Site icon صحيفة الوطن

الأمم المتحدة: التمويل الأميركي للإبادة الإسرائيلية بغزة يتزايد … الاحتلال يوسع أوامر الإخلاء وينسف أبراجاً سكنية في خان يونس ومباني غرب رفح

كثف العدو الإسرائيلي أمس من أوامر الإخلاء التي يصدرها للأهالي في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة مع إصداره أمراً جديداً بهذا الخصوص، كما وسع من رقعتها، وذلك بالتوازي مع مواصلة عدوانه على عموم مناطق القطاع لليوم الـ310 على التوالي ما أدى إلى ارتقاء العشرات من المدنيين شهداء وإصابة آخرين.

وحسب وكالة «وفا»، طالب جيش الاحتلال، المواطنين والنازحين المتواجدين في حي الجلاء المعروف بمدينة حمد شمال مدينة خان يونس بالإخلاء فوراً، كما جدد مطالبة المواطنين في أحيـاء جديـدة في مركز المدينة بإخلائها قسراً.

وهذه هي المرة الثالثة خلال نحو أسبوع التي يوسع فيها الاحتلال أوامر الإخلاء في مدينة خان يونس التي أعلن يوم الجمعة الماضي، بدء عملية عسكرية فيها.

وسبق أن نفذت قوات الاحتلال منذ الـ7 من تشرين الأول عدة هجمات مدمرة على خان يونس، منها مناطق زعمت سابقاً أنها «آمنة»، ما خلف مئات الشهداء والجرحى ودماراً واسعاً.

بدورها ذكرت وكالة «الأناضول» أن جيش الاحتلال جدد مطالبة سكان أحياء جديدة في مركز مدينة خان يونس بإخلائها قسراً؛ تمهيدًا لشن هجوم جديد عليها بادعاء إطلاق حركة «حماس» صواريخ منها.

ونقلت «الأناضول» عن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفخاي أدرعي في منشور عبر موقع «فيسبوك»: «نداء عاجلاً إلى السكان الذين لم يخلوا بعد من خان يونس، شملت أحياء مركز المدينة، الشيخ ناصر، بربخ ومعن في بلوكات 53، 54، 55، 103، 104».

وبالتزامن مع ذلك، واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال، قصفها لبلدات وأحياء مدينة خان يونس حيث استشهد مواطنان وأصيب آخرون، في قصف لقوات الاحتلال وسط المدينة.

كما أفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت برجين في مدينة حمد السكنية شمال خان يونس، ما أدى لإصابة خمسة مواطنين، بالتزامن مع قصف بلدات القرارة، والزنة، وبني سهيلا.

وفي مدينة رفح جنوب القطاع نفذت قوات الاحتلال عمليات نسفٍ لمبانٍ سكنية في الأحياء الغربية من المدينة. كما قامت الآليات العسكرية ترافقها الجرافات بعمليات تجريف واسعة داخل حي البراهمة غرب رفح.

كما استشهدت مواطنة وأصيب آخرون، في قصف لطائرات الاحتلال على مخيم النصيرات، وسط القطاع حسبما نقلت «وفا» عن شهود عيان.

وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية عدة قذائف صوب منطقة ميناء الصيادين، وأطراف مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، في حين قصفت مدفعيته شرق مخيم البريج، وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع، في حين أفادت طواقم الإسعاف والإنقاذ، بأنه تم نقل فتاة مصابة بطلق ناري بالوجه من طائرة مسيرة «كواد كابتر» شرق مفرق المحطة في مدينة دير البلح وسط القطاع، إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.

وفي السياق أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها ونار أسلحتها الثقيلة على منازل المواطنين في حي الزيتون وتل الهوا بمدينة غزة، مع سماع دوي انفجارات وإطلاق نار قرب مفرق الشهداء محور «نتساريم» جنوباً.

وحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم تصدر وزارة الصحة الفلسطينية إحصائية جديدة حول حصيلة شهداء العدوان، علماً أن آخر حصيلة أصدرتها السبت الماضي أعلنت فيها أن عدد الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول الماضي وصل إلى 39790 شهيداً.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان وفق قناة «الميادين»، استشهاد نحو 500 من كادر القطاع الصحي، وإصابة المئات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.

وأضافت الوزارة: إن الاحتلال اعتقل أكثر من 310 آخرين، بينما دمر 130 مركبة إسعاف في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن استهداف الاحتلال المتعمد للبنية التحتية الطبية أدى إلى حرمان المواطنين من إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

ياتي ذلك بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال أول أمس مجزرة في مدرسة «التابعين» التي تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 مواطن وإصابة المئات.

وأكدت «الميادين» أمس أن مجزرة مدرسة «التابعين» صُنفـت بالأكثـر دمـوية في شـمال قطــاع غـزّة بعــد مجـزرة المستشفى المعمداني، وقالت: إن «75 شهيداً فقط من شهداء مجزرة «التابعــين» جـرى التعرّف على جثامينهم، بينما بقي الكثير من الأشلاء لشهداء مجهولين».

وأشارت إلى أن «المسعفين احتسبوا كل 70 كيلو غراماً من الأشلاء شهيداً واحداً، بسبب تناثر جثامين شهداء المجزرة».

كما نقلت «الأناضول» عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تأكيده في تقرير أن تحقيقاته الأولية في مدرسة «التابعين» التي شهدت مجزرة إسرائيلية استشهد فيها أكثر من 100 فلسطيني، «لم تثبت وجود أي دليل أو مؤشر على أي مظاهر أو تشكيلات مسلحة».

وأوضح المرصد أنه أجرى عملية مسح وتحقيق أولي في المدرسة التي كانت تؤوي أكثر من 2500 نازح، وأظهرت جميع الأدلة وشهادات الناجين أن المدرسة كانت «خالية من أي تجمعات أو مراكز عسكرية ولم تُستخدم لأي أغراض عسكرية».

في الأثناء أفاد الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء في بيان نقلته «وفا» بأن 24 في المئة من شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هم من الشباب، في حين أن 75 في المئة من شهداء الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول من دون سن 30 عاماً.

وفي السياق قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، تعليقاً على مذبحة مدرسة التابعين بغزة أن «التمويل الأميركي للإبادة الجماعية الإسرائيلية يتزايد مع استخدام الأخيرة قنابل أكثر فتكاً تسببت أمس بتقطيع جثث مذبحة مدرسة التابعين بغزة لدرجة من المستحيل التعرف عليها»، حسب ما ذكرت وكالة «الأناضول».

وأشارت إلى أن «التعرف على جثث مذبحة مدرسة التابعين بغزة يتم الآن من خلال الوزن (كل كيس يزن 70 كغ يساوي شخص بالغ واحد)»، على حد تعبيرها.

وقالت في سياق آخر: إن «العالم ملزم بفرض عقوبات على إسرائيل لأن فرضها على المستوطنين الأفراد فقط بالضفة الغربية يشبه محاولة إطفاء حريق باستخدام قطرات العين».

وأضافت ألبانيز: إن «إسرائيل تتسامح مع عنف المستوطنين بالضفة، ولم يعد الأمر مجرد اقتلاع أشجار زيتون وخيام بل أصبح يكلف أرواحاً بشرية بشكل متزايد».

Exit mobile version