Site icon صحيفة الوطن

عودة مدنية إلى تشرين… بين المنفعة الفنية والرفض الجماهيري

| الوطن – أدونيس حسن

أثارت الأخبار الواردة حول عودة حارس مرمى منتخب سورية أحمد مدنية إلى نادي تشرين سخط المتابعين لكرة الأصفر والأحمر، حيث يعتبر كثيرون أن سلوكه في لقاء الديربي بين فريقي جبلة وتشرين على ملعب البعث خلال ذهاب الموسم الماضي، كفيل بإبعاده عن حراسة عرين بطل الدوري في خمس مناسبات سابقة.

وكان مدنية قد احتفل بحرارة بعد فوز فريقه جبلة على ناديه الأم بهدف المهاجم عبد الرحمن بركات آنذاك، كنتيجة للشد والجذب الحاصل بداية ميركاتو الموسم المنقضي، والذي أفضى إلى فسخ المدنية لعقده رفقة النسور خشية الابتعاد عن المنافسة ومنصات التتويج التي اعتادها طوال المواسم التسعة السابقة.

وزاد طين العلاقة المتوترة بلة منشورات اللاعب على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أنهت أي تعاطف محتمل من جانب جمهور النادي اللاذقيّ، أعقبها باحتفالات أشد ضراوة من أفراحه رفقة فريقه الجيش أمام تشرين موسم 2018-2019، ما أزال عنه ثوب التميز الذي لطالما تمتع به رفقة البحارة.

البراغماتية الإدارية

وتشير صفقات نادي تشرين إلى رغبة واضحة لدى إدارة سعيد غريب بلم شمل أبناء النادي، بعد التعاقد مع محمد مالطة والتجديد لنديم صباغ، وسط مفاوضات مع لاعبين تشارنة آخرين، بغية إعادة إحياء موسم 2019-2020، الذي توج فيه نادي تشرين بلقب الدوري عقب 23 عاماً من الانتظار.

وتبعاً لذلك يمكن فهم مبتغى الإدارة بعودة بطل الدوري في ثمانية مواسم متتالية إلى صفوف الفريق، في ظل قرار اللاعبين الخمسة الذي أصدرته لجنة الاحتراف مؤخراً، وكصفقة مهمة على الصعيد الفني باعتبار أن مدنية من أفضل حراس المرمى في البلاد إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق.

وحقيقة الأمر أن التعاقد مع مدنية يحرم الفرق المنافسة خدماته، ويشكل حجر أساس لفريق منافس على اللقب للموسم القادم، في ظل كثرة الأندية الطامحة للظفر بدرع الدوري السوري لموسم 2024-2025، بينها الغريم التقليدي لتشرين نادي حطين، والكرامة، وأهلي حلب الذي باشر تمارينه الجماعية في وقت لا يملك تشرين سوى لاعبين هما نديم صباغ والعائد محمد مالطة.

الرفض الجماهيري

ويشكل ما سلف ذكره من توتر بين مدنية وأنصار نادي الدم والذهب حاجزاً إسمنتياً يصعب هدمه، ما يهدد بشرخ كبير بين عشاق الفريق الأصفر حول احتمالية حمايته لعرين فريقهم، وهو أمر على إدارة النادي المشكلة حديثاً التعامل معه بحذر، لكونه لم يسبق لأي لاعب تشريني الذاتية أن قام بمثل هذه التصرفات، وعاد من الباب الواسع مرتين.

إضافة لذلك فإن مدنية سيتأثر دون شك بهذا الرفض والانقسام، وقد يؤدي ذلك إلى تراجع فعاليته وحضوره الذهني، مما سيزيد من حدة الخلافات بين أبناء البيت الواحد.

وعليه فإن تمت الصفقة؛ يجب أن تقترن بتعاقدات من العيار الثقيل تسوّغ رجعة صاحب الأربعة وثلاثين عاماً إلى صفوف تشرين، وتقلل من تأثير الصفقة النفسي، وتوحد صفوف جماهيره خلف بوصلة المنافسة واستعادة الشخصية والظهور على منصات التتويج.

Exit mobile version