Site icon صحيفة الوطن

واشنطن تتضامن مع أنقرة في مواجهة دعوة  «الديمقراطية» لشن حرب على تركيا..!

| وكالات

تضامنت الولايات المتحدة مع تركيا في مواجهة التهديدات التي أطلقتها وحدات حماية الشعب التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية، وذلك في وقت صدرت تهديدات مبطنة تركية للحزب.
وحذرت «حماية الشعب» الحكومة التركية من أنها لن تسكت عن «العدوان المستمر» للجيش التركي واختراقاته للأراضي السورية على الحدود المشتركة، مؤكدةً أنها «ستدافع عن الأرض والشعب»، وحملتها «أنقرة» المسؤولية الكاملة عن أي «تداعيات محتملة».
وأطلق أحد عناصر الوحدات، في فيديو بث على المواقع الكردية، دعوة باللغة الإنجليزية إلى جميع القوى اليسارية للتوجه إلى تركيا، وشنِّ حرب على قواتها، ووصف القوات المنتشرة في الولايات التركية ذات الأغلبية الكردية، بأنها قوات احتلال.
وقبل نحو عشرة أيام، استعرضت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالة للأمم المتحدة أكثر من عشر «خروقات تركية» لسيادة سورية وسلامة أراضيها خلال شهر كانون الأول الماضي فقط، بينها رمايات نارية، نشر جنود قبل سحبهم، تجريف أراض وبناء جدران إسمنتية داخل الأراضي السورية. وأشارت وحدات الشعب إلى أن وحدة من الجيش التركي «انتهكت تراب روج آفا «الاسم الكردي لمناطق غرب سورية»، في 28 و29 كانون الثاني «الماضي»، بالقرب من قرية «سرمساخ»، موضحةً أن الجيش التركي «قام بإطلاق الرصاص الحي على تجمع للأهالي في تلك المنطقة، نُظم احتجاجاً على انتهاكات الجيش التركي» من دون وقوع أي خسائر.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي عن استيائه الشديد للدعوة التي أطلقها مقاتلو الوحدات، وطالب حزب الاتحاد الديمقراطي بالتركيز على العدو المشترك «تنظيم داعش»، بدل إطلاق التهديدات لتركيا، وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.
ووفرت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً قوياً بالذخائر وغارات الطائرات، لحماية الشعب، ولاحقاً لقوات سورية الديمقراطية التي تشكل الوحدات عمودها الفقري، في المواجهات ضد داعش منذ معارك عين العرب في محافظة حلب، إلى مدينة الهول بمحافظة الحسكة، وأخيراً سد تشرين على الفرات. وتخطط واشنطن وقوات سورية الديمقراطية بشكل مشترك لإطلاق «معركة الرقة».
من جهة أخرى، قدم كيربي غطاء للتدخل التركي في منطقة الحدود المشتركة. ففي معرض رده على سؤال عن تقييمه للقصف التركي على مواقع داعش داخل سورية، قال المتحدث الأميركي إن «تركيا مشتركة في العمليات التي يشنها التحالف الدولي» ضد داعش، وإن القصف التركي ضد أهداف داعش أمر جيد، وهذا ما نريده نحن». وقبل يومين ندد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش بالفيديو الذي نشره مقاتل حماية الشعب. وأضاف في لهجة لا تخلو من التهديد: «على الجميع أن يعرف حده، ويلتزم عنده، تركيا جادة أكثر من أي وقت مضى فيما يخص محاربة الإرهاب». وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب»، امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف على القوائم التركية والأميركية والغربية للتنظيمات الإرهابية. ويشن الجيش التركي حملة عسكرية عنيفة على مسلحي العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد. في غضون ذلك، ذكرت مصادر أمنية تركية أن مسلحين من داعش أطلقوا لليوم الثاني على التوالي النار باتجاه عناصر من قوات الأمن التركية أثناء قيامهم بعملية تنظيف الألغام على الشريط الحدودي مع سورية، بقضاء قارقمش بولاية غازي عنتاب. ونقلت وكالة «الأناضول» عن المصادر أن قوات الأمن ردت بالمثل على النيران الصادرة من المسلحين المنتشرين في مدينة جرابلس شمال شرقي مدينة حلب والخاضعة لسيطرة داعش. وأشارت إلى أن الجنود الأتراك زادوا من تدابيرهم الأمنية في المنطقة عقب الاشتباك، محذرين المواطنين من الاقتراب من الشريط الحدودي مع سورية، في الوقت الذي أخلي فيه مقر بلدية قارقمش بشكل مؤقت لقربه من منطقة الاشتباك.
وتقول تركيا إنها تعمل على إزالة الألغام التي زرعها داعش من الجانب السوري للشريط الحدودي، في إطار أعمال الجدار الأمني المزمع بناؤه في المنطقة، إلا أن دمشق تؤكد أنها تنتهك أراضيها، وأنها تخترق حرمة الحدود السورية حتى في مناطق خارج سيطرة داعش.

Exit mobile version