Site icon صحيفة الوطن

النغمة النشاز!!

| محمد أحمد خبازي

(قاطعوها) هذه النغمة النشاز، كثيراً ما يرددها المسؤولون وبشكل خاص الذين لهم علاقة بالتموين، فهم لا يقدرون على التجار والباعة الذين يرفعون أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية على كيفهم وهواهم كل يوم، ولا على المحتكرين الذين يكنزون الذهب والفضة والألماس، من تحكمهم بلقمة الناس وحاجاتهم الغذائية الأساسية والضرورية، لذلك يستقوون على المواطن المنتوف والمنهوك، ويطلبون منه بلهجة حاسمة أن يقاطع كل المواد التي يرفع التجار والباعة والمحتكرون سعرها ولا يستطيع شراءها!!.
وقد غاب عن بال أولئك الجهابذة أن قائمة المواد التي قاطعها المواطنون لضعف قدرتهم الشرائية، أمست أطول وأمضَّ من ليالي أحزانهم وشقائهم وعذابهم، من جراء وجودهم، أي وجود أولئك المسؤولين الذين يقولون ولا يفعلون، ويديرون ظهورهم للتجار والمحتكرين ويتعنترون على المواطن المسكين!!.
وأودُّ أن أطرح سؤالاً هنا على حاملي لواء المقاطعة والداعين لها، هل تقاطعون أنتم تلك المواد التي تطلبون من المواطن مقاطعتها؟.
بالتأكيد لا، فأنتم قادرون على شرائها من رواتبكم– والله من رواتبكم– ومن مدخولكم الشهري الذي تتعبون كثيراً في تحصيله، ومن عرق جبينكم!!.
وباعتقادنا من المعيب بل من المخجل أن يطلب أولئك الجهابذة من المواطنين مقاطعة السلع والمواد الغذائية التي ترتفع أسعارها كل يوم وليلة، في الوقت الذي يجب عليهم فيه كبس مستودعات ومخازن أولئك المحتكرين والتجار، ومصادرة كل ما فيها من مواد وطرحها للبيع في مؤسسات التدخل الإيجابي الوطنية.
قد يكون هذا الأمر حلما ، أو أمنية من أمنيات المواطنين الذين كثيراً ما وُعَدوا بتحسين أحوالهم المعيشية فيما سبق، ولمَّا تتحسَّن حتى الساعة!!.
ولكنه باعتقادنا قابل للتحقق عندما يضع أولئك المسؤولون مصلحة الوطن قبل مصالحهم الخاصة، ومصلحة المواطنين المسحوقين قبل مصلحة التجار والمحتكرين والغشاشين.

Exit mobile version