء تعديلات على مواعيد الرحلات، خصوصاً الرحلات الليلية.

وبعد توعد حرسِ الثورةِ الإسلاميةِ بأن العقابَ سيكونُ شديداً وبالطريقةِ المناسبة، كذّب مصدر إيراني «مطلع» تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، فيما كشف حرس الثورة الإسلامية في بيانه الثالث أن عملية الاغتيال جرت بتخطيط وتنفيذ الكيان الصهيوني وبدعم من الإدارة الأميركية.

وجاء في البيان رقم 3 الصادر عن الحرس الثوري الإيراني أن عملية الاغتيال «جرت بتخطيط وتنفيذ الكيان الصهيوني وبدعم من الإدارة الأميركية المجرمة»، وأضاف: «وفق التحقيقات، جرت هذه العملية الإرهابية بمقذوف قصير المدى برأس حربي يزن 7 كيلوغرامات تقريباً من خارج حدود مبنى إقامة الضيف (هنية) وأدى إلى وقوع انفجار شديد»، واختتم البيان: «نؤكد أن الكيان الصهيوني الطائش والإرهابي سيتلقى العقاب الأليم والصعب في الزمان والمكان المناسبين، والنوعية المناسبة».

بدوره أعلن وزير الأمن الإيراني إسماعيل خطيب أن عملية الاغتيال جرت بضوء أخضر من الولايات المتحدة، وقال: إن عملية اغتيال هنية شاهدة على انتصار طوفان الأقصى وزوال هذا الكيان الصهيوني الزائف.

هذه التطورات جاءت بالتزامن مع توقعات مسؤولين أميركيين، بأن يكون رد إيران مماثلاً للعملية التي شنّتها في نيسان الماضي على إسرائيل وربما أوسع نطاقاً، إذ يمكن أن يشمل أيضاً مشاركة حزب اللـه من لبنان، وفق موقع «إكسيوس» الأميركي الذي لفت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مقتنعة بأن إيران ستستهدف إسرائيل رداً على اغتيال هنية، وتستعد لمواجهتها.

Exit mobile version