Site icon صحيفة الوطن

الاحتلال الأميركي استنفر في «العمر» و«كونيكو» والميليشيات أغلقت معابر وطرق الحسكة … قوات العشائر تباغت «قسد» بهجوم واسع وتسيطر على بلدات شرقي دير الزور حلب- خالد زنكلو

| الحسكة- دحام السلطان

باغتت قوات العشائر العربية ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن، بهجوم واسع بريف دير الزور الشرقي، أدى إلى طرد الميليشيات من بلدات عديدة كانت تسيطر عليها، ما دفع بقوات الاحتلال الأميركي المتمركزة في قاعدتي «حقل العمر» النفطي و«كونيكو» للغاز غير الشرعيتين إلى الاستنفار، لتعمل مروحيات الاحتلال لاحقاً على فتح نيران رشاشاتها باتجاه قوات العشائر قرب ضفة نهر الفرات ببلدة ذيبان، على حين أقدمت الميليشيات على إغلاق كل المعابر والمنافذ الخارجية التي تربط مدن ومناطق محافظة الحسكة ببعضها بعضاً.

وفي التفاصيل أكدت مصادر أهلية بريف دير الزور الشرقي، أن قوات العشائر العربية التي يقودها إبراهيم الهفل، شنت هجوماً مباغتاً الليلة ما قبل الماضية وصباح أمس، باتجاه حواجز ونقاط «قسد» العسكرية شرق دير الزور، لتسيطر على بلدات عديدة قبل توجيه رتل عسكري نحو ريف المحافظة الشمالي، ما تسبب بتشتيت الميليشيات التي استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة من الرقة والحسكة لرفع معنويات مسلحيها ومتزعميها المنهارة.

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن هجمات قوات العشائر العربية تركزت باتجاه الضفة الشرفية لنهر الفرات شرق دير الزور، حيث استطاعت السيطرة على بلدات الطيانة والشنان والكشكية وأبو حمام وغرانيج، وذلك عقب اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، امتدت إلى بلدات الصبحة وأبو حردوب وذيبان شرقي دير الزور، وأدت إلى مقتل عدد من مسلحي «قسد»، الذين ردوا بقصف تلك البلدات بقذائف الهاون، الأمر الذي تسبب بإصابة عدد من المدنيين بجروح.

وبينت المصادر أن قوات العشائر وجهت رتلاً عسكرياً كبيراً إلى بلدتي الصور والبصيرة بريف دير الزور الشمالي، حيث اشتبكت مع مسلحي الميليشيات عند مداخل البلدتين وأوقعت جرحى في صفوفهم.

مصادر ميدانية في قوات العشائر العربية ذكرت لـ«الوطن» أن قوات العشائر تمكنت من أسر أكثر من 10 مسلحين من «قسد» واغتنام عتاد عسكري كان بحوزتهم، بينه مجنزرات وآليات عسكرية من نوع «بانزيرا»، الأمر الذي استدعى تدخل التعزيزات التي وصلت من شمال وشمال شرق الفرات، والتي مشطت البلدات التي هيمن عليها مقاتلو قوات العشائر بحثاً عن مطلوبين، وفرضت حظر التجوال فيها.

وأشارت المصادر إلى أن تقهقر «قسد» وانهيار معنوياتها، دفع بقوات الاحتلال الأميركية المتمركزة في قاعدتي «حقل العمر» النفطي و«كونيكو» للغاز غير الشرعيتين بريف دير الزور الشرقي إلى الاستنفار، خشية وصول مقاتلي العشائر إلى القاعدتين اللتين تحرسهما الميليشيات، لتعمل تلك مروحيات الاحتلال لاحقاً على فتح نيران رشاشاتها تجاه قوات العشائر قرب ضفة نهر الفرات ببلدة ذيبان شرقي دير الزور.

ولفتت المصادر إلى أن الهجمات القوية والمنسقة لقوات العشائر العربية جاءت بعد هدوء حذر في مناطق الضفة الشرقية لنهر الفرات استمر من بداية آذار الماضي، بعد أن شهد شهرا كانون الثاني وشباط الماضيان، هجمات ضارية من مقاتلي العشائر، كبدت مسلحي «قسد» خسائر بشرية ومادية باهظة.

قوات العشائر العربية أكدت في منشور على موقعها الرسمي وصول تعزيزات عسكرية لقواتها لتثبيت نقاط في بلدات غرانيج والكشكية بريف دير الزور الشرقي، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية أخرى لقوات العشائر العربية إلى بلدتي ذيبان والطيانة.

قوات العشائر العربية قالت في بيان صوتي بلسان قائدها إبراهيم الهفل: نعلم أن معاناتكم تزداد بسبب احتلال ميليشيات قنديل الإرهابية.. نحن أبناؤكم في جيش العشائر لن نترك السلاح ولن نترك الأرض حتى يتم تحريرها وتطهيرها من عصابات قنديل الإرهابية، إننا أبناء هذه الأرض ولدنا فيها وكبرنا فوق ترابها ولن نساوم عليها».

وأردف الهفل: «هدفنا تحرير أرضنا ولا نقبل أن نكون تُبّع لأي جهة مثل «قسد»، المصنفة دولياً كإرهابية، نحن أصحاب حق وقادرون على تحرير أرضنا وإدارة أمورنا عليها».

واختتم بيان العشائر: «لن نخون أهلنا ولن نستبدل محتلاً بآخر، ودماؤنا ليست رخيصة ولا نبذلها إلا في سبيل ديننا وأهلنا وأرضنا العربية».

إلى ذلك أقدمت «قسد» على إغلاق كل المعابر والمنافذ الخارجية التي تربط مدن ومناطق محافظة الحسكة ببعضها بعضاً، إضافة إلى الحواجز والمداخل التي تربط مناطق سيطرتها مع الأحياء الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية «المربع الأمني» في مدينة الحسكة، وقامت بمنع دخول وخروج جميع الآليات والمركبات إليها، على خلفية الأحداث الجارية الآن بينها وبين قوات العشائر العربية بريف دير الزور الشرقي.

وذكرت مصادر محلية لـ«الوطن»: أن ما يُسمى «قوى الأمن الداخلي- الأسايش» التابعة لـ«قسد» في دير الزور، فرضت حظر تجوال كلي في كل من المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية في محافظة دير الزور، نتيجة الظروف الأمنية والتوتر هناك، ومحاولة بعض المجموعات المسلحة التابعة للحكومة السورية زعزعة الأمن وإثارة الفوضى في المنطقة حسب زعم «قسد».

وأضافت المصادر: إن «الأسايش» وبعد قيامها بإغلاق الطرقات الرئيسة والحيوية في مدينتي الحسكة والقامشلي في ساعة مبكرة من صباح أمس الأربعاء، قامت باستقدام وحدات أمنية خاصة تشمل تعزيزات عسكرية تشمل أسلحة ثقيلة وعناصر إلى مدينة القامشلي، وانتشرت في محيط المربع الأمني كإجراء احترازي لمنع أي طوارئ مفترضة في المنطقة، وسط أجواء من التوتر والحذر والشديد.

وأوضحت المصادر أن هذه التعزيزات جاءت بعد حالة التأهب الأمني وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المربعين الأمنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي، التي تتمركز ضمنهما عناصر الجيش العربي السوري، بالتزامن مع إغلاق الطريق المؤدي إلى مطار القامشلي الدولي أيضاً، مشيرة إلى أن تلك القوات قامت بمنع دخول السيارات المدنية والعسكرية، بينما سمحت بدخول المدنيين «مشاة» للوصول إلى تلك المواقع، وسط حالة تأهب أمني شديد.

Exit mobile version