أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني عبد اللـه بوحبيب أمس الثلاثاء، أن كيان الاحتلال يشن حرباً شعواء على الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين اعتبر الثاني أن تصعيد إسرائيل في المنطقة يعكس نيتها بإطالة أمد الحرب وتوسيع نطاق الصراع.
وحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، أكد عبد العاطي خلال المؤتمر الصحفي في ختام مباحثاته مع بوحبيب بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، إدانة مصر القاطعة أي اعتداء والاعتداءات المتكررة التي تقع على لبنان وعلى سيادته والسياسات التصعيدية الخطيرة الحالية في المنطقة بما في ذلك القصف الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيراً إلى أن مصر تؤكد مرة أخرى تضامنها مع مؤسسات الدولة اللبنانية وأهمية دعمها بكل السبل.
وأضاف: إنه أكد لنظيره اللبناني دعم مصر لكل الجهود الدولية الهادفة إلى التوصل للتهدئة في جنوب لبنان، مؤكداً دعم مصر الكامل لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الخاص بلبنان بشكل كامل وغير مجتزأ ومن دون إدخال أي تعديلات عليه وأن يتم تنفيذه من جانب الأطراف المعنية كافة سواء كانت لبنان أم الأطراف الأخرى.
وكشف عن التواصل مع وزراء خارجية روسيا وأميركا وإيران والصين للعمل على وقف التصعيد في المنطقة، وحذر من أن «السياسات التصعيدية بالمنطقة قد تؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة»، كما أعلن «رفض مصر سياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين»، مشيراً إلى أن «السبيل الوحيد لوقف التصعيد بالمنطقة، تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإدخال مزيد من المساعدات».
وأردف عبد العاطي بالقول: لا شك أن الزيارة المهمة (بو حبيب) تأتي في وقت شديد الأهمية والحساسية في ظل التصعيد الجاري في المنطقة وظرف إقليمي بالغ التعقيد والخطورة، وهو ظرف ناتج عن هذه الحرب الشعواء التي تشنها إسرائيل على أهالينا في قطاع غزة وما يحمله ذلك من مخاطر للتصعيد وامتداد هذا الصراع لما هو أبعد من ذلك.
وأوضح أنه جرى خلال المباحثات تناول كل ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر ولبنان في مختلف المجالات، والتشاور السياسي والعلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيراً إلى أنه أعاد خلال اللقاء تأكيد مواقف القاهرة الثابتة التي تؤكدها مصر خلال اتصالاتها المكثفة والمستمرة مع الأطراف من دعم مصر الكامل للبنان قيادة وحكومة وشعباً.
وقال عبد العاطي: إن مصر تستمر في حثها كل أطراف الصراع والنزاع للعمل على الالتزام بضبط النفس وتجنب انزلاق منطقتنا إلى حرب إقليمية شاملة، مضيفاً: إن مصر سبق أن عبرت عن إدانتها ورفضها الكامل لسياسة الاغتيالات السياسية والاغتيالات بشكل عام والرفض الكامل وإدانة استهداف الدول وسيادتها، مجدداً تأكيد أن مثل هذه السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف والعنف المضاد وسفك دماء الأبرياء في المنطقة التي أصبحت عرضة لمزيد من هذه الصراعات، وما قد يؤدي إلى خروج الأمور عن نطاق السيطرة، خاصة إذا كان هناك خطأ في الحسابات بما يهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة بل يهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأشار إلى أنه تم التشديد خلال النقاش المتبادل أمس، على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وكررنا طلبنا ودعوتنا للأمم المتحدة والقوى الدولية لبذل كل الجهود وممارسة جميع أشكال الضغط لتغليب لغة الحوار والمفاوضات والابتعاد عن الخيارات العسكرية وسياسة العنف التي أثبتت عدم جدواها ولن تؤدي إلا إلى المزيد من عدم الاستقرار بالمنطقة والعالم.
ولفت من جانب آخر إلى أنه اتفق ونظيره اللبناني على ضرورة استمرار الدعم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في أداء مهامها المهمة والإنسانية التي لا بديل منها في إدارة مهمتها في تقديم الغوث والدعم لكل اللاجئين الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أم الضفة الغربية أو سورية أو لبنان أو الأردن.
بدوره، أشار بوحبيب إلى أن تصعيد إسرائيل في المنطقة يعكس نيتها إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاق الصراع، مؤكداً أن مصر ذات دور محوري في ظل الظروف الصعبة التي تعانيها المنطقة، وأشار إلى أن بيروت تثمن الجهود المصرية الرامية لدعم لبنان من أجل وقف التصعيد وتهدئة الأوضاع في الجنوب اللبناني.
وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي في المنطقة يقوض الجهود التي تستهدف الاستقرار، لافتاً إلى أن الخطوة الأولى لتهدئة التصعيد وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مضيفاً: «نؤيد موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وضرورة تنفيذ القرار 1701 لاستعادة استقرار وسيادة لبنان على أرضه»، وشدد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية على أن بلاده تعمل على عدم الوصول إلى حرب شاملة تضر بمصالح كل دول المنطقة.