Site icon صحيفة الوطن

مفاوضات الدوحة.. لا أمل!

| نعيم إبراهيم

لطالما يؤكد الصهاينة بكل مستوياتهم السياسية والعسكرية إجماعهم على استمرار الحرب ضد غزة لفترة طويلة جداً إذاً لماذا نطالبهم بوقف العدوان والانسحاب من المناطق التي أعادوا احتلالها وتم فيها عقد صفقة لتبادل أسرى وإدخال مساعدات وصولاً إلى إعادة إعمار القطاع.

مناسبة هذا التساؤل، الجلسة الجديدة من المفاوضات التي من المقرر أن تنطلق اليوم الخميس في الدوحة وسط تشاؤم كل الأطراف من نجاحها.

المستوى السياسي في كيان الاحتلال يرفض مطالب فصائل المقاومة الفلسطينية بالانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح وعودة سكان شمال القطاع إلى بيوتهم، وقادة الأجهزة العسكرية يقولون إنه بالإمكان الاستجابة لبعض هذه المطالب مؤقتاً، و«وقف إطلاق نار لا يعني نهاية الحرب».

بعد هذا التأكيد الصهيوني، هل قراءة اليوم التالي ومستقبل غزة بحاجة إلى كبير عناء تحليلاً وتركيباً وإسالة كميات كبيرة من الأحبار في كل دوائر القرار وميادين الإعلام في العالم؟ لأن الفصائل الفلسطينية أبلغت الوسطاء عبر حركة حماس أن الوضع القائم لا يحتاج لجولة مفاوضات جديدة، وأن المطلوب عملياً من أجل المضي إلى اتفاق، هو القبول بما وافقت عليه الفصائل ويقوم على «رؤية الرئيس الأميركي جو بايدن في الثاني من تموز 2024 وقرار مجلس الأمن، وإلزام إسرائيل بذلك»، ورفضته سلطات الاحتلال بحجج واهية.

للإشارة قالت «هيئة البث الإسرائيلية»: إن «إسرائيل ستطالب في المفاوضات المرتقبة، بالسيطرة على محور فيلادلفيا، وضمان عدم بقاء حماس في معبر رفح، ومنع انتقال المسلحين إلى شمال قطاع غزة، إضافة إلى قائمة واضحة سلفاً بالمحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين سيجري إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وترحيل الأسرى الفلسطينيين ممن يقضون أحكاماً عالية في السجون الإسرائيلية، وستشملهم الصفقة، إلى الخارج. فهل سيحاول الوسطاء تجاوز هذه العقبات في اجتماع، اليوم الخميس باعتبار جولة المحادثات هذه «فرصة أخيرة»؟

الرد جاء من مكتب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو: «أمام إسرائيل خيار واحد فقط وهو تحقيق انتصار مطلق، يعني القضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية، وتحرير مخطوفينا، وهذا الانتصار سيتحقق، وهذه هي التعليمات الواضحة لرئيس الحكومة نتنياهو والكابنيت، وهي تلزم الجميع، ومن ضمنهم غالانت».

منذ العام 1948 تستمر حرب الإبادة والتطهير العرقي بكل أشكالها وآلياتها ووسائلها التي يشنها الكيان الصهيوني بدعم أميركي – غربي – رجعي واسع بحق الشعب الفلسطيني في فلسطين من دون أن يتحرك المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لحماية هذا الشعب المظلوم وحفظ حقوقه في وطنه المسلوب ودعمه في مقاومة الصهاينة ومجازرهم التي تستهدف الأرض والإنسان، وما يجري في قطاع غزة اليوم من عدوان صهيوني ما هو إلا جولة سيكون لها ما بعدها على صعيد اليوم التالي استمراراً للإرهاب الصهيوني وحرب الإبادة والتدمير والاقتلاع في غزة وبيت المقدس وجنباته الممتدة من المحيط إلى الخليج.

بناء على ما تقدم يمكن الجزم بأن الشعب الفلسطيني لا يثق لا بالسياسة الأميركية ولا يشعر بالتفاؤل عن إمكانية خروج نتائج إيجابية لاجتماع الدوحة اليوم وأي مؤتمرات تدعو لها واشنطن، وخاصة بعد تنصلها من إلزام سلطات الاحتلال الصهيونية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 ومشروع بايدن.

بالمختصر المفيد، الشعب الفلسطيني لا يريد مفاوضات وشعارات بل يريد دعمه في مقاومته بكل السبل ضد المشروع الصهيوني الأميركي الرجعي بهدف تحقيق التحرير والعودة إلى دولته فلسطين التاريخية التي تبلغ مساحتها أكثر من 27 ألف كيلو متر مربع.

إعلامي فلسطيني مقيم بدمشق

Exit mobile version