Site icon صحيفة الوطن

مقاتلو العشائر يستهدفونها شرق دير الزور والمواجهات امتدت إلى «الكبر» بالريف الغربي … «قسد» تواصل حصار سكان الحسكة.. خزانات المياه فارغة والأسواق أغلقت لتوقف التوريدات

| حلب- خالد زنكلو – الحسكة- دحام السلطان

دخل حصار مدينة الحسكة يومه السادس، وواصلت ميليشيات «قسد» الانفصالية قطع مياه الشرب والطحين والمواد الغذائية عن الأهالي في مدينة الحسكة وسط زيادة في قائمة السلع المفقودة في المحال التجارية، وانقطاع شبه تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه إلى مركز المدينة.

عدد من الأهالي أكدوا أن خزانات المياه المنتشرة وسط مدينة الحسكة أصبحت فارغة نتيجة منع الحواجز العسكرية للميليشيات دخول الصهاريج التابعة للمنظمات والهيئات الإنسانية إلى المدينة، ما دفع بعض الأسر إلى شرب مياه الآبار السطحية الموجودة في المنطقة على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب والتي تسبب الأمراض.

وأشار الأهالي إلى توقف أغلبية المحال التجارية عن البيع بسبب نفاد مخازينها من المواد التموينية والغذائية، وأغلقت محال سوق الهال نتيجة توقف توريد مواد الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأخرى بسبب ممارسات الميليشيات المرتبطة بالاحتلال الأميركي، كما انخفضت كميات الخبز بشكل كبير بسبب فقدان مادة الطحين في المخابز، وعدم التمكن من إيصالها إلى أفران المدينة، إضافة إلى توقف العديد من مولدات التيار الكهربائي في القطاع الخاص عن العمل بسبب نفاد كميات الوقود المشغلة لها.

محافظ الحسكة لؤي محمد صيّوح في تصريح خاص لـ«الوطن» قال: إن الحلول كلها تقع تحت بند المحاولات والمساعي للوصول إلى إنهاء المعاناة الإنسانية الراهنة، لفتح المعابر المؤدية إلى أحياء وسط مدينتي الحسكة والقامشلي ورفع الحصار عنهما، وأن المساعي لم تُثمر إلى الآن بشكل نهائي إلا من خلال السماح لدخول 20 صهريج ماء عصر يوم أمس الأول السبت لتزويد الخزانات الثابتة بمياه الشرب، وكانت هناك محاولة لدخول نحو 30 صهريجاً آخر مساء يوم أمس الأحد، إلا أن المحاولة لم تُثمر وبقيت قيد الوعود، مشيراً إلى أنه تم عقد اجتماع بمدير مكتب اللجنة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر، ووضعه بصورة الواقع الذي يعيشه الجانب الخدمي الضروري المرتبط بحياة المواطن، مؤكداً أنه تمت مطالبته بأن تأخذ المنظمة الدولية دورها بالشكل المطلوب ومعالجة الواقع الذي يعيشه أبناء مدينتي الحسكة والقامشلي على حد سواء.

من جانبه لفت مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محمد الخليف أن الأسواق أصبحت اليوم شبه مشلولة تماماً ما انعكس سلباً على القوة الشرائية وقوة البيع لدى التاجر والمستهلك في ضوء ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية لدى المورّد الأساسي، نتيجة منعها من الدخول إلى أحياء وسط مدينة الحسكة بسبب إغلاق المعابر والحصار.

بدوره أوضح مدير فرع المخابز، يوسف الحمد، أن المخابز الآلية لم تصلها مخصصاتها من الطحين حتى تاريخه، وأن عملها يجري الآن على الرصيد المخزّن الذي سيكفيها فترة أربعة أيام مقبلة فقط، مشيراً إلى أن مخبز الحسكة الأول الآلي «المساكن» أصبح يعمل بطاقته الإنتاجية التي تتراوح بين 7- 7.5 أطنان، وأن مخبز البعث بمدينة القامشلي متوقف عن العمل منذ يوم الخميس الماضي لمنع وصول المواطنين إليه لشراء مخصصاتهم من مادة الخبز، منوهاً إلى أن مخبزي الشهداء وجرمز بريف القامشلي يعملان بطاقة إنتاجية تتراوح بين 4- 5 أطنان يومياً، وأنه لا مشكلة لديهما بالنسبة للدقيق، إلا أن المشكلة تتعلق بالوقود الذي يحتاجه كل من المخبزين، منوهاً أن هناك وعوداً بتزويد مخبز المساكن بالدقيق.

بالتوازي، واصل مقاتلو العشائر العربية استهداف ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، الموالية لقوات الاحتلال الأميركي، في ريف دير الزور الشرقي، وامتدت المواجهات إلى بلدة الكبر بريف المحافظة الغربي، في وقت بدأت الميليشيات بهدم وتفجير منازل المدنيين لردعهم عن الخروج ضدها.

وأوضحت مصادر محلية بريف دير الزور الشرقي أن قوات العشائر العربية شنت الليلة قبل الماضية هجمات باتجاه تجمعات «قسد» في بلدتي الحوايج والبصيرة جنوب شرق المحافظة، وكبدتها خسائر في الأرواح، استدعت عقبها الميليشيات تعزيزات إلى المنطقة وعمدت إلى تمشيط البلدتين بحثاً عن مطلوبين.

وأشارت إلى أن مواجهات قوات العشائر العربية مع «قسد» امتدت الليلة قبل الماضية إلى بلدتي الكبر والهرموشية غرب دير الزور، حيث داهم مقاتلو العشائر نقاط وحواجز الميليشيات عند مدخل البلدتين، وتمكنوا من قتل 7 مسلحين وإصابة 8 آخرين بعد تدمير نقطتين عسكريتين.

مصادر أهلية شرق دير الزور كشفت لـ«الوطن» أن «قسد» لجأت أمس إلى هدم وتفجير عدد من منازل المدنيين في بلدتي غرانيج وأبو حمام بريف دير الزور الشرقي بذريعة انخراط أصحاب المنازل في صفوف قوات العشائر العربية، وذلك خلال قيام دورية تابعة لـ«قسد» صباح أمس بعملية دهم للبلدتين، الأمر الذي أثار استياء سكان البلدتين ودفعهم إلى التمسك بالمقاومة ضد الميليشيات الانفصالية.

Exit mobile version