Site icon صحيفة الوطن

حماس أبلغت تركيا بأن واشنطن ترسم صورة وردية عن المفاوضات بخلاف الواقع … القسام وسرايا القدس: العمليات الاستشهادية في الأراضي المحتلة ستعود

تبنّت كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، العملية الفدائية في «تل أبيب»، التي وقعت أول من أمس الأحد، معلنةً عودة العمليات هذه العمليات إلى الواجهة في الأراضي المحتلة عام 1948، وبالتزامن أجبرت نيران المقاومين قوات الاحتلال على الانسحاب من مخيم بلاطة في نابلس بعد عملية «كدوميم» النوعية التي أسفرت عن مقتل حارس أمن إسرائيلي.

جاء ذلك في حين أبلغت حركة حماس تركيا بأن الولايات المتحدة رسمت صورة وردية فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يخالف واقع الأمر.

وأعلنت كتائب القسّام وسرايا القدس في بيان مقتضب أمس الإثنين، أن «العمليات الاستشهادية ستعود إلى الواجهة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، طالما تواصلت المجازر الإسرائيلية وعمليات تهجير المدنيين والاغتيالات».

وعلّق محلل الشؤون العربية في قناة «كان» الإسرائيلية أليؤور ليفي، على التبني المشترك من كتائب القسّام وسرايا القدس للعملية، مشيراً إلى أن هذا «يذكّر بأيام الذروة في الانتفاضة الثانية، حيث نفّذا هجمات مشتركة مع كتائب شهداء الأقصى أيضاً.

وجاء هذا الإعلان بعدما أكدت الشرطة وجهاز الأمن العام «الشاباك» الإسرائيليين أن التفجير في «تل أبيب» كان هجوماً مقصوداً نفّذته المقاومة، وتم فيه تفجير عبوة ناسفة قوية، وحسبما أفادت به صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية، فإن «الشاباك» لا يزال يعمل على تحديد هوية منفذ العملية.

بدورها، ذكرت «كان» أن الشرطة خلصت إلى أن منفذ العملية من نابلس شمال الضفة الغربية، في حين أشار موقع «إنتل تايمز» إلى خشية إسرائيلية من «أن يكون منفّذ العملية لم يعمل وحده»، وفي غضون ذلك، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال «تخشى من تحويل الضفة الغربية إلى ساحة حرب، مضيفةً: إن حماس تجنّد وتمول عشرات الكتائب من أجل تنفيذ هجمات أكثر قوةً، وتستخدم العبوات الناسفة وتحاول صنع الصواريخ»، وأعلنت الشرطة و«الشاباك» أول من أمس زيادة التأهب في جميع أنحاء منطقة «غوش دان»، بعد التفجير في «تل أبيب».

من جانب آخر، تحدثت مراسلة «الميادين» في فلسطين المحتلة عن انسحاب قوات الاحتلال من مخيم بلاطة في نابلس بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومة تخللها تفجير عدد من العبوات الناسفة، في حين قالت كتائب شهداء الأقصى- نابلس، إنها خاضت اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة مع قوات الاحتلال المقتحمة لمخيم بلاطة، وأصيبت سيدة بشظايا الرصاص الحي، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المخيم.

وأشارت مصادر محلية إلى أن عدة دوريات للاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس من حاجز عورتا العسكري، وأطلقت الرصاص الحي في شارع القدس ومخيم بلاطة قبل انسحابها، وأجرت قوات الاحتلال عمليات بحث واسعة عن منفذ عملية مستوطنة «كدوميم» الواقعة غرب مدينة نابلس التي أسفرت عن مقتل حارس أمن إسرائيلي، وشملت المداهمات أراضي بلدات حجة وباقة الحطب وكفر عبوش شرق قلقيلية.

بدورها باركت الفصائل الفلسطينية عملية «كدوميم» التي نفّذها مساء الأحد، أحد المقاومين الشباب، التي هاجم فيها حارس المستوطنة بمطرقة وأدت إلى مقتله والاستيلاء على سلاحه، مؤكدة أنها «تجسد إرادة شعبنا ورفضه الاستسلام وتمسكه بالمقاومة والدفاع عن وجوده».

وفي سياق اعتداءات الاحتلال على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة نعلين غرب رام الله، وأطلقت الرصاص الحي باتجاه المركبات في بلدة عزون شرق قلقيلية في الضفة الغربية، كما اقتحمت قرى كفر عبوش وكفر زيباد وكفر جمال جنوب طولكرم.

وفي القدس اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي رأس خميس بمخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين ومنازلهم، من دون أن يبلغ عن إصابات، كذلك أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز السام خلال اقتحامها منطقة رأس خميس في القدس المحتلة.

ووثق مركز معلومات فلسطين «معطي»، 8 أعمال للمقاومة خلال الساعات الـ24 الماضية، شملت عمليتي إطلاق نار واشتباكات مسلحة وإلقاء زجاجات حارقة والتصدي لاعتداءات المستوطنين، إلى جانب اندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في 4 نقاط بالضفة الغربية، وخروج مظاهرة شعبية منددة بجرائم الاحتلال.

سياسياً، أبلغت حركة حماس الفلسطينية تركيا بأن الولايات المتحدة رسمت صورة وردية فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يخالف واقع الأمر، وذكرت وكالة «الأناضول» أن حماس أكدت أن الوضع الحقيقي للمفاوضات ليس وردياً وأن إسرائيل لم ترد على عروض الوسطاء خلال محادثات الأسبوع الفائت, ونقلت الوكالة عن مصادر بوزارة الخارجية التركية، قولها إن مسؤولي حماس أجروا اتصالات مع تركيا نهاية الأسبوع، وقدموا معلومات بشأن عملية التفاوض مع إسرائيل، وأضافت حماس: إن الشروط الإسرائيلية لا ترقى حتى إلى السيناريو الذي دعمه مجلس الأمن الدولي في الـ10 من حزيران الماضي، ولا الشروط التي وافقت عليها حماس في الثاني من تموز الماضي.

وتشترط إسرائيل على حماس قبول الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، حيث تفرض إسرائيل مراقبة على أهالي غزة الذين يمرون من الجنوب إلى الشمال عبر نقاط التفتيش في مفترق «نتساريم» الذي يفصل بين شمال وجنوب القطاع.

في الوقت ذاته، تسعى إسرائيل للاعتراض على 100 اسم من قائمة تضم نحو 300 أسير تريد حماس إطلاق سراحهم، كما أن لإسرائيل طلباً إضافياً يتعلق بعدد الفلسطينيين الذين تريد إسرائيل ترحيلهم من غزة ورام الله، إذ تريد ترحيل 200 اسم من فلسطين.

وبناء على كل المعطيات السابقة ترى حماس أن الهدف النهائي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو كسب الوقت لمواصلة العمل العسكري، وفي وقت سابق طالب وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإحالة جميع المناقشات الجارية بشأن الصفقة إلى مجلس الوزراء بكامل هيئته.

ومع اقتراب لحظات اتخاذ القرار بشأن الصفقة، فمن الواضح أن هذه ليست صفقة إطلاق سراح الرهائن فحسب، بل هي أيضاً قرارات صعبة ستؤثر في ساحات متعددة بنفس الوقت، إذ قال غالانت،: «إسرائيل تقف على مفترق طرق إستراتيجي»، والأمر لا يتعلق فقط بمسألة أخلاقية، إنما حول «اتفاق حرب إقليمية »، لأنه إذا أخفق الاتفاق، فهناك خطر متزايد من التصعيد العسكري، ما سيؤدي إلى دخول إسرائيل في حرب إقليمية لا يمكن وقفها، تشمل حزب اللـه وإيران، وحسب غالانت، فإن «السلطة تعود إلى الحكومة بأكملها التي تتحمل المسؤولية وليس إلى حكومة الحرب فقط».

Exit mobile version