Site icon صحيفة الوطن

إيران أكدت تحملها مسؤولية أخلاقية أمام جرائم الاحتلال.. ووفد روسي في طهران … سلامي: الكيان سيتلقى رداً قاصماً على اغتيال هنية

أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء حسين سلامي، أن كيان الاحتلال الإسرائيلي «سيتلقى رداً قاصماً» على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، في حين اعتبر وزير الخارجية بالوكالة علي باقري كني أن عملية الاغتيال جزء من إبادة الشعب الفلسطيني.

وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر تكريم للصحفيين، أمس الإثنين، أوردتها وكالة «تسنيم» الإيرانية شدّد سلامي على أن الاحتلال «سيدرك أنه أخطأ في حساباته عندما يتلقى الرد الحاسم»، وقال : «سيرون متى وأين وكيف سيتلقون الرد»، وذكّر بأن استشهاد العميد رضا زاهدي في العدوان الذي استهدف القنصلية الإيرانية بدمشق «قادنا إلى عملية الوعد الصادق»، واصفاً العملية بأنها «استثنائية ومهمة، وفي قلب كيان يدّعي القوة».

إضافة إلى ذلك، أشار قائد حرس الثورة إلى أن كل أدوات التعذيب والأسلحة المحرّمة تصدر من الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين «تزعمان اليوم أن إيران لا يحق لها أن تملك قدرةً نووية»، وفي هذا الإطار، شدّد سلامي على أن الاحتلال الإسرائيلي أخطأ في ظنّه أن قيامه باغتيال العلماء النوويين الإيرانيين «سيحول بين إيران وبين الحصول على القوة النووية».

في السياق، أكد القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية، علي باقري كنّي، أمس الإثنين، أن طهران تتحمّل مسؤوليةً أخلاقية أمام الجرائم المستمرة في فلسطين، داعياً إلى «عدم التزام الصمت»، وشدد كنّي، في مؤتمرٍ عُقد بحضور السفراء الأجانب المقيمين في طهران بشأن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، على أن جريمة الاحتلال «هي جزء من الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني»، حسب وكالة «مهر» الإيرانية.

بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن اغتيال هنية يُعدّ انتهاكاً للقانون الدولي، وشدد على احتفاظ طهران بحقها في الدفاع عن سيادتها، وأشار إلى أنه لا يحق لأحد منعها عن الرد، وحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن جريمة الاغتيال، إضافة إلى كل من يدعم كيان الاحتلال.

وقال كنعاني، في مؤتمر صحفي، أمس، إن اغتيال هنية «ينتهك القانون الدولي، وعلى العالم أن يتخذ إجراءات لمحاسبة الكيان الصهيوني»، وأضاف: إن طهران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، مؤكداً أن الرد على اغتيال هنية سيكون في إطار القوانين والأعراف الدولية.

وتطرّق كنعاني إلى زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أول من أمس الأحد إلى طهران والتشاور الإيراني الأردني، واعتبر أنه «أمر طبيعي»، مشيراً إلى إجراء مناقشات بشأن «الوضع في فلسطين والوضع الجديد الذي طرأ بعد اغتيال هنية»، وفي السياق نفسه، جدّد المتحدث الإيراني تأكيده أن الأردن «جارة إيران الصديقة، ومن أكثر الدول فعالية في مجال قضية فلسطين».

وأكد أن جريمة اغتيال هنية لن تثني عزيمة الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم عن مواصلة طريق تحرير القدس، مجدداً رفضه التشكيك في حق إيران في الرد على الجريمة، لكونه جزءاً من حقها الطبيعي في الدفاع عن سيادتها وحفظ وحدة أراضيها، وحمّل كنعاني الاحتلال مسؤولية تصعيد التوتر في المنطقة، لافتاً إلى أن التوتر يتم «بدعمٍ مباشر وغير محدود من واشنطن»، وأنّ الإدارة الأميركية «شريكٌ أساسي مع الاحتلال في جرائمه بكامل طاقتها».

ودعا الولايات المتحدة إلى وجوب القيام بواجباتها، واستخدام قوتها لوقف الكيان الصهيوني، مشدداً على عدم وجود «حاجة لإرسال رسالة إلى واشنطن»، وذلك لكون كيان الاحتلال «لا يقوم بأي أعمال مغامرة من دون الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة».

وتحدث كنعناني عن المزاعم التي نشرتها وسائل إعلام حول زيارة وفد أميركي إلى إيران وتشاوره مع الحكومة بشأن اغتيال هنية، معتبراً إيّاها «أخباراً لا تستحق حتى النفي والإنكار، ولا أساس لها من الصحة»، كذلك اتخذت إيران، حسب كنعاني، «الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة»، إضافة إلى قيامها «بنشاطات دبلوماسية» لإدانة اغتيال هنية في المجتمع الدولي، كاشفاً عقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي بطلبٍ من إيران، وبالتعاون مع الدول الصديقة، إضافة إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، في مدينة جدّة السعودية بهدف إدانة «الأعمال الإرهابية وجرائم الاحتلال الصهيوني، والذي لاقى ترحيباً من دول إسلامية».

كما شدد كنعاني على أن إيران لا تتبادل الرسائل مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا تعترف بمشروعيته، وذلك رداً على الأنباء التي وردت بشأن تبادل رسائل غير مباشرة بينها وبين الاحتلال عبر زيارة وزير الخارجية الأردنية إلى طهران.

وسط هذه التوترات، بدأ وفد روسي رفيع المستوي برئاسة أمين مجلس الأمن القومي في روسيا الاتحادية سيرغي شويغو زيارة إلى إيران، يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين، وتأتي حسب أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، استمراراً للتعاون الإستراتيجي بين البلدين بهدف تعزيز التفاعلات وبحث القضايا الإقليمية، والعلاقات الأمنية السياسية الدولية والثنائية.

Exit mobile version