Site icon صحيفة الوطن

طهران اعتبرت مطالبة «الترويكا» الأوروبية بعدم الانتقام دعماً لجرائم الاحتلال … بزشكيان لستارمر: من حق الدول الرد العقابي على المعتدي

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس الثلاثاء، خلال اتصالٍ تلقاه من رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر أن «دعم الدول الغربية للكيان الإسرائيلي يهدد أمن المنطقة والعالم»، على حين شدد وزير الخارجية الإيرانية بالوكالة علي باقري كني على أن إيران «متمسكة بحقها المشروع في الرد على الاعتداء الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع مساعيها لوقف العدوان على قطاع غزة.

وحسب وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية قال بزشكيان خلال الاتصال مع ستارمر: إن «دعم الدول الغربية للكيان الإسرائيلي يهدد أمن المنطقة والعالم»، وأضاف: إن «صمت المجتمع الدولي ودعم بعض الدول الغربية لجرائم الكيان الإسرائيلي يتناقض مع المقررات الدولية، ويشجع الكيان على مواصلة جرائمه»، ولفت بزشكيان إلى أن «معاقبة المعتدي حل لإيقاف الجرائم والاعتداءات».

من جانبه، طلب ستارمر من بزشكيان عدم «مهاجمة إسرائيل»، وشدد على أن «الحرب ليست في مصلحة أحد»، لكن الرئيس الإيراني رد عليه بقوله إنه من حق الدول «الرد العقابي على المعتدي»، وعبر ستارمر لبزشكيان عن قلقه البالغ إزاء الوضع في الشرق الأوسط، داعياً جميع الأطراف إلى «وقف التصعيد، وتجنب المزيد من المواجهات في المنطقة»، وذكر مكتب ستارمر أن الجانبين اتفقا على أن «الحوار البناء يصب في مصلحة كل من بريطانيا وإيران».

وقبل ذلك، أكد بزشكيان للمستشار الألماني أولاف شولتس، ولنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصالاتٍ هاتفية منفصلة أن طهران سترد بشكلٍ مناسب على جريمة الاحتلال الإسرائيلي التي أدت إلى استشهاد الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في عدوان استهدف طهران.

في سياقٍ متصل، قال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني: إن «إيران متمسكة بحقها المشروع للرد على الاعتداء الإسرائيلي وذلك بالتزامن مع مساعيها لوقف العدوان على قطاع غزة»، وأكد باقري خلال اتصالٍ هاتفي مع وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أمس الثلاثاء أن «الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على طهران ولبنان وسورية هي محاولة لتوسيع رقعة الحرب نحو بقية دول المنطقة»، مشدداً على أن «إيران متمسكة بحقها في الرد»، وبدوره أبدى وزير الخارجية الإيطالي قلقه من ارتفاع حدة التوتر في المنطقة، داعياً الجميع إلى ضبط النفس والمساهمة في وقف الحرب والتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة.

في الأثناء علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أمس الثلاثاء، على بيان «الترويكا» الأوروبية الذي دعا طهران إلى عدم الرد على الكيان الإسرائيلي، مؤكداً أن بلاده «جدية وحازمة في استخدام حقها في الدفاع عن أمنها القومي وسيادة أراضيها»، وأنها «لا تنتظر الإذن من أحد».

وأضاف كنعاني في تصريح صحفي، حسب وكالة «إرنا»: إن مطالبة «الترويكا» الأوروبية لإيران بعدم الرد على جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي ومعاقبته هي «مطالبة فظة تفتقد لأي منطق سياسي، وتتعارض مع القوانين والمقررات الدولية»، وشدد على أن «بيان الترويكا الأوروبي هو دعم علني لجرائم الكيان الصهيوني والإرهاب في المنطقة»، مشيراً إلى أنه «إذا أرادت الترويكا الأوروبية تعزيز السلام في المنطقة، فعليها ولو لمرة واحدة إدانة جرائم الكيان الصهيوني وإبادته الجماعية في غزة».

كما لفت كنعاني إلى أن «عدم مبالاة الدول الغربية تجاه جرائم الكيان الإسرائيلي ومواصلة إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني الأعزل وعدم معاقبته، شجعته على زيادة جرائمه»، وأوضح أن «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لم تقم بأي إجراء يمنع الكيان الصهيوني من مواصلة جرائمه الوحشية، بينما فشلت المنظمات الدولية بردع الكيان»، مؤكداً أن «على الغرب ومجلس الأمن تحمل مسؤولياتهم تجاه وقف الجرائم الإسرائيلية الوحشية في غزة».

وأول من أمس الإثنين، دعا قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إيران وحلفاءها إلى «الامتناع عن شن هجمات على إسرائيل، وفي بيان مشترك، قال كل من رئيس الحكومة البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس: إن «الهجمات الإيرانية ستؤدي إلى تصاعد التوترات وتوسع رقعة الحرب في المنطقة، وستعرض فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى للخطر».

وفي وقت سابق، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنها «تسعى لتحقيق أولويتين في وقت واحد»، الأولى هو «التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وانسحاب المحتلين من هذه الأراضي»، فضلاً عن «معاقبة الاحتلال الذي اغتال هنية في عدوان على طهران».

وشددت البعثة على أن لبلادها الحق في الدفاع المشروع، حيث «جرى انتهاك أمن وسيادة طهران في العمل الإرهابي الأخير الذي قام به الكيان الإسرائيلي»، مشددةً على أن ذلك لا علاقة له بوقف إطلاق النار في غزة، وأوضحت، بشأن ما يُثار عن احتمال تأخير الرد حتى جولة المفاوضات الخميس المقبل، أن الرّد سيجري بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزة.

في سياق ذي صلة، حذر وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز، من أن القصف الذي تشنه الولايات المتحدة وحلفاؤها على المدن اليمنية يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، وقال: «نحن نصر على أن السبيل لإنهاء الصراع هو إنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، وإنشاء الدولة الفلسطينية».

وسبق أن حذر وزير الخارجية الكوبي في نيسان الماضي، من استمرار «الهجمات» المشتركة التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد اليمن، وأكد عبر منصة «إكس» أن «هذه الهجمات تزيد من خطر تصعيد الصراع في الشرق الأوسط مع عواقب وخيمة وغير متوقعة على السلم العالمي».

يُذكر أن طيران العدوان الأميركي البريطاني شن أول من أمس الإثنين، غارةً جويةً على جزيرة كمران التابعة لمحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، وأتى العدوان في ظل محاولات يائسة تهدف إلى «ردع صنعاء» عن مساندة الشعب الفلسطيني، ورغم الاعتداءات المتكررة على الأراضي اليمنية التي أسفرت عن ارتقاء عدد من الشهداء بعد التحاق اليمن بـ«طوفان الأقصى»، إلا أن القوات المسلحة اليمنية تواصل استهداف الأهداف الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي كان أبرزها استهداف مسيّرة يافا لـ«تل أبيب».

Exit mobile version