Site icon صحيفة الوطن

«العفو الدولية»: تعذيب الأسرى في السجون الإسرائيلية جريمة حرب … جيش الاحتلال يطالب سكان أحياء في خان يونس بالإخلاء تمهيداً لعدوان جديد

بالتزامن مع تصعيد عدوانه على المدنيين في قطاع غزة وارتقاء العشرات شهداء وإصابة أعداد كبيرة، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان مركز مدينة خان يونس و9 أحياء فيها جنوبي قطاع غزة، بإخلائها تمهيداً لشن عدوان عليها، على حين سلم، جثامين 84 شهيداً كان قد اختطفهم من القطاع، في وقت أكدت منظمة العفو الدولية، أنها وثقت استخدام الاحتلال المعاملة غير الإنسانية والتعذيب والعنف الجنسي بحق الأسرى الفلسطينيين، معتبرة أن ذلك يعد «جرائم حرب».

وأفادت وكالة «وفا» نقلاً عن مسعفين، بنقل أربعة شهداء نتيجة قصف الاحتلال مجموعة مواطنين في شارع الأبراج بمنطقة تل الهوا، جنوب مدينة غزة، إلى المستشفى المعمداني.

كما نقلت الوكالة عن شهود عيان: إن طائرات الاحتلال قصفت مركبة مدنية في منطقة المطاحن جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وفي السياق، أفاد اتحاد لجان الصيادين في غزة، وفقاً للوكالة باستشهاد صياد برصاص زوارق الاحتلال الحربية قبالة شاطئ بحر مخيم النصيرات وسط القطاع.

وقبل ظهر أمس أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان نقلته وكالة «سانا» أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 40 شهيداً، و71 جريحاً.

وقالت الوزارة: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ304 على القطاع ارتفع إلى 39623 شهيداً، و91469 جريحاً (حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس)، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

في الأثناء ذكرت وكالة «الأناضول»، أن جيش الاحتلال طالب سكان مركز مدينة خان يونس جنوبي القطاع و9 أحياء فيها بإخلائها «تمهيداً لشن هجوم عليها»، رغم أن هجماته الجوية لم تتوقف على هذه المناطق خلال الأيام الماضية.

وجاء في منشور للناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»: «كل السكان الذين لم يخلوا أحياء مركز المدينة، الشيخ ناصر، جورة اللوت، المنارة، معن، قيزان النجار، قيزان أبو رشوان، السلام، مصبح والحشاش، أخلوا المنطقة بشكل فوري إلى المنطقة الإنسانية»، وفق زعمه، مع أن التقارير المحلية والأممية تؤكد أن لا مكان آمناً في قطاع غزة.

وتوعّد أدرعي بأن جيش الاحتلال سيعمل بقوة ضد ما سماها «العناصر المسلحة» في تلك المنطقة في إشارة إلى مقاتلي المقاومة الفلسطينية.

كما زعم أدرعي في تصريح له وفق ما ذكر موقع «النشرة» اللبناني، أن طائرات حربيّة تابعة لسلاح الجو قضت أول من أمس على عبد الفتاح الزريعي، الّذي كان أحد عناصر ركن التّصنيع لدى الجناح العسكري لحركة «حماس».

بدورها أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، بقصف قوات الاحتلال منطقة المواصي في محافظة خان يونس، مشيرة إلى أن 1050 فلسطينياً استشهدوا داخل مدارس الإيواء التي استهدفها الاحتلال بقطاع غزة.

على خطٍّ موازٍ، أفادت مصادر طبية، بأن الاحتلال سلم أمس جثامين 84 شهيداً كان قد اختطفهم من مقابر في قطاع غزة، حسبما ذكرت وكالة «وفا».

وقالت: إنه تم دفن جثامين الشهداء في المقبرة التركية بالحي النمساوي جنوب غرب مدينة خان يونس، موضحة أن هذه الدفعة الثالثة من جثامين الشهداء التي سلمها الاحتلال للجنة الدولية للصليب الأحمر خلال عدوانه المتواصل لليوم 304 على التوالي.

إلى ذلك قالت نائبة المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، سارة حشاش: إن جميع أشكال المعاملة غير الإنسانية، بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي، تعد «جرائم حرب»، وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول».

وذكرت حشاش أن التحقيق الأخير الذي أجرته المنظمة وثق التعذيب وغيره من ضروب المعاملة غير الإنسانية للسجناء الفلسطينيين في معتقل «سدي تيمان» الإسرائيلي ومراكز الاعتقال الأخرى.

ولفتت إلى أن المنظمة كشفت كيف أن إسرائيل تستخدم ما تسميه «قانون المقاتلين غير الشرعيين» أداة لاحتجاز الفلسطينيين تعسفاً إلى أجل غير مسمى من دون تهمة أو محاكمة، في انتهاك للقانون الدولي.

وذكرت أن المنظمة أجرت مقابلات مع 27 أسيراً سابقاً، جميعهم مدنيون (20 رجلاً و6 نساء وطفل واحد) محتجزين من قطاع غزة.

وأوضحت أن جميع هؤلاء الأشخاص تعرضوا للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة على يد قوات جيش الاحتلال ومخابراته وشرطته خلال فترات اعتقالهم.

وقالت حشاش: «إن الأخبار المروعة عن تعرض معتقل فلسطيني للاغتصاب الجماعي في منشأة «سدي تيمان» تقدم أدلة جديدة على التعذيب المروع وغيره من ضروب سوء المعاملة للمعتقلين الفلسطينيين، والتي وثقتها منظمة العفو الدولية في تحقيقاتها الأخيرة».

وشددت على أن حادثة التعذيب الجنسي للأسير الفلسطيني تظهر أيضاً أنه على إسرائيل أن تسمح فوراً لمراقبين مستقلين بالوصول إلى مراكز الاعتقال.

وقالت: «في سياق النزاع المسلح، يُعد التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي، جرائم حرب».

Exit mobile version