Site icon صحيفة الوطن

الهزات الأرضية أعادت العلاقات الاجتماعية في سلمية … سهرات في بيوت الشعر والأبناء عادوا لبيت العيلة

| حماة – محمد أحمد خبازي

رغم حالة الخوف التي يعيشها السواد الأعظم من أهالي مدينة سلمية، من تداعيات الهزات الارتدادية التي ألمَّت بمدينتهم بدرجات متفاوتة من الشدة، منذ 12 الشهر الجاري ولتاريخه، رأى العديد من المواطنين أن هذه الهزات أظهرت التماسك على الصعيد الاجتماعي بأبهى صوره!

وبيَّنوا لـ«الوطن» أن العديد من العائلات سارعت مع فعاليات مجتمعية كثيرة، إلى نصب بيوت من الشعر الكبيرة في ساحات أحيائها وزودتها بالطاقة البديلة للإنارة وبالنت، وما يلزم من مستلزمات المبيت فيها، ودعت من يرغب من الأهالي للتوجه إليها والنوم فيها لأنها أكثر أماناً من شققهم السكنية الطابقية.

وأعلن العديد من أصحاب المطاعم وصالات الأفراح والمقاهي الشعبية، وضع منشآتهم بتصرف مجلس المدينة والجهات المعنية الأخرى، لاستخدامها كمراكز مبيت للمواطنين الذين تضررت منازلهم بنسب مختلفة.

على حين سارع بعض أصحاب الشركات والعاملون في مجال التشييد والبناء إلى وضع إمكاناتهم وآلياتهم بتصرف مجلس المدينة، لمساعدته في إزالة بعض الإكساءات في الأبنية المرتفعة الآيلة للسقوط في بعض الشوارع الرئيسية والفرعية، كي لا تسقط على الناس في الشوارع.

ومن جانبهم ذكر العديد من المواطنين لـ«الوطن»، أن الهزات الأرضية أعادت الحميمية للعلاقات الأسرية التي فترت أو ضعفت نتيجة ظروف الحياة، ومغادرة الأبناء بيت العائلة بسبب الزواج أو العمل.

وأوضحوا أن أبناءهم الذين يقطنون في أبنية طابقية، عادوا إليهم مع زوجاتهم وأزواجهن والأحفاد، ليقيموا في بيت العائلة، الذين كان يفتقد دفء العائلة وحميميتها!

وقال بعضهم: صحيح كنا نتواصل معهم من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي، بين الفينة والأخرى، ولكن الهزات أعادتهم لكنف العائلة، وصرنا نتواصل معهم وجهاً لوجه، وأصبحنا أكثر قرباً، وأكثر حميمية!

بينما ذكر آخرون أن السهر في الخيم وبيوت الشعر، المقامة هنا وهناك من أطراف المدينة وحدائقها، زاد منسوب المودة بين مرتاديها، فالجيران الذين كانوا لا يرون بعضهم إلا لماماً، ولا يتزاورن إلا في المناسبات، أصبحوا عائلة واحدة جمعهم السهر في الخيمة أو بيت الشعر أو بالساحات أمامها، وزاد في تلك الحميمية والمودة تدخين الأراجيل والمشروبات الشعبية، والشواء في بعض الأحيان!

وعبَّر مواطنون مقيمون في الحي الشمالي لـ«الوطن» عن فرحتهم بحملة النظافة العامة التي شهدها حيهم شبه المهمل لنصب خيم أو بيت من الشعر فيه.

وأوضح أبو فراس وهو من أوائل المقيمين في الحي، شمال دوار زغرين وشرق الكورنيش الشمالي، أنه منذ سنوات طويلة لم يرَ آليات مجلس المدينة تنظف أو ترحل أكوام الأتربة والأنقاض ومخلفات البناء في حيه، ولكن منذ أيام كانت الآليات تعمل في الحي الذي أصبح نظيفاً وجميلاً.

ومن جانبها، بيَّنت رئيس مجلس المدينة سهاد زيدان لـ«الوطن»، أن الكورنيش الشمالي والعديد من الساحات والمواقع كانت مقصد آليات وكوادر المجلس بمؤازرة من آليات الخدمات الفنية في حملة تنظيف وترحيل، موضحة أن آليات المجلس والخدمات الفنية عملت أيضاً على تنظيف نحو 15500 م² في الكورنيش الجنوبي وترحيل المخلفات.

Exit mobile version