Site icon صحيفة الوطن

موسكو اعتبرت أن واشنطن اتخذت مجلس الأمن رهينة لعرقلة إنهاء العدوان … بكين: على الولايات المتحدة دفع إسرائيل لوقف عملياتها في غزة

دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو كونغ الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات صادقة ومسؤولة لدفع إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية في غزة، على حين أكد نائب المندوب الروسي دميتري بوليانسكي أن الولايات المتحدة تعرقل أي تحرك لوقف إطلاق النار في القطاع.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية، قال كونغ وفق وكالة «شينخوا»: «ندين بشدة الهجوم الإسرائيلي على مدرسة التابعين في مدينة غزة والذي أسفر عن مقتل أكثر من مئة فلسطيني»، مشدداً على أن المدنيين والبنية التحتية المدنية لا ينبغي أن يكونوا هدفاً للعمليات العسكرية وأن هذا خط أحمر بموجب القانون الإنساني الدولي.

وأضاف: إن «مهاجمة المدارس التي يلجأ إليها عدد كبير من المدنيين عمل شنيع، وإن وقف إطلاق النار الفوري والدائم في غزة هو إجماع المجتمع الدولي»، ودعا واشنطن باعتبارها أكبر مورد للأسلحة إلى اتخاذ «إجراءات صادقة ومسؤولة»، مؤكداً أن مفتاح تجنب تدهور وتصعيد الوضع يكمن في تحقيق وقف إطلاق نار شامل ودائم في غزة من دون تأخير، وأن بلاده ستعمل بلا كلل من أجل تخفيف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وتحقيق السلام والاستقرار والأمن على المدى الطويل في الشرق الأوسط.

وعقد مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية جلسة طارئة مفتوحة بناء على طلب الجزائر وبالتشاور مع دولة فلسطين في أعقاب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بقصفه مدرسة «التابعين» التي تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة يوم السبت الماضي، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة المئات.

وخلال الجلسة، اعتبر نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن الولايات المتحدة أخذت مجلس الأمن الدولي «رهينة لمصلحة إسرائيل» من خلال عرقلتها أي تحرك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال: إن «مجلس الأمن أخفق حتى اليوم في وضع حد للأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط، والسبب تملق واشنطن ومراعاتها مصالح إسرائيل، حيث بات المجلس مراقباً عاجزاً سلبياً يعرب عن قلقه فقط، والأعضاء الـ14 في المجلس هم مجرد رهائن للولايات المتحدة ضد أي إجراء من شأنه وقف إطلاق النار فوراً في غزة»، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك».

وانتقد بوليانسكي قرار مجلس الأمن في حزيران الماضي لوقف إطلاق النار على مراحل في القطاع، وقال: «لم تنفذ بنود القرار ولم تتحقق أي من هذه المراحل التي غدت سريالية بعيدة المنال وبموافقة مجلس الأمن للأسف». وتضمن القرار الأميركي حينها خطة مرحلية حددها الرئيس جو بايدن لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل في غزة وصوتت عليه 14 دولة، فيما امتنعت روسيا عن التصويت.

مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أكد أنه في كل مرة يدفع فيها العالم من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة ترد إسرائيل بمجزرة، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية عن إفلاتها المستمر من العقاب وعليه اتخاذ تدابير لإلزامها بتنفيذ قراراته.

ونقلت وكالة «وفا» عن منصور قوله في كلمة خلال جلسة مجلس الأمن: «ليس من قبيل المصادفة أنه في كل مرة يدفع فيها العالم من أجل وقف لإطلاق النار ترد إسرائيل بمجزرة مثل تلك التي وقعت في مدرسة التابعين في قطاع غزة»، لافتاً إلى أنها توجه بهذا رسالة أبشع من سابقتها مفادها بأنها لن تتوقف.

وأوضح منصور أن بلاده ترحب بالتوافق الدولي على الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار، لكن إسرائيل ترفض ذلك، ولا بد لهذا أن ينتهي، حيث لا يمكن لها أن تواصل تحدي المجتمع الدولي، الذي يملك جميع الأدوات التي تمكنه من تحويل قراراته إلى واقع إن توافرت لديه الإرادة السياسية.

وتابع منصور: في حين نجتمع هنا للشهر العاشر على التوالي لا تزال إسرائيل تودي بالأرواح، وتقوم بكل ما هو ممكن، لنشر نيران الصراع بالشرق الأوسط وتمزيق اتفاقيات جنيف في غزة مع تمزيقها كل قاعدة وضعت في المجال الإنساني، فهي لا تكترث لإداناتكم وتتجاهل قراراتكم ولا تصغي حتى لمناقشاتكم، وأنتم كدول ومجلس للأمن تتحملون المسؤولية عما تتمتع به من إفلات من العقاب.

Exit mobile version