Site icon صحيفة الوطن

مجلس الشورى تسلم تشكيلة بزشكيان للحكومة الـ14 … باقري كني: ردنا قانوني وحاسم وسيجعل الكيان الصهيوني نادماً على اعتداءاته

تسلم مجلس الشورى الإيراني التشكيلة الوزارية المقترحة من جانب الرئيس مسعود بزشكيان، التي من المقرر أن يناقشها خلال أسبوع لمنحها الثقة لاحقاً، في حين أكد القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس في غزّة خليل الحية وقوف إيران إلى جانب فلسطين، وأجرى اتصالات مع عدد من المسؤولين في بلجيكا وهولندا وأندونيسيا، شدد خلالها على حق إيران في الرد على اغتيال هنية.

وحسب وسائل إعلام إيرانية، أعلن مجلس الشورى الإيراني، أمس الأحد، استلامه التشكيلة الوزارية المقترحة من جانب الرئيس مسعود بزشكيان، ومن أبرز أسماء التشكيلة الوزارية المقترحة: إسماعيل خطيب لوزارة الأمن، وعباس عراقجي لوزارة الخارجية، وعزيز نصير زاده لوزارة الدفاع، وإسكندر مؤمني لوزارة الداخلية.

كما تضمنت التشكيلة اسم سيدة هي فرزانه صادق، المقترحة لوزارة الطرق وبناء المدن، ومن المقرر أن يناقش مجلس الشورى صلاحية الأسماء المقترحة في التشكيلة خلال أسبوع لمنحها الثقة لاحقاً، وقبل يومين أكد نائب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جعفر قائم بناه أن الحكومة الـ 14، ستضم جميع التيارات السياسية في البلاد، مشيراً إلى أن ديوان الرئاسة «وضع الأسس في تنفيذ الخطط والبرامج المحددة على مبدأ نيل رضا الشعب واحترام الكرامة الإنسانية».

وأضاف قائم بناه: إن «الأولوية في سياق اختيار أعضاء مجلس الوزراء، قائمة على الأطر التي حدّدها الرئيس بزشكيان لحكومته القائمة على الوفاق والانسجام الوطني، وفقاً لنهج الحكمة والازدهار»، وتابع: إن «توظيف طاقات العلماء والنخب هو من الأولويات المعتمدة لإدارة شؤون البلاد»، مبيناً أن الأجهزة الحكومية «سوف تتولى مهامها، في ضوء الخطة التنموية السابعة والسياسات العريضة المحددة من جانب قائد الثورة الإسلامية علي الخامنئي»، بينما «سيواصل ديوان الرئاسة بدوره المضي في هذا الاتجاه».

وعقب فوزه في الانتخابات الرئاسية في تموز الفائت، لفت بزشكيان إلى أن الحكومة المقبلة ستأتي في ظل أوضاع خطرة، وقال: «أمامنا اختبار صعب لأن لدينا كثيراً من التحديات والأزمات، التي علينا مواجهتها»، وشدّد الرئيس الإيراني على ضرورة فتح صفحة جديدة، والاتحاد من أجل إيران، آملاً أن يتناغم المجلس التشريعي مع الحكومة المقبلة، من أجل تخطي العقبات.

في غضون ذلك، أكد القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، أن إيران عازمة على جعل الكيان الإسرائيلي يدفع ثمن اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية في طهران، وأجرى باقري كني اتصالات منفصلة، أمس الأحد، مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في غزّة خليل الحية، وعدد من المسؤولين في بلجيكا وهولندا وأندونيسيا.

وأكد باقري كني في اتصال هاتفي مع الحيّة أن إيران ستبقى إلى جانب فلسطين، وأنّ ما يقوم به كيان الاحتلال لا يدع مجالاً للشك في سعيه لمحو الفلسطينيين وإبادتهم جماعياً، موضحاً أن إيران «تحاول جدياً إدانة جريمة الصهاينة الجديدة المتمثلة في الهجوم على مدرسة التابعين في غزة في المحافل الإقليمية والدولية».

كما جدّد تعازيه باستشهاد إسماعيل هنية، وفي الوقت ذاته هنأ بانتخاب يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس، معتبراً أن اختيار المجاهد «الدؤوب» السنوار، الذي يقود القتال ضد الصهاينة في الميدان، أمر يبعث على الفخر.

وخلال اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية بلجيكا حاجة لحبيب، أكد باقري كني أن «الرد الإيراني هو رد مشروع وحاسم وسيجعل الكيان الصهيوني نادماً على اعتداءاته»، وقال إن الكيان الصهيوني المجرم يهدّد استقرار وأمن منطقة غرب آسيا عبر جرائمه المتواصلة، بما فيها من استهداف مدرسة في غزّة واستشهاد مدنيين أبرياء أثناء عبادتهم في ذلك المكان، وكذلك مهاجمة منطقة سكنية في بيروت واغتيال إسماعيل هنية في طهران.

بدورها، وصفت وزيرة خارجية بلجيكا التطورات في غرب آسيا بالخطيرة، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مع تأكيدها ضرورة مواصلة المشاورات بين بروكسل وطهران.

كذلك، أجرى القائم بأعمال الخارجية الإيرانية، اتصالاً هاتفياً أيضاً مع نظيره الهولندي كاسبر فيلدكامب، أكد فيه أحقية إيران بالرد على اغتيال هنية وسيكون وفقاً للقوانين والمقررات الدولية وميثاق الأمم المتحدة، مع تشديده على أنه «لو أن جريمة واحدة من جرائم الكيان الصهيوني قد ارتكبت من طرف آخر، لكان الغرب رفع راية حقوق الإنسان ضده».

وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية التزمت الصمت تجاه انتهاك الكيان الصهيوني للقرارات الدولية وأعاقت اتخاذ قرار ضده في مجلس الأمن، وبدوره دعا وزير الخارجية الهولندي، إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار وخفض العنف وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزّة.

وجدّد باقري كني موقف بلاده خلال اتصاله مع نظيرته الأندونيسية ريتنو مرسودي، وأكد الجانبان ضرورة اتخاذ مواقف مشتركة، خاصةً من جانب الدول الإسلامية، ضد الأعمال الإجرامية الإسرائيلية والحفاظ على الأمن والاستقرار في غرب آسيا.

بدوره جدّد رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، في الجلسة العلنية للمجلس، صباح أمس الأحد، تأكيده أن إيران تعتبر الانتقام لدماء الشهيد إسماعيل هنية واجبها الوطني والديني.

وقال قاليباف: إن «على الكيان الصهيوني انتظار انتقام شديد من الشعب الإيراني»، وتعليقاً على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال أول من أمس السبت في قطاع غزّة، شدّد على أن «مجزرة مدرسة التابعين في غزّة أثبتت من جديد أن الكيان الصهيوني وصمة عار على جبين الإنسانية»، مؤكداً أن «الصهاينة لا يفهمون إلا لغة القوة».

وأضاف إن جرائم الكيان الصهيوني الأخيرة هي جرائم بحق الإنسانية وجرائم حرب، مشدداً على أن إيران تدين بشدة مجزرة مدرسة «التابعين» وتدعو الدول الإسلامية لدعم المقاومة الفلسطينية بشكلٍ عملي للتصدي للجرائم الصهيونية.

ومؤخراً، أكدت ممثلية إيران في الأمم المتحدة أن لبلادها الحق في الدفاع المشروع، حيث «تمّ انتهاك أمن وسيادة طهران في العمل الإرهابي الأخير الذي قام به الكيان الإسرائيلي»، مشدّدةً على أن ذلك لا علاقة له بوقف إطلاق النار في غزّة.

وحينها، أوضحت أن الرّد سيتم بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزّة، مع تأكيدها أن «التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزّة هو أولويتنا، وأيّ اتفاق تقبله حركة حماس سيكون مقبولاً لدينا».

يُذكر أن الاغتيال الإسرائيلي للرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الـ31 من الشهر الماضي، جاء خلال زيارة قام بها إلى العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

Exit mobile version